منذ أن بدأت أخبار رفض العدو الإسرائيلي للمقترحات اللبنانية حول اتفاق ترسيم الحدود المائية، بالتسرب عبر وسائل الإعلام، ومعها التهديدات المعتادة بتدمير لبنان في حال أقدم "حزب الله" على استهداف منصات الغاز، حتى بدأ اللبنانيون، أنصار "حزب الله" بشكل خاص، بقرع طبول الحرب في مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه الحرب، من وجهة نظرهم، ستكون كلفتها غالية، إلا أنها ستؤدي إلى "زوال إسرائيل"، وهذا إيمان غير قابل للزعزعة بأي شكل.
وبالتوازي مع تهديدات الممانعين، الذين على ما يبدو لم يعيشوا الحرب يوماً ولم يذوقوا ويلاتها، فقد وجد مَن عاشها ضرورةً لسرد بعض من الأسى الذي يترافق معها، سواء النزوح من القرى الجنوبية أو البحث عن ملجأ في بيروت، رغم أن هذا النزوح، في بعض الأحيان يصبح رفاهية قد لا يمتلكها البعض. فلا يستطيع الراعي مثلاً ترك قطيعه، كما لا يستطيع المزارع التخلي عن رزقه، ثم هناك ظروف النزوح السيئة التي سيعيشها من استطاع إليها سبيلاً، من الحشر في مدارس تعدها الدولة لاستقبال النازحين، واستجداء الجمعيات للحصول على الإعاشات أو بعض الأموال، والأخبار التي ستأتي تباعاً من القرى، عن دمار منازل واستشهاد عائلات وقطع طرق.
وقد لا يكون الوضع بعد الحرب، أفضل مما قبلها، بالنظر إلى ميزان الربح والخسارة. فهناك البُنيةالتحتية المدمرة والتي لن يعاد بناؤها بين ليلة وضحاها، لا سيما في خضم الأزمة. منازل المواطنين كذلك وأملاكهم الخاصة، عدا عن الأرواح التي ستزهق، وهذه خسائر تقدر بمليارات الدولارات، أو لا تقدّر بثمن. وقد يقول البعض أن الحرب هذه المرة تستحق أن نخوضها في سبيل أن نحصل على ما سمّاه أمين عام حزب الله "الكنز" الموجود في البحر. وهذا في حدّ ذاته ليس مضموناً. وقد نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن وزيرين شاركا في مداولات الكابينت السياسي والأمني، الخميس، أنّ تقديرات دولة الاحتلال تشير إلى أنّ أرباح الغاز من حقل قانا تبلغ نحو 3 مليارات دولار فقط، ستوزع على جهات ثلاث: لبنان، العدو الإسرائيلي وشركة توتال... إن لم يكن الحقل جافاً تماماً! وهذا يعني، إما أن نخوض الحرب من أجل "كاريش"، أو لا نخوضها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها