الخلافات المتبادلة بين سفير سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري، وصهره السابق الفنان السوري مصطفى الخاني المعروف بـ"النمس"، لا تتخطى اطار الخلافات العائلية، ولو أنه تم تحويرها الى سياق الاتهامات "بالخيانة الوطنية". فالاتهام الاخير، بات شماعة لحشد تأييد الرأي العام في مرحلة بات فيها مصطلح "دواعش الداخل" الذي استخدمه الجعفري، رائجاً لاستهداف الخصوم.
وصحيح أن القضية بينهما وصلت الى المحاكم، الا أن القضاء السوري لن يكون الفصل، بل "القوة" و"المعارف" التي يمكن أن توفر الحماية والدعم لأي منهما. فالقضاء في سوريا، استنسابي، وهو في أحسن الاحوال يسهل عملية "مصالحة ومصافحة" بعد أن يحسم البلطجية أي قضية بالبطش والثأر من أي شخص يريدون تلقينه درساً.
استباقاً لأي محاكمة، أو اصطفاف للرأي العام لصالح طرف من الطرفين، النمس أو بشار الجعفري، لجأ الجعفري الى اتهام "النمس"، وهو صهره السابق، بأنه أحد دواعش الداخل، في محاولة للقضاء على أي فرصة لتأييد النمس من قبل الناس. فالطرفان ينتميان الى بيئة سياسية واجتماعية واحدة، لا سبيل لاتهامه النمس بأنه داعشي أو ارهابي، فساق ضده اتهام معلب جديد بالقول انه "من دواعش الداخل".
والنمس، كان تزوج ابنه الجعفري، يارا، في العام 2014، قبل أن ينفصلا في ايلول 2016 بعد زواج دام سنتين. ولم تسجل وسائل الاعلام اي احتكاك بين الطرفين، الى حين اعلان النمس في
صفحته في فايسبوك، ان ابن الجعفري مارس البلطجة على عسكري حاول صفعه بعد مشاهدته يراقب منزلاً والتجول حوله ثلاث مرات. وقال ان أمير الجعفري "كان يراقب ويستهدف منزل أحد الأشخاص لأسباب وخلافات عائلية". وأضاف: "أرجو ألا نضطر لفضح غير ذلك لأننا لا نزال نحترم والده بسبب المنصب الذي يشغله. نتمنى منهم أن يحترموا هذا المنصب وهذه المسؤولية".
ورد الجعفري على ذلك بأنه رفع الثلاثاء (أول من أمس) دعوى قضائية ضد الخاني عبر محاميين، أحدهما أحمد الكزبري عضو وفد النظام إلى جنيف. وتضمن ملف القضية تهماً شملت "القدح والذم والتشهير والنيل من هيبة الدولة والشعور القومي والتطاول على الجيش وإثارة النعرات الطائفية"، وتصل عقوبتها إلى دفع تعويض مالي والسجن لمدة سنتين.
وروى الجعفري في ست صفحات قصة الإشكال بين ابنه وصهره السابق، متهماً إياه بأنه "مريض نفسياً"، وأنه "ألف قصة هوليوودية من نوع الأكشن الرخيص". وتساءل: "لماذا يحاول ممثل يتبين من أفعاله أنه يعاني من مرض نفسي مزمن بالتطاول على قامة من قامات هذا الوطن في هذا الوقت خاصة؟". وقال: "الجواب باختصار: حماك الله يا سوريا من دواعش الداخل".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها