كل شيء عرضة للتدمير في جنوب لبنان والبقاع والضاحية، على يد إسرائيل. منازل المواطنين، المتاحف، البيوت الأثرية، الأسواق، والمراكز الثقافية. بعد متحف عبد الحميد بعلبكي في العديسة ومنشية بعلبك وسوق النبطية، والكثير من الأمكنة والمباني، انتشرت صُور للمركز الثقافي للبنان الجنوبي-فرع النبطية، مدمراً، وهو عبارة عن منزل حجري من الطراز القديم.
وكتب الصحافي كامل جابر:
لنا تحت كلّ قرميدة نبتت قصيدة، وهنا تلا حبيب صادق والفيلسوف العالمي نعوم تشومسكي ومحمد علي شمس الدين وجوزيف حرب وشوقي بزيع والياس لحود وحسن عبدالله ومحمد العبدالله وجواد صيداوي وحسن داود وجان شمعون وبرهان علوية وحبيب جابر وعادل صباح وسمير قصير وعبد الحميد بعلبكي وفؤاد جوهر وشوقي بغدادي وممدوح عدوان وصادق جلال العضم واملي نصرالله ومريد وتميم البرغوتي وجوزف عازار ومحمد ملص وأميمة الخليل وأحمد قعبور ووسام حمادة وحنان الحاج علي ونقولا دانيال ومنير كسرواني وحسام الصباح وشكري أنيس فاخوري وجورج جرداق ونبيهة لطفي وفتحية العسال وشربل فارس وألف أديب وشاعر وفيلسوف ومخرج وفنان وتشكيلي ألف صلاة وصلاة…
هنا على ضفاف الذاكرة والعنفوان، نبت الأقحوان كل عام وما انقطع…
دارة أحمد ضاهر والمحامي حسيب ضاهر وحالياً الحفيد كمال ضاهر، الذي كان مركز المجلس الثقافي للبنان الجنوبي طوال عشرين عاماً في مهب العدوان…
ألا تكسرت أيادي السوء والدمار العدوانية التي ما فتئت تفتك بمقدراتنا الثقافية والتراثية والأثرية؟
وكتبت الصحافية بادية هاني فحص: دمرت إسرائيل اليوم مبنى المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في النبطية.
هذا المكان الذي حافظ عليه حبيب صادق ودافع عنه بأسنانه وأظافره وقلبه وعقله، بوجه طوفان الأيديولوجيا وعسكرة الثقافة وتدجين المثقفين...
انتصر حبيب صادق في كل المعارك التي خاضها في ساحة المجلس، بأكثر الأسلحة ذكاء... الثقافة. اليوم، بعد تدمير المكان وما يرمز إليه، لا شيء سوى الثقافة؛ ثقافة التنوير والتنوع، التي يمثلها حبيب صادق، تُخرجنا من دائرة الدمار ومن ميادين الحروب الخاسرة...
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها