ولفت عون: "لا شك أنه بإمكان الدول المجتمعة تقديم المساعدة للبنان، وعبر الوسائل المتاحة لدى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لمحاربة سرقة الأموال العامّة، وتعقّب التحويلات غير الشرعيّة لرؤوس الأموال إلى الخارج، وبالتحديد ابتداءً من 17 تشرين الأول من العام 2019". وشدد على أنّ "أولويّتنا اليوم هي تشكيل حكومة عبر اعتماد معايير واحدة تطبق على جميع القوى السياسية، والمهام التي تنتظرها ضخمة، فالمطلوب من الحكومة العتيدة أن تطلق في الوقت ذاته ورشة الإصلاحات البنيوية الملحّة، وإعادة إعمار بيروت، وتطوير خطة التعافي المالي والاقتصادي ووضع أطرها التنفيذية".
وشدد على أنّ المساعدة الدولية أساسيّة، مهما كانت طرقها أو آليّاتها أو أدواتها، ومهما كانت القنوات التي ستعتمدونها، طالما هي بإشراف الدول المجتمعة اليوم، وإشراف الأمم المتّحدة.وكشف بأن لبنان يتفاوض حالياً مع البنك الدولي على قرض وقدره 246 مليون دولار لمشروع "شبكة الأمان الاجتماعي- أزمة الطوارئ في لبنان والاستجابة إلى كوفيد-19" وستنتهي المفاوضات هذا الأسبوع، ونأمل الحصول على الموافقة العاجلة من مجلس المديرين للبنك الدولي. وأشار إلى إن المساعدة الدولية أساسية وضرورية، خصوصاً وأن لبنان ما زال يعاني جراء نزوح أعداد ضخمة من السوريين إليه. ومن الملح اليوم أن يحسم المجتمع الدولي قضية عودتهم إلى أراضيهم، لأن بلدنا المستنزف لا يملك البنى التحتية ولا السبل المناسبة للاستمرار في استقبالهم أو حتى تقديم أي دعم لهم.
وختم قائلا "إنّ لبنان لا يعرف المستحيل، وتاريخنا يخبر أننا شعب لا يتعب من النضال ليحافظ على وجوده، لقد دعوت اللبنانيين للنهوض معاً ورفع الصوت في المكان الصحيح، للضغط حيث يجب، لنفوز بمعركتنا ضدّ الفساد. هذه المعركة المصيريّة للبنان، وها أنا اليوم، ومن على هذا المنبر، أطلب من المجتمع الدولي بأسره ألا يتخلى عن بلد الأرز، وما يمثله من ثروة للبشرية جمعاء".
حاجات اللبنانيّين
من جهته شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في "المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني"، على "أهميّة تلبية حاجات اللبنانيّين، وخصوصًا منهم الأكثر حاجة إلى المساعدة، وإعادة الإعمار بمساندة "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي" وغيرهما من المنظّمات والدول". ولفت إلى أنّ "علينا أن ندعو وبصوت واحد القيادة في لبنان، إلى وضع الخلافات والمصالح السياسيّة جانبًا وتلبية حاجات المواطنين"، مشيرًا إلى أنّ "الأمم المتحدة ستواصل دعم لبنان وشعبه في المسيرة الطويلة لاستعادة العافية والاستقرار".
كذلك، جدّد رئيس "البنك الدولي"، ديفيد مالباس، دعوة السلطات اللبنانية لـ"وضع شبكة أمان اجتماعي، والانخراط في إصلاحات ضروريّة شاملة، ومن بينها القطاع المالي".
وأعلن في كلمته خلال "المؤتمر الدولي الثاني لدعم بيروت والشعب اللبناني"، أنّ "البنك الدولي مستعدّ لمساعدة اللبنانيّين والمؤسّسات في لبنان، بالمساهمة مع مؤسّسات ودول أُخرى"، مؤكّدًا "الإلتزام بمساعدة لبنان على تنفيذ بنود خريطة الطريق لإعادة إعمار مرفأ بيروت بشكل أفضل".
صندوق النقد
كما أعلنت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، ، أنّ الصندوق ملتزم بمساعدة لبنان على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، لكن البلد مازال بحاجة إلى إطار مالي متّسق واستراتيجية موثوقة لإعادة تأهيل قطاعه المصرفي.
وأبلغت جورجيفا أنّ جهود صندوق النقد لوضع برنامج شامل لتحقيق الاستقرار والإصلاح لم "تقطع شوطاً كبيراً" خلال الأشهر الأخيرة في غياب حكومة لبنانية كاملة الصلاحيات، غير أنّ الدعم العالمي المعروض في المؤتمر مشجع.
موقف أميركي
مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل أشاد بالتحرك الفرنسي لمساعدة لبنان واللبنانيين، وانتقد التحرك البطيء للمسؤولين اللبنانيين في مواجهة التحديات والمشاكل ونتائج انفجار مرفأ بيروت. ورأى انه يجب تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات، وعلى المجتمع الدولي المساعدة على هذا الامر، كما يجب تقديم المساعدة الى اللبنانيين مباشرة.
وبعد ان عرض المساعدات الأميركية للبنان خلال المؤتمر الثاني لدعم الشعب اللبناني الذي في باريس مساء اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي، اعتبر هيل ان أي مساعدات مستقبلية يجب ان تستند الى قيام اللبنانيين بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة، واحترام رغبة الشعب في الشفافية والمحاسبة وخلق الفرص الاقتصادية. وأضاف هايل ان تأثير حزب الله ونفوذه زاد عدم الاستقرار في لبنان، وخلافاً للمصالح اللبنانية، قام حزب الله بخوض معارك ايران في المنطقة من سوريا واليمن، وعلى المجتمع الدولي اعلان الحزب منظمة إرهابية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها