الأربعاء 2024/08/07

آخر تحديث: 16:19 (بيروت)

إيران تبلور خطة الردّ... "أونلاين"

الأربعاء 2024/08/07
إيران تبلور خطة الردّ... "أونلاين"
صواريخ إيرانية الصنع (غيتي)
increase حجم الخط decrease
مرة جديدة، تغرق وسائل إعلام إيرانية في التضليل، في معرض حرب نفسية تخوضها ضد اسرائيل، وتستخدم فيها محتوى بصرياً زائفاً، بهدف التاثير في معنويات الاسرائيليين، ورفع معنويات العرب وجمهور "المحور" الذي ينتظر الرد الايراني. 

وإلى جانب الكثير من المعلومات المغلوطة، والمواقيت المزيفة، نشرته صفحة "ايران بالعربية" التي تخاطب فيها طهران العالم العربي، صورة لرئيس حكومة الحرب الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، تظهره جالساً على مكتبه وراء النافذة، وتبدو الصورة ملتقطة من الخارج.
 

تداول كثيرون تلك الصورة، بوصفها تهديداً مباشراً لنتنياهو الذي تعرفت الاستخبارات الإيرانية إلى موقعه، وستستهدفه، وأرفقت الصورة بعبارة: "نتنياهو.. لا تختبر قدراتنا" باللغتين العربية والعبرية. 

ضعف الصورة
والصورة بالمبدأ لا تُصدق، بالنظر الى انه يستحيل، من ناحية أمنية، أن يكون مكتب رئيس الوزراء مفتوح على نافذتَين، فضلاً عن أن الموسم راهناً موسم صيف حار، ما يعني أن فرضية فتح النوافذ ضعيفة إذا كان مكتب رئيس وزراء مزوداً بالتكييف.. أما زاوية الصورة المباشرة، فتؤكد استحالة التقاطها بهذا الشكل المباشر عبر درون أو كاميرا يحملها مصور. 
تلك الفرضية، تعززت بالكشف عن مصدر الصورة، وتبين صورة خاضعة للتلاعب، ومنسوخة بالأصل عن صورة منشورة في وكالة "غيتي"، تظهر نتنياهو في اجتماع مع شخص آخر. انتقى الإيرانيون تلك الصورة، وقصوا ضيف نتنياهو، وثبتو في واجهة الصورة نافذة، ليظهر وكأنه يجلس بمفرده في المكتب.
 
نتنياهو  

تفوق استخباراتي
وهذه الصورة، هي نموذج من ضحالة إعلامية تتكرس في وسائل الاعلام الايرانية، عند كل حدث. تحاول وسائل إعلام طهران الترويج لفكرة التفوق الاستخباري، وتقدمه للمتابعين العرب، وفق تصور خاص بالحرب النفسية قائم على التزييف، وتتجاهل أن هناك أدوات رقمية، ومجانية، قادرة على كشف التزييف، بكبسة زر، وهو ما غاب عن تلك الوسائل الاعلامية التي تقود حرباً نفسياً في العام 2024، بأدوات الثمانينيات. في السنوات الماضية، حاربت طهران الولايات المتحدة بمقاطع فيديو يحاكي هجوماً ايرانياً على سفن وحاملات طائرات أميركية في الخليج، وبعدها، غرقت في الإنتاج البصري المزيف نفسه، للتهديد بردّ طهران على اغتيال قاسم سليماني.. ولجأت وكالات أنباء إيرانية الى بث مواعيد زائفة للرد على هجوم القنصلية، وتبيّن لحظة الضربة أن كل شيء مرصود، وسربت الولايات المتحدة موعد الضربة لحظة انطلاقة المسيّرات.
 
بهذا المعنى، يصبح الحديث عن تفوق استخباراتي، مجرد ضرب من التضليل. يسأل معلقون على صوة "إيران بالعربية": "ما نتنظرون لقتله؟" في إشارة الى نتنياهو، وهو السؤال الأبلغ في الردّ على ادعاءات كاذبة، لا تقدم في نتائج المعركة، بل تؤخر فيها. ولن تكون أكثر من خوض معركة مصيرية، "أونلاين".
    
والحال إن تقديم الصور المزيفة على أساس وقائع مثبتة، يعرّض الآلة الدعائية بأكملها لانتكاسة عند اختبار أدوات التحقق من المعلومات. تراجعت موثوقية وسائل الإعلام تلك، كما باتت الحرب النفسية القائمة على التضليل، بلا نتيجة. فالحروب النفسية، عُرفاً، تُقاد بالحقائق والوقائع، وتفتح باباً لتسويات وتفاهمات ومفاوضات، ولا يمكن ان تقوم على منشأ كاذب من شأنه أن ينهي كل الجهود المبذولة للرد على العدو.. وردعه. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها