الجمعة 2024/08/23

آخر تحديث: 15:58 (بيروت)

يوم دموي: 10 شهداء بغارات عنيفة.. و"الحزب" يكثف ضرباته

الجمعة 2024/08/23
يوم دموي: 10 شهداء بغارات عنيفة.. و"الحزب" يكثف ضرباته
نفذت مسيّرة معاديّة، عدوانًا جويًّا، على بلدة عيتا الجبل في قضاء بنت جبيل (Getty)
increase حجم الخط decrease
في وقتٍ لا يزال فيه الترقب لما ستسفر عنه الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن غزّة، الفيصل الذي سيُحدّد شكل الصراع مستقبلًا؛ والّتي ستؤدي في حال فشلها إلى تصعيدٍ وارد جدًا في "الجبهة اللّبنانيّة"، مؤداه ربما حربٌ شاملة.. تستمر المواجهات في الجنوب اللّبنانيّ، فيما يُكثف جيش الاحتلال الإسرائيليّ هجماته على نطاقٍ واسع، مع معطى جديد ومُقلق يتمثل في نقل قوات الأخير إلى المنطقة الشماليّة، مع إحرازه لتقدم في قطاع غزّة، والتصعيد الحاصل في القتال مع حزب الله، وفق ما أوردت القناة 12 العبريّة منذ نحو اليومين.

سقوط 10 شهداء
وشنّ جيش الاحتلال سلسلةً من الغارات الجويّة على البلدات والقرى الجنوبيّة منذ صباح اليوم، الجمعة 23 من آب الجاري، أوّلها كان على طيرحرفا في القطاع الغربيّ، أدّت إلى سقوط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى، وفق ما أعلنت وزارة الصحّة اللّبنانيّة. ونعى الحزب مقاتليه في بياناتٍ متتالية، وهم: عقيل قاسم غريب (أبو طالب) مواليد العام 1990 من بلدة طيرحرفا، حسن وسام حرقوص (أبو مهدي) مواليد العام 2005 من بلدة طورا، قاسم صالح حرقوص (فداء) مواليد العام 2004 من بلدة طورا. 

هذا وقال الجيش الإسرائيليّ في بيان، إنّه "هاجم وقضى على خلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إطلاق نار من الأراضي اللّبنانيّة باتجاه أراضي دولة إسرائيل"، مشيرًا إلى أنّه "وجهت القوّة طائرة تابعة لسلاح الجو وقضت على الخلية في منطقة طيرحرفا جنوب لبنان". وأضاف أنه "بعد القضاء على الخلية، تم رصد إطلاق نار خرج من منطقة الهجوم، ما يدل على العثور على أسلحة وصواريخ هناك"، على حدّ زعمه، لافتًا إلى أنّه "هاجم بنيران المدفعية منطقة شبعا في جنوب لبنان".

وطال القصف الإسرائيليّ محيط بلدتي عيتا الشعب والناقورة وجبل اللبونة. كما استهدفت مدفعية العدو تلة العزية باتجاه بلدة ديرميماس، بينما دوت صافرات الإنذار في مراكز اليونيفيل، عند الحدود. ونفذت مسيّرة معاديّة، عدوانًا جويًّا، على بلدة عيتا الجبل في قضاء بنت جبيل، مستهدفةً بغارةٍ جويّة منزلاً في البلدة بصاروخين موجهين، أدّت إلى استشهاد شخصين من بينهما طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، فضلًا عن إصابة شخصين بجروح، وفق مركز طوارئ الصحّة العامّة في وزارة الصحّة.
وأدّى القصف الإسرائيليّ على بلدة ميس الجبل لسقوط شهيد وإصابة شخصين آخرين بجروح. وفي وقتٍ لاحق، نعى الحزب مقاتلًا رابعًا، وهو حسين محمد شقير (ساجد)، مواليد العام 1998 من بلدة ميس الجبل.
بينما بلغت حصيلة الغارة الجويّة الّتي استهدفت دراجة ناريّة في بلدة عيترون بصاروخٍ موجّه، إلى استشهاد شخص وإصابة شخص آخر بجروح. 
وفي لاحق أغار الطيران المسيّر الإسرائيليّ مستهدفًا سيارة على طريق صور- معركة في منطقة الحمادية، حيث توجهت على الفور فرق الإسعاف للمكان المستهدف، وتشير المعلومات الأوليّة إلى وقوع جرحى، وشهيد واحد. 
وبذلك تكون الحصيلة الأوليّة حتّى السّاعة لضحايا الاعتداءات الإسرائيليّة على القرى والبلدات الجنوبيّة، 10 شهداء وعدد من الجرحى.

هجمات الحزب
في المقابل، هاجم الحزب عدد من المواقع الإسرائيليّة، منها قاعدة ميرون الجويّة، وقال الحزب أنّه استهدف التجهيزات التجسسيّة فيها بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة، ما أدى إلى تدميرها.. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيليّ، بأن نحو 3 صواريخ مضادّة للدروع أُطلقت صباحًا على قاعدة ميرون الجويّة في جبل الجرمق قرب الحدود مع لبنان بقصف صاروخيّ، فجر اليوم الجمعة، أدى إلى تصاعد الدخان من موقع القاعدة. كما ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين تأكيدهم لاستهداف القاعدة وإصابتها، مشيرةً إلى أنّه "لم يحدث ضرّر لقدرات الكشف الجويّ، وتمّ الحفاظ على الاستمراريّة الوظيفيّة".

وفي بياناتٍ متتالية، أعلن الحزب عن استهدافه لموقع المالكية بقذائف المدفعيّة، فضلًا عن تموضع لجنود العدو  في محيط تلة الخزّان بالقذائف المدفعية، وأصابوه إصابة مباشرة. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّه تمّ رصد "إطلاق نحو 20 قذيفة صاروخيّة من لبنان صوب البلاد منذ الصباح و8 صواريخ أُطلقت باتجاه "المالكية" دون وقوع أضرار أو إصابات". وقام لاحقًا باستهداف موقع رويسات العلم بالأسلحة الصاروخية.وقال في بيانٍ آخر أنّه استهدف مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بصلية صاروخية وأصابوها إصابة مباشرة. 

التقرير التراكميّ لوزراة الصحّة
إلى هذا، نشرت وزارة الصحّة العامّة، أمس الخميس التقرير التراكميّ للطوارئ الصحيّة، أشارت فيه إلى أنّه وبناءً لمعطيات المستشفيات ولتاريخه، تمّ تسجيل 2412 إصابة، منها 564 حالة وفاة. وتوزعت الإصابات كما يلي: 84 بالمئة من الذكور، 93 بالمئة من الجنسيّة اللّبنانيّة، 53 بالمئة من عمر 25 لغاية 44 سنة. كما تمّ توزيع نوع الإصابات كما يلي: 42 بالمئة ناتجة عن صدمة، 33 بالمئة عن انفجار، 15 بالمئة عن تعرضٍ كيميائيّ.

أما أعداد النازحين، فأشارت إلى أنّه قد وصل إلى 110,099 حتّى تاريخ 15 من آب الجاري.

الحرائق في إسرائيل
وتعليقًا على الحرائق التي اندلعت في المستوطنات الشمالية وأتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ الحزب في المنطقة، قال عميت دوليف عالم البيئة في "إقليم الشمال" في "سلطة الطبيعة والحدائق": "نحن نتحدث عن حرائق ضخمة، وهذه أرقام ليست مذكورة عندنا". وبحسب معطيات سلطة الطبيعة والحدائق، فإنّ حجم المناطق الّتي احترقت منذ بداية السنة في الشمال ازدادت بأكثر من 200 بالمئة من أي عام خلال السنوات الست الأخيرة، وأكبر بكثير من الحرائق الّتي اندلعت في حرب لبنان الثانية وفي حريق الكرمل عام 2010. معظم المساحة المحترقة، 114 ِألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبيّ القابل للاشتعال. أما في الجليل فاحترق 74 ألف دونم، ومن المتوقع أن يستغرق وقتًا أطول لاستعادتها.

وأشار موقع القناة 12 الإسرائيليّة إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخيّة أطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعًا في الشمال، واضطر عناصر مكافحة النار إلى مواجهة النيران المشتعلة. وفي هذا السياق، قال قائد إقليم الشمال في مصلحة الإطفاء والإنقاذ إن "عناصر مكافحة النار يواجهون يوميًا الحرائق في ظروف جوية قاسية، وأحيانًا تحت وابل إطلاق الصواريخ المتواصل".

"خسارة إسرائيل للشمال"
من جهته أكدّ رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، عبر حسابه على منصة "إكس" أن حكومة العدو خسرت الشمال. وقال: "مئات القذائف الصاروخية والطائرات المُسيّرة التي أطلقت في الأسبوع الأخير على سكان الشمال هي دليل على عدم قدرة الحكومة على التعامل مع تهديدات حزب الله"، وأضاف "أنشطة الجيش الإسرائيليّ خصوصاً بواسطة سلاح الجو، لا تمنع الوضع الذي يتلقى فيه سكان الشمال توجيهات كل يوم بالبقاء بالقرب من الأماكن الآمنة". وتابع "عشرات آلاف السكان لا يعلمون ما إذا كان العام الدراسي سينطلق في الوقت الذي تمّ إخلاؤهم من منازلهم، ومصانع كثيرة وأماكن عمل أقفلت أو تمّ نقلها من الشمال إلى مناطق أخرى". وختم "التحديات في الشمال كبيرة على حكومة إسرائيل الحالية، ولذلك ليس لها الحق في الوجود".

وفي هذا السّياق، أفادت تقارير إسرائيليّة بأن حزب الله أطلق 344 صاروخًا باتجاه إسرائيل في شهر كانون الثاني من هذا العام، وفقًا لمعلومات صادرة عن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. وفي تقرير نشره موقع "والا" تحت عنوان "ذات مرة كان هنا شمال"، أوضح أن عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله في تموز بلغ 1091 صاروخًا، أي ثلاثة أضعاف العدد المسجل في كانون الثاني.

وتشير البيانات إلى تزايد مطرد في عدد الصواريخ منذ بداية العام، مع استثناء انخفاض طفيف في حزيران. وأسفرت هجمات حزب الله عن مقتل 44 إسرائيليًا، بينهم 24 مستوطنًا و19 جنديًا، بالإضافة إلى إصابة 271 شخصًا، من بينهم 130 مستوطنًا و141 جنديًا. وحتى الأسبوع الماضي، تم إجلاء 62,480 مستوطنًا من المستوطنات الشمالية، منهم 16,855 تم إيواؤهم في الفنادق. ووفقًا لـ"سلطة الضرائب" في إسرائيل، تم تقديم 4,378 طلب تعويض عن الأضرار التي لحقت بالمباني والممتلكات في تلك المناطق. وختم التقرير بأن هذه الإحصائيات تعكس المرحلة الحالية من المعركة في الشمال، والتي ما زالت مستمرة من دون أفق واضح لنهايتها، مشيرًا إلى أن الأمور قد تتفاقم إذا تحققت تهديدات "جبهة المقاومة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها