لم يكن متوقعاً من بلدية بيروت ومحافظها القاضي زياد شبيب أن يرفضا طلب انشاء مكتبة مجانية في ساحة الشهداء ليوم واحد، خصوصاً أن هذه المبادرة التي أطلقها الناشط محمد حرز، لا تهدف إلى تحقيق أي منفعة مادية. ويسعى حرز، وفق الكتاب الذي قدمه إلى محافظ بيروت، إلى تأمين مكتبة عامة مؤقتة في الساحة طوال العطلة الصيفية وحتى بداية العام الدراسي المقبل.
لكن مفاجأة قرار شبيب لم تمنع حرز من الإصرار على إقامة النشاط، اتبداءً من الساعة السابعة مساءً، مذكراً بتجربة الحراك المدني في صيف العام 2015، الذي انطلق من وسط بيروت نفسه، متوقعاً "تحول النشاط إلى تظاهرة".
"كل ثورات العالم تحتاج إلى دعم، ونحن لسنا بحاجة إلى دعم خارجي، لكننا بحاجة إلى دعم ثقافي ومحبة بيننا". بهذه الفكرة يشرح حرز مشروعه، الذي تبلور عندما نظم مع عدد من أصدقائه إفطاراً في ساحة الشهداء في شهر رمضان.
وبعدما شغل الحراك المدني ساحة الشهداء والساحات المجاورة لها خلال أزمة النفايات للمطالبة بالحقوق والاحتجاج على الفساد والصفقات، "حان وقت نشر الثقافة والوعي الشعبي، لعله يكون مدخلاً للخلاص من سلطة الفساد وأداة لمعرفة الحقوق وتحصيلها".
ويقول حرز إن هناك كثيراً من الأفراد يرمون الكتب التي ليسوا بحاجة إليها. وفي المقابل، هناك آخرون قد يستفيدون منها. وهذه المكتبة غير صلة وصل بين الطرفين. ويأمل حرز أن تكون هذه المبادرة خطوة أولى في اتجاه مبادرات اجتماعية وإنسانية أخرى، مثل "تأمين كتب مدرسية مجانية لأصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون تأمين الكتب لأبنائهم. هكذا، نشجع المشاركين على القراءة والثقافة وندعم ونساعد الآخرين".
وحول مشاركة الكتب، يشرح حرز أن كل شخص يستطيع التبرع بالكتب، بالإضافة إلى إمكانية إستبدال كتاب بكتاب موجود، على أن يُرد ليستطيع المستعير الحصول على غيره. وستنظم حلقات نقاش وحوار ومعارض رسم في الساحة نفسها، آملا أن تلقى مبادرته تفاعلاً إيجابياً، رغم رفض المحافظ.
المحافظ مسافر
وكانت "المدن" قد تواصلت مع رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، الذي قال إن "هذا الأمر يتعلق بصلاحيات المحافظ"، فيما أكد مكتب المحافظ أن شبيب خارج لبنان.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها