الأحد 2024/08/18

آخر تحديث: 00:12 (بيروت)

"المدن" تكشف القصة الكاملة لمقابلة زياد الرحباني المحيّرة

الأحد 2024/08/18
"المدن" تكشف القصة الكاملة لمقابلة زياد الرحباني المحيّرة
سألها زياد "هول أسئلة هول؟!" (أرشيف)
increase حجم الخط decrease
أسئلة كثيرة دارت حول مقابلة زياد الرحباني الأخيرة، المنتشرة في مواقع التواصل، لا سيما عن الملابسات، وكيف رضي زياد بمقابلة من هذا النوع الركيك والمبتذل؟ مقابلة لا تليق بتاريخه ولا تجاربه... 

ولحسم التأويلات والافتراضات والمعلومات المضللة حول المقابلة، حاولت "المدن" تقصّي ظروف تصويرها، فعلمت أن المقابلة "صُوّرت في منزل زياد"، وتمت "بشكل مفاجئ"، حين "باغتت مدرّسة، زياد في بيته وبلا موعد مسبق، وسجلت معه هذا الحوار، بذريعة أن الأسئلة أرسلها طلابها". 

سؤال الإلهام!
ومثار استغراب هذه المقابلة، يعود الى أن كثيرين وجدوا أنها لا تليق بزياد وبمكانته، شكلاً ومضموناً، خصوصاً أنه تحدث في مواضيع ممجوجة كان قد تحدث عنها سابقاً، وبشكل أفضل بكثير لأن الأسئلة كانت أفضل بما لا يقاس، إذ كانت أسئلة المعلّمة الهابطة بالمظلة على بيت زياد، ساذجة وغبية، وتمحورت بتبسيط شديد حول بداياته الفنية والأشخاص الذين تأثر بهم، هو الذي ولد وتربى في بيت الكبيرين عاصي الرحباني وفيروز، ومعروف مَيله إلى الجاز والبوسا نوفا البرازيلية وسواه من أنواع موسيقى "الفيوجن" بين الشرقي والغربي.

والمقابلة كانت سخيفة ومقتضبة وعادية جداً، لا تشبه مقابلات أو شخصية زياد المثيرة، سجلتها المعلمة التي تدرّس في "أمانة أكاديمي" صوتاً وصورة عبر هاتفها الخليوي من دون معرفة الجدوى منها، وربما هي كانت مجرد محاولة منها لتصدّر "الترند" من خلال استغلال اسم زياد الذي يملك قاعدة شعبية عريضة.

كانت الأسئلة باللغة الإنكليزية، بينما أجاب زياد باللغة العربية، وخلالها لم تلجم المعلمة نفسها عن "الطبطبة" على ظهره والجلوس على أغراضه على الكنبة. سألها: "هل سنصوّر كل الوقت"؟ فردّت: "قاعدة حدّك بدا صورة"! وهذا يعني أنها تصرفت بشيء من التحايل واستثمرت في خجله من ردع هذا "الاقتحام"، لتخرج بهذه المقابلة السيئة التي تشبهها أكثر بكثير مما تقترب من مشابهة زياد الرحباني. 

أما السؤال الأسخف فكان: "كيف يأتيك الإلهام؟" ليرد زياد على ضيفته: "هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يعرفه الإنسان. لا يعرف لماذا خطرت له نغمة معينة ولا يعرف وقتها. لا يمكن الجلوس وراء الطاولة لتأليف الموسيقى". 

مباغتة
من حيث الشكل، قالت مصادر قريبة من زياد الرحباني لـ"المدن" إن المقابلة جرت في منزل زياد في شارع الحمرا، قبل نحو شهرين، وتم نشرها ليلة الخميس–الجمعة في مواقع التواصل الإجتماعي، مؤكدة أن "المعلمة" زارته بطريقة مباغتة، وتجاوب معها زياد، وأجاب على أسئلتها خجلاً، وهو ما عكسه الارباك الذي ظهر عليه.  

وقالت المصادر إن زياد الرحباني "غائب عن السمع في الساعات الاخيرة"، إذ أن "هاتفه مغلق، ولا يعرف حتى الآن بأمر بثّ المقابلة"، كما "لم يُعرف ما إذا كان راضياً عنها، وهو في الغالب لن يعترض عليها لأنه كان يعرف بأن الحوار مع زائرته كان مسجلاً، وربما الشيء الوحيد الذي لا يعرفه هو ما إذا كانت ستُنشر، ومتى توقيت نشرها".

تعليق زياد
هذه المعلومات يؤكدها أيضاً صديق آخر مقرب من زياد، أكد أن المقابلة أجرتها معه معلّمة في إحدى المدارس قبل نحو شهرين أو ثلاث، عندما زارته في منزله في الحمرا، وعلق على أسئلتها باستخفاف: "هول أسئلة هول؟!". 

وعن سبب قبول زياد بهذه المقابلة، قال الصديق: "هي قرعت الباب ودخلت، لكني لا أعرف لماذا نشرت الحوار في هذا التوقيت طالما قالت إنها تنقل أسئلة الطلاب، لكن زياد لم يطلع على الفيديو المتداول ولم يصله حتى الآن، لأن هاتفه مغلق". 

كما نفى هذا الصديق وجود أي حسابات لزياد في مواقع التواصل الإجتماعي، موضحاً: "كل ما ينشر عنه هو بمبادرة من المعجبين والأصدقاء. زياد لا يمتلك أي حسابات رسمية في منصات التواصل الاجتماعي"، كذلك أوضح أن زياد "موجود في لبنان حالياً لكنه يفضل أن يغلق هاتفه "رياحة رأس وليس أكثر".

وعن توقعاته حول ردّ فعل زياد على الفيديو المنتشر أجاب: "لا يمكن لأحد أن يتوقع مسبقاً ردّ فعله.. وربما لن يكترث". وتابع: "زياد يمكن أن يعلق عليه عندما يشاهده". 

لزوم ما لا يلزم
الناقد الفني، الدكتور جمال فياض، علق على المقابلة قائلاً: "هي تبرز سوء استخدام البعض للسوشيال ميديا وطرح أسئلة أي كلام". وتابع: "في الأساس المعلومات التي ذكرها زياد سبق أن قالها أكثر من 3 آلاف مرة في لقاءات سابقة معه في الإذاعات والتلفزيونات، وهي لم تكشف عن أي جديد، فضلاً عن أن المحاور غير محترف أو يرغب في التسلية". 

ووصف فياض اللقاء بأنه "لزوم ما لا يلزم"، مضيفاً: "يتضمن اللقاء إستغلالاً لكون زياد في لحظة خجل من هذه الضيفة المُفاجئة، من أجل تسجيل المقابلة بالهاتف". ويتابع: "لا شيء في المقابلة صحيحاً: طريقة الحوار، مكان وضع التليفون، المونتاج، التصوير، ولا حتى زياد في وارد إجراء مقابلات ليردد كلاماً مكرراً". 

إذن، "هي لعبة لمجرد أن المحاوِرة أتيحت لها فرصة مقابلة زياد فصوّرت معه دقائق معدودة"، يقول فياض، ويضيف: "كان يفترض به أن يكون أكثر انتباهاً لأن بعض الأصدقاء يمكن أن يمونوا عليه بطريقة أو بأخرى، وهو من النوع الودود مع الناس، فيجد نفسه وقد قال كلاماً ليس مهماً... في حين أن زياد لا يمكن أن يطل في مقابلة الا إذا كانت مدروسة".

يُشار إلى أن المقابلة انتشرت في "تيك توك" بلا مونتاج، ثم تمت منتجتها ونشرها في "فايسبوك" بعد اقتطاع مشاهد من الجلسة والاكتفاء بالأسئلة مكتوبة وبإجابات زياد عليها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها