الثلاثاء 2018/05/08

آخر تحديث: 19:26 (بيروت)

"غزوة الدراجات النارية".. لماذا غاب الإعلام؟

الثلاثاء 2018/05/08
"غزوة الدراجات النارية".. لماذا غاب الإعلام؟
increase حجم الخط decrease
الغياب الاعلامي عن أحداث بيروت ليل الاثنين، مردّه الى اعتبارين، أولهما "عدم حمل الموضوع على محمل الجدّ"، وثانيهما "التخفيف من حدة التوتر ولعدم تأجيج الخلاف". 
قد يكون الاعتبار الثاني صحيحاً، وهو فعل ضروري، لكن الغياب فسح المجال أمام انتشار شائعات عبر السوشيال ميديا، تكفلت صفحات أخرى بنقضها، لمنع التأجيج. كان يمكن أن يكون دور وسائل الاعلام مطمئناً، كونها السلطة الاعلامية الابرز التي ما زالت تستحوذ على مساحة واسعة من المشاهدة، وقدرة على التأثير. 

غابت الشاشات، "بهدف ابقاء التوتر محصوراً، طالما ان الجيش اللبناني أخذ دوره واحتوى الشارع". على جميع الضفاف الاعلامية، كانت هناك استعدادات قائمة للتغطية في حال تدهور الوضع. لكن "سرعة دخول الجيش اللنباني والقوى الامنية، عالجت الاشكال". 

على ضفة تلفزيونية أخرى، لم يؤخذ الاشكال على محمل الجد، الا بعدما بدأت رسائل الواتس أب بالوصول، ناقلة مقاطع صوتية، ومقاطع فيديو تظهر أن ما جرى "يشبه بغزة الدراجات النارية للمدينة". لكن في تلك الساعة، كانت الانباء تؤكد ان الجيش سيطر على الوضع. ولم يعبر عن المشهد المرتبك سوى الأخبار العاجلة التي وصلت عبر الهواتف، تتحدث عن سيطرة على الوضع، وعن دعوة سياسيين للمناصرين بالهدوء، وعن نشر الجيش حواجز نقالة، وعن قرار من الداخلية يمنع سير الدراجات النارية لمدة 72 ساعة. 

القرار الامني كان حازماً، لكن التحرك الاعلامي كان ضرورياً على خط الطمأنة، لمواجهة الشائعات ورسائل الواتس أب التي أججت الشارع، وهو ما دفع اعلاميين وناشطين في مواقع التواصل لتصحيحها، والتأكيد ان "لا قتلى ولا جرحى"، و"لم تقفل طريق الناعمة"، ولا أساس للأنباء التي تتحدث عن "تعزيزات بالدراجات النارية" من طريق المطار، أو من الطريق الجديدة. 

رسائل الواتس أب كادت تشعل البلد.. ووسائل الاعلام كانت تتريث "لمنع تأجيج الشارع". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها