من جهةٍ أخرى، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الجيش يركز حاليًا على "الحفاظ على الإنجازات" من خلال استهداف منصات إطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التابعة لحزب الله، مع استمرار المناورات البريّة في نطاق "خط القرى الثاني". ورغم التقدم الميدانيّ، يحاول الجيش تجنب الغرق في عمليات طويلة الأمد مع اقتراب فصل الشتاء.
تصعيد المواجهات
وكتب الصحافيّ الإسرائيلي آفي أشكنازي في صحيفة "معاريف" أن المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله شهدت تصعيدًا كبيرًا. ووفقًا له، نفذت القوات الإسرائيليّة ست جولات قصف على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مستهدفة مواقع استراتيجية لحزب الله. كما امتدت الهجمات إلى مناطق مثل صور، صيدا، والنبطية. في المقابل أطلق حزب الله أكثر من 70 صاروخًا باتجاه مناطق إسرائيليّة، شملت الكريوت، نهاريا، عكا، والجليل الأعلى. فيما قال أشكنازي إن "الصواريخ تعاني من ضعف الدقّة نتيجة التقدم الإسرائيليّ داخل الأراضي اللبنانية".
كما وأشارت "معاريف" إلى أن "حزب الله تكبد خسائر فادحة منذ بداية العمليات البريّة، حيث قتل حوالى 2,250 عنصرًا من مقاتليه، إضافة إلى تدمير بنيته التحتية الدفاعية واللوجستية. ومع ذلك، يواصل الحزب استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ قصيرة المدى، كما حدث الأسبوع الماضي عندما اخترقت طائرة مسيّرة الأجواء الإسرائيلية، ما تسبب بحالة من الذعر وأجبر مليون إسرائيلي على الاحتماء في الملاجئ".
اختتم تقرير "معاريف" بالإشارة إلى أن إسرائيل تسعى لإرسال رسالة قوية لإيران والمنطقة عبر تقويض قدرات حزب الله. كما يُرجّح أن تسعى الحكومة الإسرائيلية لتحقيق نصر سريع قبل تسلّم دونالد ترامب الرئاسة مجددًا، ما قد يعزز قوة الردع الإسرائيلية ويفتح الباب أمام تسوية شاملة تشمل ملفات أخرى مثل الأسرى في غزة.
إلى تسوية سياسيّة؟
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الجيش الإسرائيليّ يتبنى أسلوب "التعتيم الإعلامي" في إدارة العمليات البريّة، بهدف إرباك حزب الله والحفاظ على عنصر المفاجأة. كما أوردت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات محدودة في القرى الجنوبية ضمن نطاق 4-5 كيلومترات من الحدود، مع تجنب اجتياح المدن الكبرى مثل مرجعيون وبنت جبيل. ورغم الإعلان عن توسع العمليات، أكدت الصحيفة أن الجيش يحاول تقليص خسائره البشرية وتجنب التمركز المفرط في الأراضي اللبنانية، ولتجنب الغوص في مواجهات طويلة الأمد وسط ظروف شتوية قاسية متوقعة.
وأشارت تقارير "يديعوت" إلى تباين بين الجدول الزمني العسكريّ المتسارع والقرارات السّياسيّة الّتي تتخذ بوتيرة أبطأ.. وقال "يديعوت أحرنوت" إن القيادة العسكريّة الإسرائيليّة بدأت تشجع الحكومة على التوصل إلى تسويةٍ سياسيّة توقف إطلاق النار في لبنان. ويُنظر إلى هذه التسوية كفرصة لإعادة إعمار البلدات الحدودية الإسرائيليّة وإعادة سكانها إلى منازلهم بعد انتهاء العمليات. ورجح تقرير في الصحيفة أن إسرائيل قد تنتظر دخول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض لتمرير اتفاق سياسي يرسخ إنجازاتها الميدانية.
وفي سياقٍ متصل، أشار رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السّابق يسرائيل زيف في تصريح له، إلى أنّه "يجب توقيع اتفاق ينهي الحرب في لبنان من دون إصرار على بنوده". واعتبر زيف انه "لسوء الحظ لا يشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالحاجة للخروج للجمهور وشرح إلى أين نحن ذاهبون بعد 14 شهرًا من الحرب"، مشيرًا إلى أن "عدد الجرحى الذين يفقدهم الجيش الإسرائيلي كل شهر في القتال مثير للقلق".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها