الإثنين 2024/09/23

آخر تحديث: 18:45 (بيروت)

البقاع تحت القصف والقذائف تصل إلى أعالي جبيل وكسروان

الإثنين 2024/09/23
البقاع تحت القصف والقذائف تصل إلى أعالي جبيل وكسروان
اسرائيل تعلن قصف 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان ومنطقة البقاع (Getty)
increase حجم الخط decrease

أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ، دانيال هاغاري، اليوم الاثنين، 23 من أيلول الجاري،  أن قوات الاحتلال تستعد لشنّ غارات على منطقة سهل البقاع شرق لبنان، ودعا السكّان إلى "البقاء بعيدين عن المنازل الّتي تخبأ فيها الأسلحة". وزعم هاغاري أن جيش الاحتلال ينوي مهاجمة أهداف تابعة لحزب الله في سهل البقاع بعدما نفذ أكثر من 300 غارة منذ الصباح في الجنوب اللّبنانيّ أدّت إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى (الحصيلة المُحدّثة حتّى اللحظة: 275 بينهم 21 طفلًا والجرحى 1024)، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وسط تواصل الغارات بكثافة.

وقال هاغاري، في مؤتمرٍ صحافيّ: "قريبًا سنهاجم في عمق البقاع، حيث يتمّ تخزين الأصول الاستراتيجية لحزب الله داخل المراكز السكّانيّة"، كما ادعى. وأضاف: "هذا تحذير موّجه لسكّان القرى في سهل البقاع: ابتعدوا فورًا". كما نشر متحدث الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي منشورًا عبر منصة "إكس" باللغة العربية، دعا فيه سكان قرى البقاع إلى الابتعاد عن "المنازل" الّتي يدعي وجود أسلحة لحزب الله فيها. وقال: "عليكم الخروج منه (المنزل) والابتعاد عنه خلال ساعتين لمسافة لا تقلّ عن 1000 متر خارج القرية أو التوجه إلى المدرسة المركزيّة القريبّة منكم، وعدم العودة إليه حتّى إشعارٍ آخر".

الضربات في البقاع
وعند الخامسة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، بشنّ موجة غارات عنيفة على قرى وبلدات البقاع الغربيّ والأوسط والشماليّ، أدّت إلى دمار ضخم في عددٍ من المناطق، وتمّ قصف أطراف بوداي وبريتال وحزّرتا واليمونة وشمسطار وكفردبش وحوش الرافقة وطليا في البقاع فضلًا عن المنطقة الواقعة بين حورتعلا والخضر والنبي شيت ودورس في قضاء بعلبك وسهل بعلبك، وعدّة غارات على الهرمل. وقد تمّ تسجيل عدد من الإصابات والشهداء يصلون تباعًا إلى مستشفى دار الأمل. كما استهدفت الغارات السفري وبدنايل وبيت شاما والهرمل وخراج بلدة قوسايا وعلى الطريق بين سحمر و سد القرعون وبوداي.

وتشهد منطقة البقاع وتحديدًا القرى في بعلبك والهرمل حركة نزوح كثيفة إلى المدن البقاعيّة وتحديدًا زحلة. 
كما سقطت قذائف على منطقة مجدل العاقورة وفي خراج منطقة اللقلوق وفي ميروبا في أعالي كسروان. وكانت قد سقطت، صباحاً، قذيفة في خراج بلدة اهمج الجبيلية.

هذا في وقتٍ أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أنّه شنّ هجومًا جويًّا واسع النطاق استهدف مواقع تابعة لحزب الله. وقال إن طائراته الحربيّة نفذّت هجمات على نحو 800 هدف لحزب الله في جنوب لبنان ومنطقة البقاع في عمق لبنان على عدّة موجات خلال اليوم. وقال إن "الهجمات استهدفت مبانٍ استخدمها حزب الله لإخفاء صواريخ، قاذفات، طائرات بدون طيار، وبنى تحتية عسكريّة أخرى، وذلك بناءً على معلومات استخباراتيّة دقيقة". وأضاف أن "هذه الضربات تهدف إلى إزالة التهديد عن مواطني دولة إسرائيل وتقويض قدرات حزب الله العسكريّة وبنيته التحتيّة".

ضربات الحزب
وفي بياناتٍ متتاليّة، أعلن حزب الله، أنّه ودعمًا للشعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة، وردًّا على اعتداءات العدو الإسرائيليّ الّتي طالت مناطق الجنوب والبقاع، شنّ مقاتلوه سلسلةً من الضربات على كل من: المخازن الرئيسيّة التابعة للمنطقة الشماليّة في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، مقرّ الكتيبة الصاروخيّة والمدفعيّة في ثكنة يوآف بعشرات الصواريخ، مقرّ قيادة الفيلق الشمالي في ‏قاعدة عين زيتيم بعشرات الصواريخ، مُجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة رفائيل في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا كما قاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بعشرات الصواريخ.

ودوت صفارات الإنذار في مناطق حدودية مع لبنان وفي عدة بلدات في الجولان المحتل والجليل الأعلى والجليل الغربي، لتحذر من رشقات صاروخية ومسيرات أنطلقت من الأراضي اللبنانية. فضلًا عن طبرية وعسفيا والزرازير وبلدات أخرى شماليّ الأراضي المحتلة. وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيليّ أن حزب الله أطلق 10 صواريخ صوب الضفة سقطت بمناطق مفتوحة؛ ونحو 150 صاروخًا أُطلق اليوم من لبنان. وأفاد موقع "واللا"، عن "دوي صفارات الإنذار في منطقة هشارون بتل أبيب الكبرى".

اليونيفيل: جرائم حرب
وصدر بيان عن قوّات اليونيفيل، قالت فيه: " تُعرب اليونيفيل عن قلقها البالغ على سلامة المدنيين في جنوب لبنان وسط حملة القصف الإسرائيلي الأكثر كثافة منذ تشرين الأول الماضي. أجرى الجنرال أرولدو لازارو، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام، اتصالات مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي، مؤكدا على الحاجة الملحة لخفض التصعيد. وتتواصل الجهود لتخفيف التوترات ووقف القصف. إن أي تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق، ولكن أيضًا على المنطقة ككل. ووفقاً لتقارير السلطات اللبنانية، فقد قُتل وجُرح المئات. الهجمات على المدنيين لا تشكل انتهاكات للقانون الدولي فحسب، بل قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب".
أضاف"تكرر اليونيفيل دعوتها القوية للتوصل إلى حل دبلوماسي وتحث جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحياة المدنيين وضمان عدم تعريضهم للأذى. من الضروري إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والذي أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع وضمان الاستقرار الدائم".

نتنياهو يتوّعد
هذا وتوّعد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، بتنفيذ المزيد من الهجمات وتوسيع العمليات العسكرية في إطار العدوان الإسرائيلي على لبنان، معتبرا أن ما تقوم به إسرائيل هو "تغيير موازين القوى في الشمال". وجاء ذلك في تصريحات صدرت عن نتنياهو خلال جلسة لتقييم الوضع الأمني عقدها في مقر قيادة سلاح الجو في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، برفقة وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار.

وقال نتنياهو، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتبه، إنه "لمن لم يفهم بعد، أود أن أوضح سياسة إسرائيل، نحن لا ننتظر التهديد، بل نسبقه. في كل مكان، في كل جبهة، وفي أي وقت". وتابع "نحن نقضي على القادة وعلى المخربين، وندمر الصواريخ - وما زال لدينا المزيد لنفعله. من يحاول أن يؤذينا، سنؤذيه أكثر"، وفقا لتعبيره. وأضاف "لقد وعدت بتغيير ميزان الأمن وميزان القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نقوم به. نحن ندمر الآلاف من الصواريخ والقذائف الموجهة نحو مدن إسرائيل ومواطنيها".

وتابع "نحن نواجه أيامًا معقدة. أطلب منكم، مواطني إسرائيل، أمرين: أولاً، الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، فهذا ينقذ الأرواح؛ وثانيًا، أن نقف معًا بعزم، بمسؤولية وبطول نفس. معًا سنظل صامدين، معًا سنقاتل وسننتصر".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها