تنورين: أقل من حرب

تحت شعارات تلعب على الوتر المسيحي، خاض الثنائي "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، معركة تنورين لإلغاء "البيوتات" السياسية، أو رموز الإقطاع الناشئ قبل أكثر من مئة عام. ورغم ذلك تخللت المعركة شعارات إنمائية.

حضور الماكينة الانتخابية العونية- "القواتية" في تنورين، خجول جداً. وفي المقابل، توحي المظاهر ومواقف المواطنين غلبة لائحة "قرار تنوري"ن المدعومة من وزير الإتصالات بطرس حرب، والتي يتناوب على رئاستها كل من بهاء حرب وسامي يوسف.

في السياسة، حاول التيار و"القوات" استنساخ معركة دير القمر، التي تم عبرها تحجيم النائب دوري شمعون. لكن معركة تنورين أصعب عليهما.

عند الثانية عشرة ظهراً، بدأت "لائحة قرار تنّورين"، تشعر بالإرتياح، إستناداً إلى نسبة الإقتراع، خصوصاً أن كل من يمتّ بصلة إلى بطرس حرب، حضر وأدلى بصوته، بل إن حضور المغتربين كان طاغياً. وفي مقابل هذه الحماسة والتضامن كانت البرودة واضحة لدى مناصري التحالف الحزبي، رغم التجييش الذي وصل إلى إتهام حرب بتقديم خدمات خاصة لتنورين إنطلاقاً من موقعه كوزير للإتصالات على حساب المناطق الأخرى. الأمر الذي يراه حرب "تهمة باطلة"، ولكنه يصب في مصلحته الانتخابية، لأن ذلك يعني أنه يولي تنورين اهتمامه.

وبعيد إدلائه بصوته، أشار حرب إلى أن الانتخابات البلدية معركة انمائية وليست سياسية، "ونحن لم نرفض دخول سياسيين وحزبيين البلدية". ونفى "وجود أعضاء في تيار المستقبل ضمن لائحتنا، إذ لا وجود لتيار المستقبل في تنورين أصلاً". ورداً على خطاب الأحزاب وعملها لإقفال بيته السياسي قال لـ"المدن": "عضامنا لا تتكسر في تنورين".

وإذ ينتقد سامي يوسف رئيس "لائحة قرار تنورين" في حديث مع "المدن" "سعي البعض إلى إدخال السياسة في المعركة على حساب الإنماء"، يؤكد أن السبب هو "لعبة الأحجام، التي يرفضها الناس، والتي ستنتهي مع إقفال صناديق الاقتراع".

الثقة التي انطلق منها حرب في مواقفه وخلال جولته، بدت غائبة لدى مرشحي اللائحة المنافسة، إذ يقول العميد المتقاعد أيوب حرب لـ"المدن" إن "الأجواء ديمقراطية، وهي المرة الأولى التي يعبّر فيها أهالي تنورين عن آرائهم بحرية وجرأة"، لافتاً إلى أنه رغم الدعم الذي تتلقاه "لائحة تنورين بتجمعنا" من الأحزاب، إلا أنها مكونة من ممثلين من مختلف العائلات.