وفيما يبدو الموضوع لوهلة وكأنه منشور ساخر أو نص متهكم، إلا أنه حقيقة واقعة، حيث تناقل سوريون مقطع فيديو للمقابلة، من دون تحديد تاريخ بثها بالضبط. ولعل مشاهدة الفيديو تحيل إلى واقع أكثر غرابة، حيث تجمع عدد من الناس حول الشخص المحظوظ، وقاموا بتصويره بهواتفهم الذكية، في تخليد للمشهد النادر على ما يبدو.
وأثارت المقابلة سخرية واسعة في مواقع التواصل، بين الموالين والمعارضين للنظام على حد سواء، وقال معلقون أن نظام الأسد أعاد البلاد إلى العصور الحجرية، فيما توقف آخرون عند الإعلام الرسمي الذي يغطي الأحداث بطريقة دعائية تلمع صورة النظام حتى عندما يتعلق الأمر بالهم المعيشي اليومي.
يأتي ذلك، بعد البدء بتطبيق الآلية الجديدة لتوزيع الغاز المنزلي في سوريا، مطلع شباط/فبراير الجاري، والتي أعلنتها وزارة النفط السورية أواخر الشهر الماضي، وتعتمد على "رسالة نصية"، في ما يبدو محاولة رسمية لمنع تكرار مشهد الطوابير المحرج الذي قد يساهم في توسع نطاق الاحتجاجات المحدودة حالياً في البلاد، علماً أن السوريين تناقلوا صوراً الشهر الماضي لطابور طويل في اللاذقية للحصول على الغاز المنزلي أيضاً.
وأوضحت الوزارة في بيانها الشهر الماضي أنه "سيتم إرسال رسالة نصية إلى كل مواطن حاصل على البطاقة الذكية تتضمن موعداً لاستلام الاسطوانة من المعتمد المحدد. وستعطى مهلة زمنية مدتها ثلاثة أيام من أجل الاستلام، كما ستكون هناك تعليمات توضيحية متعلقة بهذا الخصوص".
وركزت مقابلة التلفزيون السوري على هذه النقطة، حيث صورت الكاميرا هاتف المواطن الحاصل على جرة غاز، من أجل "إثبات" أن الآلية الجديدة تعمل وليست محاولة من النظام لخداع مواطنيه، خصوصاً أن الإعلان عن الآلية الجديدة ترافق مع موجة استياء وسخرية وتشكيك في مواقع التواصل.
وشهد العام الماضي أزمة محروقات كبيرة في مناطق النظام، أدت لمشهد احتجاج نادر في مواقع التواصل، شارك فيه فنانون سوريون موالون للنظام، طالبوا حينها رئيس النظام، بشار الأسد، بالتدخل لحل الأزمة المعيشية التي يعانيها السوريون رغم "الانتصار على الإرهاب"، حسب وصفهم. ومازالت الأزمة مستمرة هذا العام، حيث ارتفع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق البلاد، إلى جانب أزمات الوقود التقليدية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها