الأربعاء 2024/07/31

آخر تحديث: 17:24 (بيروت)

انتظار ثقيل لبيان الحزب: الجمهور يسأل ويتوجّس

الأربعاء 2024/07/31
انتظار ثقيل لبيان الحزب: الجمهور يسأل ويتوجّس
استهداف حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت (غيتي)
increase حجم الخط decrease
انتظار ثقيل لبيان "حزب الله"، عاشه جمهور الحزب منذ ليل الثلاثاء، ولم يخلُ من حالة عدم يقين، واسئلة عن الرد وتوقيته وحجمه، وهي هواجس وتقلبات "تنتهي بصدور البيان والاطلاع على الموقف"، كما قال أحد مناصري الحزب، وسط تحليلات تتحدث عن احتمالين، إما صفقة كبيرة، وإما حرب واسعة وطويلة. 

مع كل عملية اغتيال جديدة، يصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها "الأبرز حتى الآن"، تتكرر الأسئلة والتكهنات والقلق، لكن القصف الأخير على الضاحية وإستهداف القيادي فؤاد شكر (الحاج محسن)، الذي يُعتبر الشخصية العسكرية الأولى في الهيكل التنظيمي للحزب، قد يدفع الأسئلة الأبرز في سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات الحزب.

تنطلق الأسئلة والهواجس من أن هذا الاستهداف يُمثّل نقطة تحوّل، تفتح الباب أمام سيناريوهات متُعدّدة، خصوصاً مع الاغتيال المتزامن لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران. هذا الاغتيال يحمل دلالات واعتبارات يصعب على النظام الإيراني تجاوزها، وإن تجاوزها فستأكل من رصيده في الردع مُجدّداً، خصوصاً بعدما حاول تثبيت قواعد جديدة في هجومه غير المسبوق والأخير بالمسيرّات على الأراضي المُحتلة في 13 نيسان/ابريل الماضي. 

كانت الساعات الـ24 الماضية، صعبة على محور الممانعة وجمهوره، حيث تعرضت عاصمة قيادة المحور للقصف، وتم استهداف القيادي شكر في قلب حاضنة "حزب الله".

غير أن النظر في تاريخ الصراع بين حزب الله وإسرائيل، والتركيز على قضيّة الاغتيالات، يظهر أن تأثيرها البنيوي في جمهور المحور بشكل عام، وجمهور حزب الله بشكل خاص، يتسم بالضعف، بل على العكس، فإنّ إنعاكساته تنتج زخماً وتزيد اللُّحمة بين الجمهور والقيادة، وذلك إثر استراتيجية اعلامية يتبعها الحزب، تقلل من أهمية الاغتيال، وتثبت أن القادة جزء من مسيرة عسكرية معرّضة للموت، مثل أي عنصر آخر، وهو أمر تكرر على لسان أمين عام الحزب حسن نصر الله. 

لكن في مقابل هذا الضخ الإعلامي، تسعى اسرائيل الى توظيف أي عملية اغتيال في سياق إظهار قوة جيشها وأذرعها الاستخبارية وإنجازاتها الأمنية العالية، فضلاً عن الاستغلال السياسي الداخلي ضمن مؤسسات دولتها.

لذلك، يصبح الاغتيال، كهوية ودور، أقل رمزية من المكان، في إشارة الى الضاحية الجنوبية لبيروت وطهران، وذلك بعد سلسلة من التهديدات التي أطلقها الحزب، وفرض معادلات عسكرية في الحرب الأخيرة، وهو أمر لا يستطيع الحزب، ولا إيران، تجاوزه، أمام المناصرين على الأقل. 

تشير تغريدات جمهور المحور اليوم، الى أنه ينتظر القرار المُرتقب. الانتظار هنا ثقيل، دام نحو 20 ساعة. يبثّ الصحافيون والناشطون الموالون للمحور، عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، رسائل أمل و ثبات، ودعوة إلى الوثوق في "القيادة الرشيدة" التي "تدير دفة الأمور في هذه الأوقات العصيبة"، مؤكدين أن الضربات القاسية الأخيرة "مُجرّد حلقة من صراع طويل مع العدو الإسرائيلي". 

يناشد المؤثرون من جمهور الحزب، القواعد الشعبية، الحفاظ على السكينة وتجنّب الانفعالات العاطفية، ويدعو هؤلاء الجمهور المنتظِر إلى ترك القرار للخبراء وأهل الإختصاص في الميدان. يُشدّدون على تحمّل المسؤولية في عدم الخضوع لحرب الوعي، وعلى الثبات أمام الضغوط. ومن جانب آخر، يؤكّدون على البعد العقائدي والديني، معتبرين أن "الشهادة هي الغاية التي يسعى إليها قادة المحور ويتمنونها". 

بالهتافات والولاء، ينتظر الجمهور إنتظاراً ثقيلاً لطبيعة الرد المُحتمل من إيران أو حزب الله، بعد الأحداث الأخيرة. في لاوعيه وأمنياته، يتأمّل هذا الجمهور تصعيداً غير مسبوق، ووصول الصواريخ التدميرية إلى تل أبيب، وهو ما هدّد به أمين عام "حزب الله" سابقاً. لكن هذه الأمنيات ربما تكون مخالفة للحسابات السياسية التي ترتبط بالمحور ككل، من طهران إلى الضاحية. 

فالتصعيد الأخير جاء بعد عودة نتياهو من واشنطن. ويبدو أن ضوءاً أخضر أميركياً (رغم عدم اعتراف وزير الخارجية الأميركي به)، والاستفادة المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من تصفية شكر (المطلوب أميركياً أيضاً)، أتاحا لنتياهو الإقدام على هذه الخطوة، بمعزل عن أي تداعيات تترتب على ضرب الضاحية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها