الأحد 2024/09/15

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

الروبوتات تستبدل المزارعين وعاملي البناء من البشر

الأحد 2024/09/15
الروبوتات تستبدل المزارعين وعاملي البناء من البشر
الذكاء الاصطناعي بدل البشر في سوق العمل (Getty)
increase حجم الخط decrease
تتردد تحذيرات منذ عقود بشأن إمكانية أن تحل الروبوتات محل البشر الذين يعملون في قطاعي الصناعة والزراعة. ومؤخراً، تزايدت المخاوف بشأن إمكانية أن يقوم الذكاء الاصطناعي بعمل كبار الموظفين الإداريين أيضاً.
وأفاد "الاتحاد الدولي للروبوتات" بأن استخدام الروبوتات تزايد، حيث يوجد 3.9 ملايين روبوت "يعمل حالياً" في قطاع الصناعة حول العالم، بواقع 151 لكل 10 آلاف عامل، أي ضعف العدد الذي كان عليه منذ 6 أعوام، حسبما نقلت "وكالة الأنباء الألمانية".

و"الاتحاد الدولي للروبوتات" هو منظمة مهنية غير هادفة للربح تأسست العام 1987 في فرانكفورت، لتشجيع وتطوير صناعة الروبوتات في جميع أنحاء العالم. ويهدف الاتحاد إلى تعزيز سبل البحث والتطوير والاستخدام والتعاون الدولي في مجال الروبوتات.
وذكر بنك "مورغان ستانلي" أن عدد الروبوتات يمكن أن يستمر في الارتفاع في حال تم إنتاج روبوتات "مماثلة للبشر" تعمل بالذكاء الاصطناعي. وقدر البنك أن "الاتجاهات التقاربية" يمكن أن تؤدي لاستخدام نموذج لغوي كبير وذكاء اصطناعي توليدي، مماثل لأسلوب برنامج "تشات جي بي تي" في الروبوتات التي تتخذ شكل البشر.
وأوضح رئيس الإدارة البحثية للسيارات والتنقل المشترك في "مورغان ستانلي" آدم جوناس: "في ظل استمرار انخفاض نمو تعداد سكان البشر في عمر العمل، فإن الروبوتات المماثلة للبشر ربما تثبت أهميتها للصناعات التي تواجه بالفعل صعوبة في جذب عمالة كافية لكي تستمر في الإنتاج".

وقدر بنك الاستثمار أن الولايات المتحدة يمكن أن يكون لديها أكثر من 60 مليون روبوت مماثل للبشر بحلول منتصف القرن، وهو أمر من "المحتمل" أن يؤثر على 75% من الوظائف و40% من العاملين.
رغم ذلك، فإن مثل هذا التحول قد يثير الانقسام سياسياً واجتماعياً. وقال جوناس: "تسويق الروبوتات المماثلة للبشر سوف يواجه عدة تحديات، بصورة أساسية تتعلق بالقبول الاجتماعي والسياسي في ظل الاحتمالية الكبيرة بأن يؤثر على قطاع كبير من القوة العاملة"، محذراً من أن نحو 7 من بين كل 10 وظائف في قطاعي البناء والزراعة قد تتأثر سلباً.
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة من حيث الصناعات التي تستخدم الروبوتات، بحسب "الاتحاد الدولي للروبوتات"، بواقع 285 لكل 10 آلاف عامل. وجاءت كوريا الجنوبية في المرتبة الأولى، بواقع روبوت لكل 10 عاملين، وحلت سنغافورة في المرتبة الثانية وألمانيا في المرتبة الثالثة بواقع أكثر من 400 روبوت لكل 10 آلاف عامل.
ويرى مؤيدو استخدام الروبوتات أنها يمكن أن تقلص من تأثير النقص الحاد للعمالة في الدول الغربية، التي سهلت الهجرة من المناطق الأكثر فقراً، حيث تحاول بذلك جزئياً مواجهة التأثير الاقتصادي لتقلص أعداد السكان وارتفاع أعمارهم. وقال كبير الاقتصاديين في "مورغان ستانلي" سيث كاربينتر: "الهجرة يمكن أن تعوض انخفاض أعداد السكان".

وكانت شركة "أنغلو سكوتش فاينانس" ذكرت في أيار/مايو الماضي أن من أبرز التحديات المتعلقة بإدارة الآفات هي التنبؤ بمكان موعد ظهورها. وأوضحت الشركة أن الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحلل البيانات الماضية بشأن سلوك الآفات وأنماط الطقس والعوامل ذات الصلة الأخرى من أجل تشكيل نماذج تنبؤ، يمكنها أن تساعد المزارعين في توقع موعد ظهور الآفات واتخاذ إجراءات حمائية للحد من الضرر الذي قد تسببه للمحاصيل.
من ناحية أخرى، أدى الانتشار السريع حالياً للذكاء الاصطناعي المتزايد في التطور، إلى ظهور تحذيرات يمكن أن يثبت أنها لا تمثل فقط تهديداً على الوظائف، حيث حذر بعض من أبرز رموز الصناعة العام الماضي من "خطورة الانقراض" بسبب روبوتات الدردشة.
وسعى باحثون في "جامعة باث" البريطانية و"جامعة دارمشتات الفنية" الألمانية لتهدئة مثل هذه المخاوف، حين نشروا ورقة بحثية منتصف آب/أغسطس الماضي قالوا فيها إن الذكاء الاصطناعي والنموذج اللغوي الكبير "لا يمكن أن يتعلما بصورة مستقلة أو أن يكتسبا مهارات جديدة، وهذا يعني أنهما لا يمثلان تهديداً وجودياً على البشرية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها