الأحد 2024/09/15

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتفنيد نظريات المؤامرة

الأحد 2024/09/15
باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتفنيد نظريات المؤامرة
قبعة القصدير رمز للمؤمنين بنظريات المؤامرة (Getty)
increase حجم الخط decrease
توصلت دراسة حديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير الاعتقاد بنظريات المؤامرة الرائجة عبر الإنترنت، مثل أن الهبوط على سطح القمر لم يحدث قط، أو الادعاء بأن لقاحات كوفيد تحتوي على رقائق دقيقة.
موّل الدراسة "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" بالتعاون مع مؤسسة "جون تمبلتون". وأثبتت أنه بإمكان استخدام الذكاء الاصطناعي، أن يلمع صورته التي أصبحت مرتبطة بنشر المعلومات المضللة، كي يتمكن من محاربتها، حسبما نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وقام فريق الباحثين الذي قاده أستاذ علم النفس في الجامعة الأميركية، توماس كوستيلو، بتصميم روبوت محاور (تشات بوت)، باستخدام برمجية "تشات جي بي تي 4"، وهي أحدث إصدارات النماذج اللغوية لشركة "أوبن إيه آي"، ومقرها سان فرانسيسكو، شمال ولاية كاليفورنيا.
وقال كوستيلو إنه من الشائع الاعتقاد "بأن الأشخاص الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة نادراً ما يغيرون رأيهم"، مشيراً إلى أن الدراسة الجديدة تقدم موقفاً مختلفاً. وأوضح الباحثون أن تحقيق هذا الأمر يعتمد بشكل حاسم على نظام الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه عبر الاعتماد على مجموعة واسعة من المعلومات من إنتاج محادثات تشجع التفكير النقدي وتوفر حججاً مضادة مخصصة قائمة على الحقائق.

وفي مرحلة معينة تم تدريب الروبوت على الحوار والنقاش، باستخدام قاعدة بيانات ضخمة، تتضمن معلومات متنوعة في عدة مجالات، مثل الصحة والتغير المناخي والأفكار السياسية المتطرفة. وأضاف كوستيلو: "كان الذكاء الاصطناعي يعرف مسبقاً ما يعتقده الشخص، ولهذا السبب، كان قادراً على تكييف إقناعه بما يتوافق مع نظام معتقداته الدقيق".
وفي مجلة "ساينس" العلمية، شرح كوستيلو وزملاؤه كيف أجروا سلسلة من التجارب شملت 2190 مشاركاً يؤمنون بنظريات المؤامرة تم اختيارهم بناء على معطيات "مركز الإحصاء الوطني الأميركي"، كي يعكسوا الخصائص الأساسية للمجتمع الأميركي، من النواحي العرقية والثقافية والفئة العمرية وغيرها.
وطلب من جميع المشاركين وصف نظرية مؤامرة معينة يعتقدون أنها تؤيدها والأدلة التي يعتقدون أنها تدعمها. ثم تم إدخال ذلك في نظام الذكاء الاصطناعي "DebunkBot". كما طلب من المشاركين أن يقيموا على مقياس مكون من 100 نقطة مدى صحة اعتقادهم بنظرية المؤامرة. ثم أجروا عن عمد محادثة ثلاثية ذهاباً وإياباً مع نظام الذكاء الاصطناعي حول نظرية المؤامرة الخاصة بهم أو موضوع أخر. وبعد ذلك، قام المشاركون مرة أخرى بتقييم مدى صحة نظرية المؤامرة الخاصة بهم.

وكشفت النتائج أن أولئك الذين ناقشوا مواضيع غير متعلقة بالمؤامرة انخفض تصنيفهم "للحقيقة" بشكل طفيف بعد ذلك. أما الذين ناقشوا نظرية المؤامرة الخاصة بهم مع الذكاء الاصطناعي أظهروا، في المتوسط، انخفاضاً بنسبة 20% في اعتقادهم بأنها صحيحة.
وبحسب الباحثين، يبدو أن التأثيرات تستمر لمدة شهرين على الأقل، بينما نجح هذا النهج مع جميع أنواع نظريات المؤامرة تقريباً. ويعتمد حجم التأثير على عوامل تشمل مدى أهمية الاعتقاد بالنسبة للمشاركين وثقتهم في الذكاء الاصطناعي. وقال كوستيلو أن "حوالى واحد من كل أربعة أشخاص بدأوا التجربة معتقداً بنظرية المؤامرة، خرج منها من دون هذا الاعتقاد".
في السياق، تساءل البروفيسور ساندر فان دير ليندن من "جامعة كامبريدج"، والذي لم يشارك في العمل، عما إذا كان الناس سيتعاملون مع مثل هذا الذكاء الاصطناعي طواعية في العالم الحقيقي.
واعتبر فان دير ليندن أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستسجل نتائج مماثلة إذا تحدث المشاركون مع إنسان مجهول، متسائلاً عن كيفية إقناع الذكاء الاصطناعي للمؤمنين بنظريات المؤامرة، نظراً لأن النظام يستخدم استراتيجيات مثل التعاطف والتأكيد. وأضاف: "بشكل عام، إنها نتيجة جديدة حقاً ومن المحتمل أن تكون مهمة وتوضيحاً جيداً لكيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لمحاربة المعلومات المضللة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها