الخميس 2024/07/11

آخر تحديث: 21:44 (بيروت)

أعلن "سقوط القنيطرة" ثم نفاه الأسد...رحيل المُعارض محمد الزعبي

الخميس 2024/07/11
أعلن "سقوط القنيطرة" ثم نفاه الأسد...رحيل المُعارض محمد الزعبي
وزير الاعلام السوري الأسبق محمد الزعبي (يوتيوب)
increase حجم الخط decrease
توفي الأمين العام المساعد الأسبق لـ"حزب البعث" وزير الإعلام السوري الأسبق، محمد الزعبي، في مستشفى مدينة بورنا الألمانية، وهو إحدى الشخصيات القيادية التي عاصرت أكثر المحطات المفصلية في تاريخ سوريا.

والزعبي شخصية معارضة، نفاه حافظ الاسد في العام 1974، مع عدد من السياسيين الآخرين. ومنذ ذلك الوقت لم يعد الزعبي أو أي فرد من أفراد عائلته إلى سوريا، مع العلم أن زوجته هي شقيقة وزير الخارجية السابق فاروق الشرع. وقد عارض حافظ الأسد بشدة في ستينيات وسبعينيات القرن الفائت، وأعلن وقوفه إلى جانب الثورة السورية ضد بشار الأسد منذ اندلاعها في آذار 2011.

وتولى الزعبي منصب وزير الإعلام من تشرين الاول 1966 وحتى أيلول 1967. وكان شاهداً على احتلال إسرائيل للجولان السوري بحكم منصبه، قبل أن ينفيه حافظ الأسد خارج البلاد في العام 1974.

وخلال وجود محمد الزعبي في منصب وزير الإعلام، بدأت الخلافات بينه وبين حافظ الأسد، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع. طلب الأسد من الزعبي في 10 حزيران 1967 إذاعة البيان (66) الذي نص حينها على إعلان سقوط القنيطرة مع هضبة الجولان في يد إسرائيل، في حين كان الجيش السوري يتمركز على بعد 24 كيلومتراً من المدينة.

ونعاه سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب ابنه أيهم في "فايسبوك": "بعد خمسين عاماً من المنفى، تترجل اليوم إحدى قامات سوريا السياسية العظيمة". وقال: "مات بعيداً من بلاده التي أحب، من دون أن يموت حلمه وحلم الملايين بسوريا حرة ديموقراطية وكريمة". 


والزعبي (أبو أيهم) كان بروفيسوراً في السياسة الدولية ودرّس علم الاجتماع في جامعات صنعاء وبغداد والجزائر. 

وعلى مدى السنوات الماضية كان قد قدم شهادته في سلسلة حلقات عرضتها وسائل إعلام عربية وأشار في إحداها إلى أن "إسرائيل احتلت الجولان من دون مقاومة من الجانب السوري".  وكشف لغز "البلاغ 66" الشهير، مضيفاً أنه صدر بناء على طلب من وزير الدفاع وقتها حافظ الأسد لإعلان "سقوط القنيطرة" في حين كانت أقرب دبابة إسرائيلية إلى المنطقة تبعد نحو 4 كيلومترات عنها.

وبحسب الوزير السوري الأسبق: "قدّمت قيادتا حزب البعث والجيش وقتها الجولان إلى إسرائيل خشية أن تصل قوات الأخيرة إلى دمشق، بعد نكسة حرب العام 67". 

وعندما نُفي من سوريا في 1974 لم يحمل الزعبي معه أي وثائق، وأوضح في اللقاءات الإعلامية التي وثقت شهادته أنه "خشي آنذاك من تفتيشه في المطار". 


وفي مقابلة تلفزيونية أخرى رأى أن "انقلاب 23 شباط 1966، الذي أسس لسيطرة العسكر على مفاصل الحكم في سوريا، وحافظ الأسد، هما المسؤولان الأساسيان عن سقوط الجولان". وقال إنه كان "من المفترض ألا أدعم انقلاب 23 شباط/فبراير، لكننا خُدعنا". كما رأى أن حركة 23 فبراير 1966 "حركة طائفية بامتياز".

وذكر أنه حضر اجتماعاً سرياً للتحضير للحركة التي قادها عسكريون وقفوا ضد قرار حل القيادة القُطرية وأدى انقلابهم إلى خلع أمين الحافظ من رئاسة سوريا. كما أدى "الانقلاب" إلى خروج قيادات تاريخية من البلاد والسلطة، منهم مؤسس "حزب البعث" ميشيل عفلق ورفيقه صلاح الدين البيطار.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها