لا يشك إثنان في أن مبادرة الرئيس نبيه بري، تأتي تفسيراً لرغبة رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون ورئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في إجراء انتخابات نيابية يحقق فيها التقارب العوني القواتي عدداً وازناً من المقاعد المسيحية، يذهب بها إلى انتخابات رئاسية قد توصل عون إلى قصر بعبدا.
يدعم هذا الأمر، ما تقوله مصادر "التيار الوطني الحر" لـ"المدن"، أن التقارب العوني القواتي جعل عون في موقع المطمئن وغير الخائف من أي قانون انتخابي، سواء أكان على قاعدة النسبية أم الأكثرية.
"القوات" أيضاً، وفق مصادرها، موافقة على إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية، ولكن بشرط إقرار قانون انتخابي جديد، أما في حال لم يعد هناك خيار سوى الذهاب نحو إجرائها على أساس قانون الستين، فلن تمانع وحليفها الجديد، التيار الوطني الحر"، ولا سيما أن علاقة "القوات" و"تيار المستقبل" ستخدم الفريقين.
ينتقد بعض العونيين شكل مبادرة بري، لا مضمونها. فبري في اعتقاد مقربين من جنرال الرابية "يستلهم من أفكار طرحها عون سابقاً، لكنّه أراد إخراجها كأنّها من بنات أفكاره، للإيحاء بأنه الوحيد القادر على طرح المبادرات". وفي هذا السياق يقول النائب إدغار معلوف لـ"المدن" إن "التيار الوطني الحر مع إجراء الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية، وإن كان ذلك على أساس قانون الستين، لأن هذا هو الحل الأمثل، وأستبعد التوصّل إلى إتفاق في شأن قانون جديد للانتخابات".
أما "حزب الكتائب" فلا يرى للمبادرة أي أفق، بل يعتبرها منقوصة وتحتاج إلى دراسة. ويطرح النائب إيلي ماروني في حديث مع "المدن" عدداً من الأسئلة: ماذا عن ولاية مجلس النواب؟ ما هي الضمانة التي تؤكد حصول الانتخابات النيابية؟ وما هي الضمانة التي تؤكد انتخاب رئيس للجمهورية فور الإنتهاء من الانتخابات النيابية كما تشير مبادرة بري؟".
ويؤكد ماروني أن "الكتائب" لن يوافق على قانون الستين الذي تم التمديد للمجلس الحالي على أساسه. وعليه يرى أن الحل القانوني والدستوري الوحيد هو الذهاب نحو انتخاب رئيس للجمهورية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها