مروة مع غسان سلهب خلال العرض الأول لفيلمه “الوادي”.
هانية مروة
حجم الخط
مشاركة عبر
تستعدّ “متروبوليس” للاحتفاء بعشر سنين على انطلاقتها. آنذاك، في حمأة حرب تموز ٢٠٠٦، أخذت هانية مروة، صاحبة المبادرة، من مسرح “المدينة” في الحيّ البيروتي الشهير، الحمراء، مقراً لصالة صغيرة بكراسٍ معدودة، قبل أن ينشب خلافٌ بينها وبين مستثمرة المسرح نضال الأشقر، فتمّ حزم الأمتعة والانتقال إلى الأشرفية حيث واحدة من أقدم الصالات: "أمبير صوفيل". بدت الـ"صوفيل" نظراً لموقعها الاستراتيجي في الأشرفية المكان المثالي لتأسيس صالة تُعنى بالانتاجات الأوروبية والمستقلة التي لا تجد طريقاً سالكة إلى مجمّعات كبيرة كانت بدأت تتكاثر في بيروت وجوارها. الحاجة إلى معبد للسينيفيلية البيروتية كانت ملّحة في ظلّ الإهمال الرسمي التاريخي لكلّ أشكال الدعم الذي يعانيه هذا القطاع. ما بدأ كمغامرة قلة كانت تتوقع نجاحها واستمراريتها، ستطفئ قريباً شمعتها العاشرة.
افتتحت "متروبوليس" في أسوأ ظروف، وعاصرت كلّ الأزمات السياسية والخضّات الأمنية التي مرّت بها البلاد منذ اغتيال الحريري. كان الجمهور الداعم الأساسي والسند المعنوي لـ"متروبوليس" الذي بات مع مرور الزمن المرجع الوحيد في لبنان لعشّاق الشاشة. شهراً بعد شهر وسنة بعد سنة، تابعنا كلّ جديد أتت به "متروبوليس" من أصقاع الأرض: استعادات لأفلام بونويل وفيلليني وتروفو وبرغمان وبروسون، ومهرجانات صغيرة وكبيرة، فأسابيع وندوات وورش وضعت مدينة غارقة في الفوضى ومزنّرة بالخوف والعنف، على الخريطة السينمائية الدولية. مئات الأفلام أتيحت لنا فرصة مشاهدتها في عتمة هذه الصالة، لم تكن ممكنة لولاها.
أرتأت هانية مروة في بداية مغامرة تأسيس "متروبوليس" أن تجمع بين النشاطات السينيفيلية النخبوية من جهة، والبرمجة المنفتحة على سينما جديدة من جهة أخرى. كانت تأمل ألا يقتصر الجمهور الذي سيأتي إلى الصالة على النخبة وأبناء المهنة. أرادت برمجة تتوجّه إلى جمهور عريض يُمنح له حقّ الخيار. آنذاك، قالت بوضوح تام: "في النهاية، إذا عاد هذا الجمهور واختار الأفلام التجارية، بعدما يكون اكتشف كبار السينمائيين المستقلين عندنا، فسأحترم هذا الخيار. وعندئذ أقبل فكرة أن لا حاجة لمثل هذه الصالة في لبنان".
كان قبل "متروبوليس" في مرحلة ما بعد الحرب، محاولات خجولة لإحياء صالات منكوبة من هنا وافتتاح نادٍ للسينما من هناك (أهمها صالة "أمبير ٦" في "سوديكو")، لكن لم يُكتب لأي منها الاستمرار. عدد من المنخرطين في الهمّ الثقافي بذلوا الجهود لإنعاش هذا الحلم في قلب نظام استهلاكي حيث يصعب تشييد مشروع ثقافي على ركائز غير تجارية ويدرّ في الحين عينه مالاً على صاحب المبادرة، مما يؤمن له جانباً من الاستمرارية. وفكرة الصالة من الضروري أن تندرج ضمن منطق الاستمرارية وإلا سقطت كورقة من غصن. وهذا ما يتطلب التزاماً على مدى طويل (الصالات المصنّفة "فنّ وتجربة" في فرنسا تتلقى دعماً من جهات رسمية). يوم إطلاق "متروبوليس"، هذا ما كانت تقوله هانية مروة: "ينبغي فعلاً أن تحبّ السينما وتحبّ بيروت كي تجازف في مشروع محفوف بالأخطار مثل هذا. بحثتُ لسنوات عن مكان يستجيب حاجات صالة مماثلة. فسينمات بيروت التي أقفلت منذ انتهاء الحرب، تحوّلت لسوء الحظ مراكز تجارية. أما القاعات التي ما زالت تحت نصيبها، فأصحابها في انتظار مستثمر ثري ليشتري منهم العقار مقابل سعر خيالي بغية تحويله إلى متجر أو مرأب. أصحابها لا تهمّهم السينما! وتحديداً، لا يرغبون في سماع خطاب عن ضرورة وجود صالة للسينما المستقلة أو عن الحاجة الملحّة إلى التنوع الثقافي وإلى ما هنالك من قضايا لها علاقة بالتصدي للعولمة واحتكار العمالقة الهوليووديين السوق. حاولتُ أن أنطلق من هذا الخطاب، ثم لاحظتُ أنني أجعل نفسي مادة للهزء".
عشية الاحتفاء بالعيد العاشر الذي يصادف مع انقعاد الدورة الجديدة من النسخة البيروتية لـ"أسبوع النقاد" في تموز المقبل، جرت إعادة نظر وتقويم للتجربة الاستثنائية، وقرر القائمون على "متروبوليس" المضي في مشروع أكثر طموحاً، مشروع لم ينضج بعد في شكل نهائي، إلا أنّه سيقتصر على افتتاح مجمّع سينمائي في منطقة العدلية يضمّ ثلاث صالات ويضطلع نوعاً ما بدور المكتبة السينمائية (سينماتيك)، ولكنها "لن تكون بديلاً من السينماتيك التي على الدولة تأسيسها"، تقول مروة في لقاء مع "المدن" أجريناه في مكتبها. في انتظار تحقيق هذا الحلم الوشيك (سيبدأ تشييد المبنى فور الحصول على الرخص المطلوبة بدءاً من مطلع السنة المقبلة)، تحدثنا مع المرأة النشيطة الملتزمة سينمائياً عن التحضيرات للاحتفالات التي ستُقام في تموز المقبل، من دون أن ننسى المحطات الكبرى التي تكوّنت منها السنوات العشر الماضية. على الطاولة ورقة تنظر إليها مروة من وقت إلى آخر، فالمحطات كثيرة جداً يصعب حفظها في الذاكرة.
تقول: "افتتحنا متروبوليس قبل عشر سنوات مع النسخة البيروتية لأسبوع النقاد، فسنعود نستقبل هذه السنة الدورة ٥٥ للتظاهرة نفسها. نفعل هذا كلّ عام، الفرق هذه المرة أننا سنستضيف مخرجاً انطلق من الأسبوع وصار له مكانة مهمة في السينما. وقع خيارنا على جاك أوديار، تكلمتُ معه وأعطى موافقة مبدئية. نخشى أن يتضارب توقيت حضوره إلى بيروت مع موعد تصوير فيلمه الجديد. لو تعذّر حضوره، سنأتي بمخرج آخر. بالتوازي مع هذا الحدث، أطلقنا نداءً إلى كلّ مَن يريد، سواء كان هاوياً أم محترفاً، أن ينجز لنا فيلماً تراوح مدته من ٣٠ ثانية إلى ٣ دقائق عما تعني له صالة السينما، أو لحظة في السينما. يجوز تصوير الفيلم بأيّ كاميرا، حتى كاميرا "آي فون" مسموحة. في نهاية الحدث في 10 تموز، ستُمنح جائزتان إحداها مالية والأخرى عبارة عن دعوة إلى حضور مهرجان كانّ السنة المقبلة. أوديار سيترأس اللجنة التي ستختار الفيلم الفائز".
هل تغيّر الجمهور، وهو السند المعنوي الأهم لـ"متروبوليس"، طوال السنوات العشر الماضية؟ "تغير ايجابياً"، تقول مروة. "الجمهور اليوم بات متابعاً ومتقبلاً أكثر من قبل. باتت له خيارات أكثر. لم يعد ممكناً الاتكاء على جمهور المهرجانات فقط، التوسيع مطلوب. لهذا، تعمل متروبوليس خارج بيروت أيضاً، في سعي إلى الخروج من المدينة وبلوغ جمهور أوسع. فبيروت مزدحمة بالنشاطات الثقافية، وكلها تتزامن مع بعضها البعض.
قبل فترة، عندما رافقتُ صديقة عزيزة لمشاهدة "موستانغ" للمخرجة التركية دنيز ايرغوفن في "متروبوليس"، كان في الصالة عددٌ قليل من المتفرجين، إلا أنّه بمقاييس صالة "فنّ وتجربة"، تعتبر مروة مثل هذه الإيرادات مقبولة. تقول: "فيلم موستانغ نجح تجارياً، شاهده نحو ١٠٠ شخص في اليوم الواحد خلال عطلة نهاية الأسبوع. أما استرداد النفقات من وجهة النظر التوزيعية، فهذه مسألة أخرى. نحن كصالة، نعتبر إيرادات هذا الفيلم جيدة، ولو أنني أرى أنه كان متوافراً أمامه احتمال نجاح أكبر. أجد أنّ فيلم كهذا كان من المفروض أن يُعرض في صالات أخرى ايضاً، وليس فقط عندنا".
أسألُ مروة عن أكثر حدث تفتخر به في السنوات العشر التي مرّت، تفكّر طويلاً كمَن لا تسعفه الذاكرة، فالنشاطات كانت كثيرة ومتنوّعة بحيث تسقط الأسماء وتبقى الصور عالقة. تجيب: "أعتقدُ أنّ أهم حدث هو بقاء متروبوليس. عندما تأسستْ، لم أكن أتوقع أن نستمرّ حتى الآن، قلتُ لنفسي: سيكون إنجازاً مهماً اذا وصلنا إلى عشر سنوات. في المقابل، تعنيني كلّ النشاطات المتعلقة بالأطفال، وهذا ما جعلنا نستمر. نعمل كثيراً مع الأطفال، ومن خلال كلّ المشاريع المخصّصة لهم، وصل مجموع الأطفال الذين أفادوا من هذه النشاطات إلى ٢٠ ألفاً. والأفلام التي نعرضها لهم لا تكون سهلة دائماً، هناك كلاسيكيات…".
أسألها عن "مواهب بيروت"، النشاط الذي بدأ قبل بضع سنوات في بيروت، بالتعاون مع "مهرجان برلين السينمائي". تعتبره مروة مغامرة: "دخلنا في رهان: وددنا ولو مرة ألا نتجّه إلى الطابع الغلامو للسينما، الذي يقتصر على دعوة ممثل أو مخرج وأولئك الذين يُنسب إليهم الفضل في صناعة الفيلم. كان الهدف من المشروع التوجّه نحو صنّاع الأفلام في الكواليس. كنتُ خائفة ألا يلقى اهتماماً من أحد. تفاجأتُ بعدد طلبات المشاركة في الورش التي تلقيتها من العالم العربي. وتفاجأتُ أنّ التقنيين المهمّين الذين نالوا الجوائز وعملوا في هوليوود تحمّسوا للمجيء إلى بيروت. وأكثر ما فاجأني أنّ ماستركلاس لمدير تصوير جذب هذا العدد من المهتمّين. صغار في السنّ جاؤوا للاستماع طوال ساعتين وناقشوا. هذا الأمر حمّسني وحضّني على المزيد من المجازفة. ربما أكثر ما يعزّ على قلبي هو الاستعادة التي أطلقنا عليها تسمية أجمل أيام حياتي، عن الأفلام اللبنانية القديمة. تطلّب منّا هذا جهداً كبيراً، ولكنه سمح لنا أن نعود وننظر بعمق في تاريخ السينما اللبنانية. كان ضرورياً أن نقوّم هذه الأفلام في ظلّ الراهن، بعيداً من قيمتها التاريخية. هذه السنة، أطلقنا أيضاً الدورة الأولى من مهرجان الشباب، وكان نوعاً من تتويج للسنوات العشر التي عملنا خلالها مع الأولاد. حتى أهاليهم كانوا متحمّسين. أجرينا ثلاث ورش كانت ناجحة. الورش ليست سهلة".
"لم أحقق كلّ أحلامي بعد في هذه الصالة"، تقول مروة، قبل أن تضيف: "هل تريدني أن أتقاعد؟"، الأمر الذي نحتاج إلى أن نبلوره أكثر فأكثر هو البرمجة العربية التي يجب أن تكون بشكل أكثر انتظاماً. أتكلم عن عرض أفلام عربية جديدة، وهذا يحتاج إلى تعاون مع مؤسسات أخرى. نحتاج في هذا إلى بعض المال والدعم من مهرجانات المنطقة. ثمة إنتاجٌ مهم ولكن لا أحد يشاهده، يُعرض مرة في مهرجان وينتهي الأمر. للجمهور أفكارٌ مسبقة كثيرة حول الفيلم العربي. يعتبر الذهاب لمشاهدة فيلم عربي سيسبّب له الخيبة. ماذا يجب أن نفعل كي نحمّس الناس لمشاهدة الفيلم العربي خارج إطار المهرجانات؟".
وبما أنّ موضوعاً يجرّ موضوع، نجري مقارنة صغيرة في غير محلها ربما، بين إيرادات بعض الأفلام اللبنانية الهابطة التي غزت الصالات أخيراً وإيرادات فيلم نوري بيلغي جيلان الفائز بـ"سعفة" كانّ، أو آخر فيلم لغسان سلهب، وكليهما عُرضا في "متروبوليس" ولم يستقطبا سوى عدد قليل من المشاهدين. هل جماهير الأفلام اللبنانية الهابطة تضلّ طريقها أحياناً إلى صالة للأفلام المستقلة؟ بالنسبة إلى مروة، المشكلة أنّ جمهور أفلام من نوع "فيتامين" مثلاً لا تولد بالضرورة عنده رغبة في الذهاب لمشاهدة سينما لبنانية من مستوى أرفع. "لا يزال أصحاب الصالات التجارية يمتلكون هاجس عدم عرض فيلمين لبنانيين في الوقت عينه. فاذا أعلنت مثلاً عن ستّة أفلام لبنانية في سنة واحدة، فهذا يعني أنّ الصالات أقفلت أبوابها أوتوماتيكياً أمام فيلم مثل باريسية لدانيال عربيد. زيادة الإنتاج اللبناني قد تكون مفيدة على المدى البعيد، أما اليوم فهي تأخذ من دربنا لأنّ السوق صغيرة ومحدودة.
في الآونة الأخيرة، شهدت الاستعادات التي كانت تنظمّها "متروبوليس" بالتعاون مع سفارات الدول الأوروبية تراجعاً ملحوظاً على مستوى الكمّ. فهل بعد سنتين أو ثلاث مجيدات تم استهلاك الأسماء الكبيرة؟ تجيب مروة: "لا تزال هناك أسماء كبيرة. لا الأسماء ولا الأفكار تنتهي. ولكن هذه السنة تحديداً خففنا قليلاً، بسبب التكلفة. هذه الاستعادات، خلافاً لما يظنّه بعضم، مكلفة جداً، وأكثر كلفة من تنظيم مهرجان. عليك أن تأتي بالنسخ التي هي أحياناً بالـ٣٥ مم، وحتى استئجارها باهظ الثمن. عادة، كنا نعتمد على السفارات، لكن جميعها شهدت منذ فترة خفضاً للموازنة وعصراً للنفقات، إلخ. حتى شحن النسخ بالحقيبة الديبلوماسية لم يعد متاحاً. في ظلّ هذه الظروف، بتنا نتمهّل في اختياراتنا لأنّ التمويل ليس متاحاً".
بعد التطور التكنولوجي الذي شهده العرض السينمائي في العقود الأخيرة، هل غيّر نظام "دي سي بي" (بديل الـ٣٥ ملم) طريقة عمل صالات السينما؟ هل صارت أسهل؟ تجيب مروة: "من جهة، أصبحت أسهل، ومن جهة أخرى أكثر تعقيداً. الشحن والتخليص من الجمارك أصبحا أسهل من قبل. يبقى أنّه من الأجمل عرض الفيلم المصوّر بالـ٣٥ بالفورما الأصلية. عدا أنّ هناك أمراً أجمل في نسيج الصورة. من ناحيتنا، كلّ مرة استطعنا جلب نسخات ٣٥، لم نقصّر ولم نبخل. في المقابل، لا يمكن أن يحدث خطأ في التعامل مع الـ٣٥. إذا وضعتَ كلّ شيء في المكان المناسب، سيعمل الفيلم حتماً. أما مع نظام دي سي بي، فقد لا يعمل لأسباب لن يفهمها أحد. مثل أن يتبين أنّ الفورما المعروضة فيها غير سليمة، وأحياناً لا تظهر الترجمة أو يكون الصوت متلفاً. وفي هذه الحال، لا يمكن فعل الكثير، ولن ينفع أي تدخل إلا من خبير في هذا الشأن".
سؤال بسيط عن الرقابة بين الأمس واليوم في ختام اللقاء، يجعل مروة تأخد نفساً عميقاً، تصمت قليلاً، تبتسم، ثم تقول بحرص معين على استخدام الكلمات المناسبة: "ليش بدّك تفتح هل باب؟ بصراحة، لم أعد مثالية كما كنتُ عندما بدأت. عليك أن تتعامل مع الرقابة كأمر واقع وعليك أن تسعى كلّ يوم إلى تغييرها، ولكن لا ينفع أن تتواجه معها. الحلّ هو تغييرها التدريجي على المدى الطويل. أيّ تصادم مع الرقابة سيصيبك بالفشل. أنت في مواجهة مع جهاز معقّد ومدعوم سياسياً، أعتقدُ أنّه ما من مشروع ثقافي في لبنان يمكنه الوقوف في وجه الرقابة. حتى وزراء يدعمون فكرة إلغاء الرقابة أو على الأقل تعديل صيغتها الحالية، يعترفون بعدم قدرتهم على القيام بأيّ شيء حيال هذه المسألة. هذا لا يعني أنّه يجب ألا نسعى. والعجيب أنّ فيلماً معيناً تجيزه الرقابة في مرحلة ما، قد يُمنع في مرحلة أخرى. ليس هناك منطق. أذكر أنّ هولي موترز عُرض كاملاً في بيروت، ثم في مرحلة لاحقة عندما أرتأينا عرض وثائقي عن مخرجه ليوس كاراكس، أرادت الرقابة حذف مَشاهد منه، مَشاهد هولي موترز تحديداً. في المقابل، لا نقوم بأي تنازلات على مستوى البرمجة، أي أنه إذا طُلب منا أن نحذف لقطة، نلغي عرض الفيلم ولا نفعل ذلك".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها