الإثنين 2017/11/20

آخر تحديث: 08:56 (بيروت)

مهمتا الحريري: ماذا قال للمقرّبين؟

الإثنين 2017/11/20
مهمتا الحريري: ماذا قال للمقرّبين؟
الحريري الى لبنان للتهدئة وغربلة تياره (Getty)
increase حجم الخط decrease

وضع رئيس الحكومة سعد الحريري لنفسه مهمتين لدى وصوله إلى لبنان. الأولى على المستوى السياسي ومصير استقالته. والثانية تتعلق بترتيب البيت الداخلي لتيار المستقبل، واستطراداً تحالف 14 آذار بشكل عام.

في المسألة الأولى، أكد الحريري في جلسة خاصة لمقربين منه بـ"أننا أمام قراءة سياسية جديدة ومش نازلين نعمل مشاكل". ويبدو أن تنسيقاً قد حصل بين الرئاسة الفرنسية والحريري للقيام بمحاولة أخيرة لتهيئة الظروف من أجل العودة عن الاستقالة، أساسها وفق أوساط فرنسية- مستقبلية تسليم الأمور إلى رئيس الجمهورية ميشال عون للقيام بدور الراعي لهذه المحاولة من خلال استخدام الوسائل الممكنة للضغط على حزب الله من أجل تقديم بعض التنازلات، بما يحفظ ماء وجه الحريري في مواجهة الضغوط السعودية ولاقناعه بتخفيف الضغط عليه وتسهيل عودته عن الاستقالة.

ولم يوضح فريق الحريري الموجود في باريس ماهية التنازلات التي يمكن أن يقدمها حزب الله. وهي تترك هذه المهمة للرئيس عون، علماً أن الحريري نفسه كان قد صرح مراراً أن سلاح الحزب ليس مسألة لبنانية. وهذا يتعارض مع الموقف السعودي القائل بـ"كف يد حزب الله عن لبنان والمنطقة".

ويعول الحريري على تفهم حزب الله موقفه والضغوط التي يتعرض لها، وعلى الأخذ بالاعتبار أن الاستمرار بالاستقالة سيؤدي إلى توتير الأجواء في لبنان ويعطل العمل الحكومي، وقد يبقى لبنان بلا حكومة لفترة طويلة.

وترى باريس أن من مصلحة حزب الله عدم خسارة الحريري كرئيس للحكومة في هذه الفترة. وتتوقع أن يتصرف الحزب بما يتطابق مع موقف الحريري. لكن، السؤال الذي يطرحه الفرنسيون هو عن حجم التنازلات التي يمكن أن يقدمها حزب الله. ويتوقعون أن تقتصر هذه التنازلات على المجال الإعلامي، كوقف الحملات على السعودية، ويستبعدون تماماً أن تذهب تنازلات الحزب إلى حد تغيير قواعد اللعبة على مستوى المنطقة، كخفض دعمه للحوثيين في اليمن، أو دوره في العراق وسوريا. ويحمل الحريري في جعبته، في حال فشل مهمة عون تدوير الزوايا مع حزب الله، خيار البقاء في لبنان كرئيس لحكومة تصريف الأعمال، في انتظار تغيير ما على مستوى المنطقة.

ويساهم الرئيس الفرنسي بشكل مباشر في هذه المحاولة من خلال الاتصالات المكثفة التي أجراها قبل استقبال الحريري وبعده، مع عون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وشملت الاتصالات الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وتتخوف الدبلوماسية الفرنسية من أن تدخل البلاد في أزمة طويلة الأمد تعطل العمل الحكومي طيلة ولاية الرئيس عون. وتستند الأوساط الفرنسية بذلك إلى أن ما قامت به السعودية بحق الحريري يستهدف الرئيس عون "المتحالف مع حزب الله". وعلى هذا الأساس، فإن الاليزيه تتحدث عن أن فرنسا لن توقف مساعيها تجاه لبنان مع عودة الحريري، وأنها تستعد لمواكبة الأوضاع اللبنانية في السنوات المقبلة.

ترتيب بيت الحريري الداخلي
منذ وصول الحريري إلى باريس كان واضحاً أن لديه حسابات خاصة مع بعض الذين تخلفوا عن دعمه خلال اقامته في السعودية. ومن الواضح أن الحريري كان على علم بأدق تفاصيل مجريات الأحداث في لبنان خلال فترة غيابه. وقد وضع في حساباته اجراء "غربلة" على مستوى تيار المستقبل وفي الحلقة الأوسع مع حلفائه في 14 آذار. والدليل على ذلك أن أول شخصين ذهبا إلى باريس لملاقاته هما وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اتخذ موقفاً حاداً دعماً للحريري في مواجهة السعودية، والثاني هو نادر الحريري مدير مكتبه المغضوب عليه من السعودية، والمتهم من قبل الرياض بالتواصل الدائم مع حزب الله. وتبعهما في اليوم نفسه "أوفياء الحريري" الوزير غطاس خوري والنائب السابق باسم السبع. وفي اليوم التالي النائب بهية الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري. فيما كان لافتاً غياب النائب عقاب صقر، الذي قيل إنه كان على اتصال دائم مع الوزير السعودي ثامر السبهان، علماً أن صقر كان المرافق الدائم واليد اليمنى للحريري.

وعلى مستوى الدائرة الأوسع، فإن غضب الحريري الأكبر كان على اللواء أشرف ريفي. وبعد ريفي يأتي مباشرة النائب السابق فارس سعيد. وحول الموقف من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع فضل الحريري عدم التعليق.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها