منى واصف لـ"المدن": أحصد ثمرة تاريخ فني طويل

وتُعتبر منى واصف، إلى جانب تيم حسن، من أبرز أعمدة هذا العمل الذي ارتأت شركة "الصباح" تحويله إلى فيلم سينمائي بدلاً من اختتام مواسمه الخمسة بموسم سادس، مراهنة على تعلق الجمهور به، وربما هي كانت شبه أكيدة من أن هذا الجمهور الكبير "لن يخذله"، بل "سيعبّر عن وفائه له بحضوره سينمائياً حيث تكون الحسابات مغايرة لأن الناس هي التي تقصد صالات السينما بينما يدخل التلفزيون كل بيت".

منى واصف بطلة "الهيبة" تشير في حديث لـ"المدن" إلى أنها تؤيد فكرة تتويج الأجزاء الخمسة من المسلسل بفيلم سينمائي، لكنها لا تخفي أنها فوجئت عندما علمت بأن شركة "الصباح" تخطط لإنتاج فيلم سينمائي عنه، وتضيف: "هي خطوة جميلة ورائدة ولم يسبق لها مثيل في تاريخ الدراما العربية، لأنه لم يحصل أبداً أن يتم تحويل مسلسل  تلفزيوني إلى فيلم سينمائي بل حصل العكس أي أنه تم تحويل أفلام سينمائية إلى مسلسلات تلفزيونية".

وتتابع واصف بفرح: "إفتتاح الفيلم في دبي أعادني بالذاكرة إلى العام 2017 عندما قدمنا الجزء الاول من  مسلسل "الهيبة" حيث تم تكريمنا في "مهرجان دبي السينمائي" وهذا الأمر لم يحصل سابقاً أيضاً لأنه لم يتم أبدأ تكريم أي مسلسل درامي في مهرجان سينمائي". 

وعن رأيها بالمقومات التي توافرت في مسلسل "الهيبة" وجعلته يحظى بكل هذا الوهج، ترى واصف أن هناك أشياء لا يمكن تفسيرها، وتقول: "النجاح لا يمكن الرهان عليه، وحتى في هوليوود هم لا يراهنون على النجاح، لأنهم أحياناً يمكن أن يقدموا عملاً وعندما يحقق النجاح يعمدون إلى إنتاج عمل شبيه به، لكن يكون مصيره الفشل مع أن كلفته الإنتاجية تكون أكبر بكثير من كلفة العمل الأول. هذا الأمر حدث مراراً وتكراراً. لا أعرف ما هو سر نجاح "الهيبة" سواء مسلسلاً أو فيلماً وكلنا فوجئنا به". 

وتضيف واصف: "استمرار نشوة نجاح مسلسل "الهيبة" على مدار خمس سنوات لا تصدق ومن ثم جاءت نشوة نجاح الفيلم. لا أعرف ماذا اقول، لكني على يقين أنها هدية من رب العالمين للفنان، ولا يوجد تفسير آخر لما حصل مع مسلسل "الهيبة" بأجزائه الخمسة ومن ثم مع الفيلم".

ومع أن مَشاهدها في فيلم "الهيبة" لا تتعدى عدد أصابع اليد، لكن واصف تشدد على أهمية الدور الذي تقدمه بصرف النظر عن عدد المشاهد، وتوضح: "لم أتوقف يوماً عند عدد المشاهد في أي عمل شاركت فيه، وكل مشهد أقدمه هو (ماستر سين) بالنسبة لي. مثلاً، لو شاركت في خمس مشاهد يجب أن تكون فوق الوصف، والأمر نفسه في حال شاركت في ثلاث مشاهد أو في مشهدين فقط. أكثر ما يهمني هو العمل على مشاهدي وليس عددها، وكل ما أحرص عليه هو تواجدي في العمل الفني سواء أكان فيلماً أو مسلسلاً أو مسرحية. أنا أشتغل على دوري تماماً كما يفلح المزارع أرضه من أجل أن ينبت الزرع والورد".

واصف التي يمتد مشوارها الفني إلى أكثر من 60 عاماً، لا يرهقها التمثيل. تقول: "كلما كان التمثيل مرهقاً كلما كانت متعته أكبر"، وتضيف: "التمثيل هو شغف ولا أظن أن أي ممثل آخر يمكن أن يقول كلاماً مغايراً. مثلاً آل باتشينو، هو برأيي أعظم ممثل في العالم كله وبالرغم من ذلك هو اتجه نحو المسرح ولعب دور المرابي في مسرحية "تاجر البندقية" مع أنه لم يكن بحاجة لهذا الدور، لكن شغفه كممثل هو الذي دفعه إلى خوض تجربة التمثيل على الخشبة". 

تتابع واصف: "الشغف هو الذي يدفع الممثل لخوض تجارب فنية مختلفة كما أن الممثل يحب أن يشعر بأنه يفهم بكل شيء ومن يكون كذلك يستمر ويكون التمثيل بالنسبة إليه متعة، والإرهاق كله لا يلبث أن يزول وتحل مكانه المتعة". 

وترى واصف أنه "في تجربتي كممثلة، أحصد ثمرة تاريخ فني طويل، لا يقتصر على مسلسل أو مسلسلين أو فيلم أو فيلمين. عندما شاركت في فيلم "الرسالة" كان يفترض أن أخاف من اي دور يمكن أن ألعبه من بعده، لكني لم أفعل ذلك بل قلت أن هذا الفيلم العالمي هو هدية من الله وعدت إلى المسرح القومي ووقفت على خشبته كما كنت أفعل عادة، ثم شاركت بفيلم سينمائي ومن بعده شاركت بمسلسل "أسعد الوراق" العام 1975 والذي حقق نجاحاً منقطع النظير ولاحقاً سافرت إلى الأردن وشاركت في مسلسل "دليلة والزيبق" كما سافرت إلى الخليج وتحديدا إلى دبي ومن ثم جئت إلى لبنان. وكل الأعمال التي شاركت فيها كانت أعمالاً مهمة بالنسبة لي وأنا لم أتوقف على الاطلاق".

وغادرت واصف، إلى دبي، برفقة المخرجة رشا شربتجي للمشاركة في "ستار أكاديمي" الذي يتوجه إلى الطلاب الراغبين في دراسة التمثيل حيث يخضعون لدورات تدريب ويتخرجون منها ليصبحوا نجوماً في عالم التمثيل.