هدوء حذر بعين الحلوة.. وميقاتي يهاتف قيادتي فتح وحماس

وأكد أنه "من غير المسموح ولا المقبول أن تعتبر التنظيمات الفلسطينية الأرض اللبنانية سائبة، فتلجأ إلى هذا الاقتتال الدموي، وتروّع اللبنانيين، لا سيما منهم أبناء الجنوب الذين يحتضنون الفلسطينيين منذ أعوام طويلة". وشدد رئيس الحكومة على "أن الجيش، كما سائر القوى الأمنية اللبنانية، سيقومون بالدور المطلوب في سبيل ضبط الأمن ووقف الاقتتال".

لجنة تحقيق
ورغم تطمينات مسؤولين فلسطينيين بأن الإشتباكات قد انتهت، فلا شي حتى الآن يوحي بأن ما جرى ليل الأربعاء كان آخر فصول هذا التدهور الخطير، الذي انحدر فيها الوضع الأمني في المخيم على مدى أيام قليلة، سيما وأنه لم يسبق انهيار وقف اطلاق النار ليل أمس ما كان يوحي بأن الوضع الميداني سيعود إلى الاشتعال وبشكل أعنف. لذلك فأن جهد الأفرقاء الفلسطينيين سيكون منصباً على تثبيت وقف إطلاق النار.

بالتوازي، ينطلق اليوم عمل اللجنة الفلسطينية التي شكلت للتحقيق في جريمة اغتيال قائد الأمن الوطني السابق في منطقة صيدا، اللواء أبو اشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه، وجريمة اغتيال عبدالرحمن فرهود. وتألفت اللجنة من كل من: رئيسها اللواء معين كعوش عن "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" وقائد القوة المشتركة الفلسطينية اللواء محمود العجوري، وممثل تحالف القوى الفلسطينية ابوحسن كردية، وممثل القوى الاسلامية نصر المقدح.

ليلة ملتهبة
وكان المخيم شهد ليلة طويلة من المواجهات استخدمت فيها الأسلحة الصاروخية والرشاشة المتوسطة والثقيلة، وأسفرت عن وقوع قتيل على الأقل وعدد من الجرحى. ورفعت الحصيلة الجديدة للمعارك منذ السبت الماضي إلى 11 قتيلاً ونحو 60 جريحاً، وألحقت المزيد من الدمار الكلي او الجزئي بعشرات البيوت والمحال التجارية والسيارات في الأحياء التي كانت مسرحاً للإشتباكات.

واستمرت المعارك على مختلف محاور القتال لا سيما محور البركسات-حي الطوارئ، والبستان-محطة جلول، والرأس الأحمر-حطين حتى ساعات الفجر الأولى، قبل أن تتراجع حدتها تدريجياً ليستمر رصاص القنص حتى الصباح.

وإثر جولة على مواقع فتح في المخيم، أعلن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو اياد شعلان (الذي تم تعيينه خلفاً للواء أشرف العرموشي) أنه تم إعطاء التعليمات بوقف إطلاق النار تحت أي ظرف كان. وأن هناك التزاماً كاملاً بهذا القرار من قبل كوادر وعناصر فتح.

ومع الإعلان عن الوقف الجديد لإطلاق النار، شهد المخيم ومحاور القتال خصوصاً هدوءاً حذراً. وأعاد الجيش اللبناني تدريجياً فتح مداخل المخيم. وسجلت لاحقاً حركة خجولة لمواطنين فلسطينيين ولبنانيين قاموا بتفقد الأضرار التي لحقت ببيوتهم وممتلكاتهم في المخيم والتعمير.