الخميس 2024/10/17

آخر تحديث: 13:58 (بيروت)

أقارب فلسطيني استشهد محترقاً يسردون أهوال الهجوم الإسرائيلي

الخميس 2024/10/17
أقارب فلسطيني استشهد محترقاً يسردون أهوال الهجوم الإسرائيلي
والد شعبان يعرض صورته على الهاتف (غيتي)
increase حجم الخط decrease
سردت أسرة رجل فلسطيني شوهد وهو يحترق حتى الموت مشاعرها التي تعجز عن الوصف للواقعة التي بثت لقطات لها في مختلف أنحاء العالم.


واندلعت النيران في خيام تؤوي فلسطينيين عقب غارة إسرائيلية على مجمع مستشفى في غزة. وقالت إسرائيل أن الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من يوم الاثنين استهدف مركز قيادة وتحكم تابعاً لحركة "حماس" في مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح، زاعمة أنها تحقق في سبب الحريق لكنها تعتقد أنه ربما اندلع نتيجة انفجار عارض، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وفيما تتهم إسرائيل "حماس" بتعريض المدنيين للخطر عن طريق تنفيذ عمليات بينهم، نفت "حماس" وجود أي مسلحين في المستشفى. وبغض النظر، أثارت اللقطات الحية للواقعة صدى قوياً في وقت يعبر فيه حلفاء إسرائيل عن قلقهم من سلوكها في الحرب في قطاع غزة. ووصفت وزارة الخارجية الأميركية الواقعة بأنها "مروعة".

وأظهرت لقطات مصورة الشاب الفلسطيني شعبان الدلو، الذي كان سيبلغ العشرين من عمره يوم الأربعاء، مستلقياً على ظهره وسط الحطام المحترق وهو يلوح بذراعيه والنيران مستعرة في كل مكان حوله. وقتل ثلاثة آخرون، منهم آلاء عبد الناصر الدلو (37 عاماً) والدة شعبان.


وقال محمد الدلو (17 عاماً) شقيق شعبان الأصغر: "لست قادراً على وصف الشعور. أشاهد أخي يحترق أمامي وأشاهد والدتي تحترق أمامي"، مضيفاً أنه ركض خارج الخيمة حينما سمع دوي الانفجار.

وصوّر شهود مقاطع فيديو للمشاهد الأولية التي انتنشرت عبر الإنترنت وظهرت في جميع أنحاء العالم في تقارير إخبارية. وتمكنت "رويترز" من التحقق من توقيت مقطعي فيديو للواقعة ومكانهما من خلال مطابقة الهياكل والحطام والمقاعد. وفي وقت لاحق، وصل صحافي متعاقد مع "رويترز" إلى مكان الواقعة والتقط صوراً لرجل إنقاذ وهو يرفع جثة شعبان المتفحمة ملفوفة بغطاء.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "نفذ هجوماً دقيقاً على إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وتحكم في منطقة موقف للسيارات" إلى جوار المستشفى. وأضاف البيان: "بعد وقت قصير من الهجوم، اندلع حريق في موقف سيارات المستشفى، على الأرجح بسبب انفجارات عارضة. الحادث قيد المراجعة. لم يتأثر المستشفى وعملياته جراء الهجوم".

وفي أحد مقاطع الفيديو التي راجعتها "رويترز"، سُمعت سلسلة من أكثر من 20 دوياً صغيراً وسط الحريق، بالإضافة إلى انفجارين صغيرين تسببا في تطاير وابل من الشرر. وقال طبيب بالمستشفى أن الانفجارات نجمت عن انفجار عبوات غاز الطهو، وهو ما لم يتسن لـ"رويترز" بعد تأكيده من مصادر مستقلة.

وأشار موقع "يورونيوز" الإخباري إلى أن شعبان الذي قتل بطريقة بشعة للغاية، نزح مع عائلته من مدينة غزة مرة بعد أخرى إلى أن استقر به المقام في مستشفى "شهداء الأقصى"

وأضاف الموقع: "ربما ظن الفتى أن هذا المكان آمن وبعيد عن الغارات الإسرائيلية، لكنه قضى نحبه في واحدة من تلك الغارات، فجر الاثنين الماضي، وشاهده العالم كله في الفيديو وهو يحترق حياً، حيث حاصرته النيران ولم يظهر من جسده سوى رأسه ويده التي كان يحركها ربما محاولاً الاستغاثة".

وكان شعبان يدرس تخصص هندسة الحاسوب في الجامعة، لكن بسبب الظروف الصعبة في غزة، أصبح معيل عائلته التي تتكون من والديه و4 إخوة. وفي وقت سابق، نشر الشاب شريط فيديو باللغة الإنجليزية، قال فيه إنه نزح 5 مرات من قطاع غزة، وناشد العالم ليساعده في الجلاء مع عائلته إلى مصر ليبدأ حياة جديدة.


ودان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الغارات الجوية الإسرائيلية على مستشفى "شهداء الأقصى" ومدرسة قريبة تحولت إلى مركز إيواء. وقال عبر "إكس": "إن عشرات المدنيين الذين كانوا يبحثون عن الأمان قتلوا وجرحوا في ظروف مروعة".

وعلق زعيم حزب "العمال" البريطاني السابق جيرمي كوربين، من جهته: "إذا كان مشهد البشر وهم يحترقون أحياء لن يوقف الحكومة البريطانية عن توريد الأسلحة لإسرائيل، فما الذي سيجبرها إذاً؟".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها