الأحد 2024/06/30

آخر تحديث: 08:49 (بيروت)

سيتا مانوكيان..المحيط بأكمله في قطرة

الأحد 2024/06/30
increase حجم الخط decrease
في معرضها "قطرات الندى" في غاليري مرفأ (الصيفي – بيروت)، تقدّم، الفنانة اللبنانية سيتا مانوكيان أعمالاً أُنتجت في العقدين الأخيرين ولم تُعرض من قبل في لبنان. تنتمي مانوكيان المولودة في عائلة أرمنية الأصل، إلى مجموعة من الرسامين اللبنانيين سعت إلى الامتزاج ببيروت، المدينة والناس من خلال الرسم.
 
 يتضمن المعرض مجموعة واسعة من الأعمال من سلاسل مختلفة ترتبط بخيوط موضوعات العمل التي كانت موجودة منذ بداية حياتها المهنية. لوحات بالأكليريك تتناول موضوعات مستوحاة من الطبيعة، والطفولة، والحبّ، والحياة، وتركيبة الإنسان.
بعد انتقالها إلى لوس أنجلس عام 1985، وهو مكان غير مألوف تمامًا تهيمن عليه الطرق السريعة، لجأت الفنانة إلى الطبيعة كملجأ ردًا على رفض ما رأته في المدينة. أصبحت سوائل الجسم (الدم) والبيض والورود والخبز موضوعات أعماله. نظرًا إلى الطبيعة باعتبارها استمرارية للحياة والموت بالتنسيق مع ممارسة أكثر تفانيًا والتزامًا بالبوذية، فإن عملها يخلق توازنًا بين ممارستين: الفن والبوذية. تتكاثر البويضات الرقيقة والمخصبة وتدعمها هياكل ملونة، بينما يتشقق البعض الآخر أيضًا، مما قد يؤدي إلى فقدان الحياة. يلتف الدم ويتحرك داخل الكرات حيث تتواجد الحياة والعنف والموت في نفس الوقت داخل الأشكال.
 

تعدّ موضوعات الازدواجية وأعمال التوازن والحركة الدقيقة هي الأكثر شيوعًا في أعمال سيتا طوال حياته المهنية. 

وتدعو مانوكيان الزائرين إلى مراعاة مقولة جلال الدين الرومي أثناء قضاء الوقت مع اللوحات: "أنت لست قطرة في المحيط، أنت المحيط بأكمله في قطرة" وأن ينظروا إلى الأعمال بالحدس والوعي الذاتي والتوجه نحو وعي المرء.


 ولدت مانوكيان في بيروت عام 1945  عام 1962 درست الرسم على يد الرسام بول غراغوسيان. بعدها مباشرة نالت منحة لدراسة الفنون في بيروجا الإيطالية ومن هناك انتقلت إلى أكاديمية الفنون الجميلة بروما ما بين عامي 1964 و1970. بعد روما سافرت إلى لندن في منحة لدراسة الرسم. حين عادت إلى بيروت مارست تدريس الفن إلى أن غادرت عام 1985 إلى لوس أنجليس.
سبق أن أقامت سيتا معارض حول العالم، بينها في أميركا وكندا والخليج العربي. بعض أعمالها تتزيّن بها متاحف عدة، منها "متحف سرسق" في بيروت، و"المتحف الوطني" في أرمينيا، وكذلك في "متحف سان لازار" في مدينة البندقية الإيطالية، وفي دير "ميكيتاريست" بفيينا.
دفعها تعمّقها في دراسة البوذية إلى السفر إلى الهند والنيبال وسيريلانكا عام 2005 حيث قضت سنتين هناك كانت كافية لكي تعلن عن تحولها إلى البوذية. وارتدت الثوب الزعفراني الغامق المعروف، وهو القماش الوحيد الذي يرتديه الرهبان البوذيون. حين عادت إلى لوس أنجليس توقفت عن الرسم بعد أن تفرغت لأداء عملها باعتبارها راهبة بوذية حليقة الرأس. تفضّل سيتا مانوكيان أن نناديها "آني"، وتعني راهبة باللغة التيبتية. 
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها