الخميس 2022/03/17

آخر تحديث: 16:48 (بيروت)

خلية مثلثة الأضلاع وإيران على خط التشاور: تأجيل الانتخابات؟

الخميس 2022/03/17
خلية مثلثة الأضلاع وإيران على خط التشاور: تأجيل الانتخابات؟
الانكفاء السني سلك طريق اللاعودة (Getty)
increase حجم الخط decrease

إذا صح أنّ حزب الله قد أبلغ جهات دولية فاعلة، أنّه وحلفاءه لا يرغبون في الاستحواذ على الغالبية المطلقة في البرلمان،

وإذا صح أنّ فرنسا تسعى إلى تشكيل خلية أزمة تتصل بلبنان وأبعد من لبنان، مثلثة الأضلاع وتضم المملكة العربية السعودية ومصر،

وإذا صح أنّ فرنسا تتواصل مع إيران وحزب الله في آن معاً لإخراج لبنان من عنق الزجاجة،

وإذا صح أنّ الأميركيين لا يمانعون ولا يعترضون ولا يعارضون الحركة الفرنسية الناشطة،

وإذا صح أنّ السفير السعودي وليد البخاري سيعود إلى بيروت نزولاً عند رغبة فرنسية، وذلك خلال أسابيع قليلة يتبعه سفير جديد الإمارات العربية المتحدة خلفًا لحمد سعيد سلطان الشامسي،

عندها، يكون الظرف مفتوحاً على حلول موضعية أولية تحتاج إلى تأجيل تقني للاستحقاق الانتخابي لا يتعدى الشهور الأربع، بما يتيح انخراط جميع الأفرقاء في انتخابات تعيد التوازن للمشهد اللبناني السياسي وتشهد عودة للحضور العربي على المستويات كافة.

عودة إلى المبادرة الكويتية
من المعلوم أنّ ثلاثة من دول الخليج انطلقت من أسس وُضعت ضمن المبادرة الكويتية، ولو أنّها كانت تعلم منذ البداية أنّ تطبيق بعض بنودها، وخاصة في ما يتعلق بالقرار 1559 أكبر من قدرة اللبنانيين وحدهم برؤساء الجمهورية والحكومات المتعاقبة منذ العام 2005. وعليه، يُفهم من المبادرة الكويتية أنّها كانت سبيلاً لرفض العودة الخليجية إلى لبنان وفق قواعد قديمة سلكها الخليج منذ اتفاق الطائف.

المكوّن السني غائب
قبل يوميْن، أُغلق باب الترشح للانتخابات وبلغ عدد المرشحين 1043. وإذا كان هذا العدد يُعتبر الأعلى على مدى السنوات الماضية، ولو أنّ عدد المرشحين السنة كان كبيرًا نسبيًا، غير أنّ غياب المكوّن السياسي السني بعد إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي في 24 كانون الثاني/يناير الماضي يستحق التوقف عنده.

وفي ظل غياب تيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين عن المشهد، وعلى الرغم من طحشة الرئيس فؤاد السنيورة عبر قيادة حركة تدفع المعنيين إلى الترشح والناخبين إلى الاقتراع، يبدو جلياً أنّ الانكفاء السني سلك طريق اللاعودة. ويمكن اليوم الحديث عن انقسام قياداته إلى فئات أربعة:

الأولى: تريد الانقضاض على حزب الله بما أوتيت من طاقات، ولكن من دون قوة ورباط خيل، اللهم إلاّ عبر حضور إعلامي متقطع وبيانات تدين "حزب إيران"، في الوقت الذي يعيش فيه اللبنانيون أزمات متناسلة زاد ضغطها لدرجة أنّهم نسوا أنّ سببها التموضع السياسي للبلد في خانة محور المقاومة، والفساد المستشري في الدولة بكل مفاصلها.

الثانية: أدركت هذه الفئة عجزها وعدم قدرتها منفردة على إحداث التغيير بعد محاولات امتدت على عقد ونيف. ولم تفلح هذه المحاولات في أن تستوعب حزب الله وحلفاءه ولا في أن تبني تسويات انتخابية ورئاسية تحسب خطوط الرجعة مع الشارع والعرب والغرب بل مع حزب الله نفسه.

الثالثة: تنتظر على ضفة النهر لترى من يفوز كي تقفز في المركب الناجي من على رصيف الانتظار.

الرابعة: إنّها فئة اقتنعت وارتضت بسيادة حزب الله عليها، حيث باتت تقف على يسار الحزب في الدفاع عن إيران وعبقرية قياداتها وتفوّق الإيرانيين على العرب.

انتخابات 2022: حرب تموز سياسية
في المقلب الآخر، أعرب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، عن أسفه لانكفاء الحريري، لكنه دعا إلى تنظيم الصفوف الحزبية وكذلك صفوف الحلفاء غير أنّ الحزب هو أيضًا ينظُر للاستحقاق باعتباره ذا أثر إقليمي يجري بالتوازي مع محادثات الاتفاق النووي الإيراني في فيينا، والمحادثات الإيرانية السعودية التي تأجلت جولتها الخامسة إلى أجل مسمى.

وعلى الرغم من رفع حزب الله سقف الاستحقاق الإنتخابي منذ شباط/فبراير الفائت عبر تصنيفه كـ"حرب تموز سياسية"، وعلى الرغم من إعلان نصرالله في لقاء مع كوادر الحزب أنّ المعركة اليوم "هي معركة حلفائنا.. وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا"، أكد أيضًا أنّ "الأسباب الموجبة لدخولنا الانتخابات النيابية عام 1992 وفي الحكومة عام 2005، وهي دائماً حماية المقاومة". إذن، كما الخليج، كذلك حزب الله وإيران، يرون لبنان من منظور إقليمي ونفوذ وأمن.  

العيون على السعودية
يحاول كثر من ميول ومشارب مختلفة سبر أغوار المملكة العربية السعودية التي تابعت وراقبت ومولت انتخابات 2005 و2009. المملكة تبدلت في العام 2015، وقد أبلغت من اليوم الأول، كل من يهمهم الأمر، أنّها لن تقوم مقام صراف مالي مجاني.

انكفأت السعودية وجَرَّت خلفها دول الخليج من الإمارات اولًا فالكويت وتبعتهم قطر حيث تقف هذه الدول خلف القرار السعودي لبنانيًا. والقرار اليوم يقضي بعودة التوازن السياسي إلى لبنان قبل الانخراط في دعم من أي نوع كان.

لذا، لم يتمكن الرئيس السنيورة ومن سبقه ومن لحقه في إقناع من التقوهم بتغيير الموقف السعودي الجاهز للتبدّل ضمن تسوية إقليمية واسعة وبرعاية دولية كبيرة. وهذا ما بدأت العمل عليه فرنسا وتبعتها بريطانيا على أن تستكمل مروحة الاتصالات لتبلغ واشنطن عاصمة القرارت الغربية الدولية الأساسية. فإذا ما نجحت الاتصالات وتكثفت، تأجلت الانتخابات وانخرط العرب أكثر في اعادة التوازن، أمّا إذا ما فشلت، فذهبت البلاد إلى انتخابات لن تنتج حكومة فاعلة وتضع الانتخابات الرئاسية في مهب الريح.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها