الخميس 2024/10/03

آخر تحديث: 17:06 (بيروت)

بعدما تشتت أهلها في نزوحهم...الضاحية "مدينة أشباح"

الخميس 2024/10/03
بعدما تشتت أهلها في نزوحهم...الضاحية "مدينة أشباح"
بدت الحركة في الشوارع المكتظة عادة بالسكان والمارة، شبه معدومة (غيتي)
increase حجم الخط decrease
بدت ضاحية بيروت الجنوبية الأربعاء أشبه بـ"مدينة أشباح"، مع نزوح الغالبية العظمى من سكانها بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي تستهدفها منذ أيام. وانتشرت أكوام من الركام وأبنية متصدعة مع سحب دخان منبعثة هنا وهناك.

وبدت الحركة في شوارع الضاحية المكتظة عادة بالسكان والمارة، شبه معدومة، بعد ليلة من القصف الجوي الكثيف، إلا من عدد من شبان على دراجات نارية وبعض السكان الذين جاؤوا لتفقد منازلهم وأخذ ما أمكن من حاجيات، مستغلين توقف الغارات نسبياً في الصباح، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وقال محمد شعيتو (31 عاماً)، وهو من بين قلة من السكان مازالت تلازم منازلها، من الشياح: "خلال الليل، اهتزت بنا الأرض. وأضاءت السماء" من الغارات. وأضاف الرجل الذي يعمل سائقاً: "تحول الحي الى ما يشبه مدينة أشباح"، مشيراً الى أنه أرسل عائلته المؤلفة من والديه وشقيقته مع أولادها النازحين من الجنوب الى منطقة أكثر أماناً.

وروى شعيتو أنه يحاول خلال ساعات النهار، الاطمئنان على من بقي من جيرانه من كبار السن. واستذكر الحياة التي كانت تدب في المنطقة منذ أسابيع: "كان الحي يعج بالناس: كنا نجلس في القهوة وفي الشارع، يلعب المسنون الطاولة، وصاحب متجر الخضار ينادي". أما الآن، فكل شيء "مغلق، الدكاكين والمطاعم أوصدت أبوابها، أخرج من الضاحية لأشتري المواد الغذائية، حتى الصيدليات مغلقة".

وعاد عناصر من الجيش اللبناني، صباح الأربعاء، الى نقاط عسكرية عند مداخل الضاحية الجنوبية كانت أخليت الجمعة عندما اغتالت إسرائيل بسلسلة غارات جوية مدمرة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، وآخرين.

وفرّ الآلاف من سكان الضاحية منذ ذلك اليوم، منهم من لجأ إلى مراكز إيواء في بيروت أو الى شقق مستأجرة أو لدى أقارب في مناطق أخرى، بينما لم يجد آخرون ملاذاً سوى الشارع. وسمع صحافيون من "فرانس برس" الليلة الماضية دوي الانفجارات الناتجة عن القصف، وأحدث بعضها وميضاً هائلاً.

من جهته، نشر إعلام "حزب الله" مقطع فيديو قال فيه مسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف، من أمام ركام مبنى عائد لقناة تلفزيونية دينية طاولتها الغارات الثلاثاء: "كل المباني التي قصفت في الضاحية مبان مدنية بحتة يسكنها مدنيون لبنانيون ولا تحتوي على أي أنشطة عسكرية".

لكن الجيش الإسرائيلي قال أنه يستهدف "منشآت" أو "مصالح" لـ"حزب الله"، وطالب مراراً سكان الأحياء التي سيقصفها بإخلائها قبل تنفيذ الغارات.

وفي حي آخر واقع على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، شاهد مصور "فرانس برس" دماراً كبيراً بعدما استهدف القصف مجمعاً سكنياً من أربعة أبنية ضخمة. وتفقدت فرق الإسعاف المكان بحثاً عن ناجين أو شهداء. وفي موقع قريب، يمكن رؤية ألسنة نيران مازالت مشتعلة، مع رائحة حريق وأكوام من الردم.

وفي مجمع سكني في منطقة الشويفات الواقعة على تخوم الضاحية، سويت أربعة أبنية بالأرض بينما تضرر مبنى خامس. وروى أحد سكان منطقة الليلكي، التي طاولتها الغارات مراراً في الأيام الأخيرة، بعد تفقده منزله الذي نزح منه الأسبوع الماضي، أن مجمعاً سكنياً في شارع مجاور مؤلفاً من ثمانية أبنية، دُمّر تماماً جراء الغارات.

وأفاد الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه: "امتلأت شقتي بالغبار وبرائحة قوية غير مألوفة سببت لي ضيقاً في التنفس، فأسرعت لإحضار هويات أفراد عائلتي ثم المغادرة بسرعة معهم". وأكمل بأن الحي بات مكاناً غير صالح للسكن بسبب انقطاع الكهرباء والمياه: "أبنية خالية ومتاجر مغلقة، تكسر زجاج واجهات بعضها"، مضيفاً: "لم أر سوى شخص أو شخصين في طريقي إلى المنزل، ما من حياة".

وتحصد الغارات الجوية الإسرائيلية اليومية عشرات الضحايا في الضاحية الجنوبية التي تعتبر أبرز معاقل "حزب الله" في لبنان. وبين ركام مبنى مدمر، عُلّق علم أصفر للحزب كتب عليه "لن تسقط لنا راية" بالقرب من صورة لنصرالله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها