أطلق العازف الشاب عباس قعسماني ألبومه "ارتحال" في المكتبة الوطنية - بعقلين، بعد ثلاث سنوات من التحضر. قعسماني في مسقط رأسه، وقد اعتادت المكتبة الوطنية استقبال الندوات والحفلات والجلسات المليئة بالثقافة والفن، "فهي ليست المرة الاولى التي نقوم بتقديم الدعم للشباب وخاصة أمثال عباس الذي يحمل كما هائل من الموهبة" يقول غازي صعب، مدير المكتبة ويضيف "نعمل حاليا على تأسيس مسرح ضخم يستوعب خمسميئة شخص ليكون للشباب مساحة حرّة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم عبره".
العوّاد على المسرح في مسقط رأسه بعقلين، يحيطه الدف من جهة ومن جهة أخرى الأورغ، تبدأ الموسيقى والجميع يتراقص، أما الحضور فقد غصت به القاعة الا أنهم أصروا على الحضور ولو حتى وقوفا. العوّاد يجود فيظهر ذلك العشق اللامتناهي بينه وبين تلك الآلة، فتتنوع الحالات بين المقطوعات الاربعة التي قدمها عباس والفرقة خلال الحفل.
لم يكن تنفيذ هذا الألبوم بالأمر السهل بالنسبة لعباس "فقد واجهتني الكثير من المصاعب خلال السنوات الثلاث الماضية ولا سيما المادية منها، الا أن وقوف الأصدقاء ومشاركتهم في انجاح هذا العمل قد خفف من حجم الضغوطات " يقول عباس لـ"المدن"، مضيفا "فقد اكتملت أفكاري عند لقائي بوجدي أبو دياب الذي أضافة لمساته على تلك الموسيقى، فاندمجت أفكارنا لتنتج عملا متكاملا كالذي قمنا بتقديمه". يندمج العواد بموسيقاه وكأنه "ينسج" تلك النوتات فيرتحل الى عالم آخر، ربما لا يدخله الكثير من المستمعين لكنم يشعرون به، أما "ارتحال" فليس ببعيد عن هذا المنطق اذ يعود اسم الألبوم الى العملية التي يمر بها العازف، "حيث يمر من مرحلة الى مرحلة مستعرضا من خلال موسيقاه مختلف الحضارات والثقافات خلال عزفه". لا تقتصر نشاطات عباس الفنية على هذا الألبوم، بل إنه يسعى الى القيام بحفل مع الأوركسترا الشرقية، بالاضافة الى تقديم حفل "يا حنة" بالاشتراك مع الفنان عمر راجح في 22 آب في دير القمر...
يجد وجدي أبو دياب، موزع الألبوم، أن هذا العمل ذات طابع تجديدي للموسيقى الشرقية معتمدا بذلك على العود، مبديا بذلك سعادته بالاقدام على انتاج هذا الألبوم بعد عناء طال سنة ونصف. "يتنوع اللألبوم بين مقطوعات للعود، مع أوركيسترا، مع مجموعة أو مع بيانو فقط، مما أحدث اندماجا بين العود بلحنه العربي تقنياته وايقاعاته وبين التوزيع الغربي مع استخدام الهارموني والموسيقى الالكترونية" يقول وجدي.
فقد تحولت علاقة أستاذ وتلميذ الى علاقة عمل وصداقة قوية عبّرت في كل مراحلها عن أهمية العمل الجماعي ودوره في تحقيق النجاح بشكل دائم.عباس قعسماني ووجدي أبو دياب كالكثير من الشباب حاولا اثبات أنفسهما في ظل غياب الدور الرسمي لاحتواء هؤلاء الشباب.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها