وفي أواخر صيف 2008، هاجر الناشط السياسي الراحل إلى الولايات المتحدة، وكان من المتحدثين في تظاهرة نظمت يوم 23 أيلول/سبتمبر 2008، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، إلى نيويورك، احتجاجاً على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران أمام مقر الأمم المتحدة.
ويمكن القول أن سنجري انتحر فعلاً عندما قرر العودة إلى إيران، في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2016، بعد ثماني سنوات من الإقامة في الولايات المتحدة، حيث عمل صحافياً في قسم حقوق الإنسان باللغة الفارسية في إذاعة "صوت أميركا". وكتب سنجري عن عودته، في رسالة نشرت حصرياً بموقع "إيران واير" الإخباري: "بإيجاز، كنت مصاباً بجنون الوطن. قررت مواجهة الحنين القاتل لعائلتي ووطني، والخوف من العودة إلى أرض سبق أن سجنت فيها وعذبت عدة مرات".
وبعد شهرين من عودته، تم اعتقاله في كانون الأول/ديسمبر 2016، وبعد قرابة 60 يوماً من الاحتجاز والتحقيق، أطلق سراحه في الأسبوع الأخير من شباط/فبراير 2017 بكفالة مالية قدرها 100 مليون تومان.
وكتب سنجري لاحقاً عن التعذيب، الذي تعرض له خلال التحقيق وعن نقله لمدة خمسة أيام إلى مستشفى "أمين آباد" للأمراض النفسية. وفي 23 تموز/يوليو 2017، أعلن في "إنستغرام" أنه على الرغم من علم السلطات بعودته لرعاية والدته المريضة والوحيدة، أحيلت قضيته إلى المحكمة، حيث حكم عليه رئيس الشعبة 26 بمحكمة الثورة، القاضي ماشاء الله أحمد زاده، بالسجن خمس سنوات حبساً فعلياً، وست سنوات مع إيقاف التنفيذ، إضافة إلى منعه من السفر لمدة عامين، بتهم مثل "التجمع والتآمر"، و"الدعاية ضد النظام"، و"الانتماء إلى مجموعة غير قانونية".
وبعد قضائه جزءاً كبيراً من فترة العقوبة، أفرج عنه بقرار "عدم تحمل العقوبة". وبعد إطلاق سراحه، تحدث سنجري مراراً عن حالته الصحية، والتعذيب الذي تعرض له، وسوء المعاملة في مستشفى "أمين آباد" للأمراض النفسية.
وبعد فترة، غادر سنجري إيران، مرة أخرى ليلة عيد نوروز 2021. وكتب في مذكرة نشرها موقع "إيران واير": "الليلة 21 آذار/مارس 2021، مررت عبر آخر بوابة قبل الصعود إلى الطائرة، بخطوات مترددة، ودموع في عيني، وقلب مجروح، وبعد قضاء 5 سنوات و5 أشهر و20 يوماً في السجن، ومصحة نفسية، وتحقيقات في مقار أمنية، وإجراءات حضور يومية، ودفع غرامات، والرفع من منعي من السفر، غادرت وطني الحبيب والمحتل".
ورغم ذلك، لم يستطع سنجري سنجري تحمل الابتعاد عن إيران لفترة طويلة، وعاد مجدداً بعد مدة قصيرة، ليواصل كتابة مقالاته النقدية، واعتقل مجدداً خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ضمن موجة الاعتقالات المرتبطة باحتجاجات 2022، ثم أفرج عنه بعد فترة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها