الأربعاء 2024/09/18

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

"ميتا" تعزز حماية القاصرين استجابة للضغوط السياسية

الأربعاء 2024/09/18
"ميتا" تعزز حماية القاصرين استجابة للضغوط السياسية
increase حجم الخط decrease
أعلنت مجموعة "ميتا" العملاقة عن إنشاء "حسابات للمراهقين"، من المفترض أن توفر حماية أفضل للمستخدمين القاصرين من المخاطر المرتبطة بتطبيق "إنستغرام" الذي تتهمه جمعيات وسلطات عدة بالإضرار بالصحة العقلية للشباب.

وأوضحت نائبة رئيس المجموعة أنتيغون دايفيس، المسؤولة عن قضايا السلامة في المجموعة التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا، أن "هذا التحديث مهم ومصمم لمنح الأهل راحة البال" على أبنائهم، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

ومن الناحية العملية، سيكون لدى المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً حسابات خاصة بصورة تلقائية، مع قيود تتعلق بالحسابات التي بإمكانها الاتصال بهم والمحتوى الذي يمكنهم رؤيته. أما المراهقون الذين يريدون ملفاً شخصياً عاماً مع قيود أقل، لرغبتهم مثلاً في أن يصبحوا مؤثرين، فسيحتاجون إلى الحصول على إذن من والديهم، سواء كانوا مسجلين بالفعل أو انضموا حديثاً إلى المنصة.

وأضافت دايفيس: "هذا تغيير أساسي للتأكد من أننا نقوم بالأشياء بشكل جيد حقاً". وسيتمكن البالغون من الإشراف على أنشطة أطفالهم عبر الشبكة الاجتماعية والتصرف وفق المقتضى، بما يشمل القدرة على حظر التطبيق.

وتعمل الشركة الأم لـ"فايسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" و"ماسنجر" على تشديد قواعدها المتعلقة بعمر المستخدمين، حيث يتصاعد الضغط منذ عام على الشركة الثانية عالمياً في مجال الإعلان الرقمي ومنافسيها.

وأوضحت دايفيس: "ندرك أن المراهقين يمكن أن يكذبوا بشأن أعمارهم، خصوصاً لمحاولة التحايل على وسائل الحماية هذه". لكن مع التحديث الجديد، إذا حاول أحد المراهقين تغيير تاريخ ميلاده، "سنطلب منه إثبات عمره".

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قدمت نحو أربعين ولاية أميركية شكوى ضد منصات "ميتا"، متهمة إياها بالإضرار "بالصحة النفسية والجسدية للشباب"، بسبب مخاطر الإدمان أو المضايقات الإلكترونية أو الاضطرابات الغذائية.

ومن الولايات المتحدة إلى أستراليا، يعمل مشرعون على مشاريع قوانين لتحسين حماية الأطفال عبر الإنترنت. وتعتزم أستراليا قريباً تحديد سن قانونية دنيا لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، تتراوح بين 14 و16 عاماً.

وترفض ميتا حالياً فرض قواعد ترتبط بأعمار جميع مستخدميها، باسم احترام السرية. وقالت دايفيس: "إذا اكتشفنا أن شخصاً ما كذب بالتأكيد بشأن عمره، فإننا نتدخل، لكننا لا نريد إجبار ثلاثة مليارات شخص على تقديم هوياتهم".

وأشارت دايفيس إلى خيار أبسط وأكثر فعالية يتمثل في التحكم في عمر المستخدمين على مستوى نظام التشغيل المحمول للهواتف الذكية، أي "أندرويد" و"آي او اس"، مضيفة: "لديهم معلومات مهمة عن عمر المستخدمين"، وبالتالي يمكنهم "مشاركتها مع جميع التطبيقات التي يستخدمها المراهقون".

رغم ذلك، ليس من المؤكد أن هذا التعزيز لوسائل الحماية الحالية سيكون كافياً لطمأنة الحكومات والمنظمات القلقة على التأثيرات السلبية للشبكات الاجتماعية على القاصرين. وقال المحامي ماثيو بيرغمان أن "انستغرام يسبب الإدمان. التطبيق يقود الأطفال إلى دوامة جهنمية، حيث لا يُظهَر لهم ما يريدون رؤيته، بل ما لا يمكنهم إزاحة نظرهم عنه".

وأسس بيرغمان منظمة العام 2021 للدفاع عن "ضحايا شبكات التواصل الاجتماعي" أمام المحكمة. وهي تمثل على وجه الخصوص 200 والد انتحر أبناء لهم "بعدما جرى تشجيعهم على ذلك من خلال مقاطع فيديو أوصي بها لهم عبر إنستغرام أو تيك توك".

واستشهد بيرغمان أيضاً بحالات عدة أصيبت فيها فتيات صغيرات باضطرابات خطرة في الأكل، علماً أن "ميتا" تمنع بالفعل الترويج للأنظمة الغذائية المتطرفة على منصاتها، في إطار إجراءات اتخذتها في السنوات الأخيرة. وقال بيرغمان: "هذه خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح، لكن هناك الكثير مما يجب القيام به".

وفي حزيران/يونيو، دعا كبير الأطباء في الولايات المتحدة إلى إجبار شبكات التواصل الاجتماعي على عرض معلومات حول المخاطر التي يواجهها القاصرون، بما يشبه رسائل الوقاية على علب السجائر. وخلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي في نهاية كانون الثاني/يناير، قدّم رئيس "ميتا" مارك زوكربرغ اعتذاراً نادراً لأهالي الضحايا، متوجها إليهم بالقول "أنا آسف لكل ما مررتم به".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها