جوابًا على الكوارث، لا تجد العبقرية اللبنانية سوى الترويج لجمال لبنان وموسمه السياحي الصيفي ومهرجاناته الفنية، ودعوة المغتربين إلى زيارة أهلهم والاستمتاع بآلامهم وفقرهم.
كانت انتفاضة 6 شباط 1948 حلقة من حلقات العشرية اللبنانية السوداء، ومقدمة لمقاتل الشيوعيين، ومنهم خليل نعوس الذي تأثر به العامل الضرير علي عباني الذي نشأ على القيم الإنجيلية.
هل كانت المجتمعات المحلية العربية والمشرقية مكتفية وفي أحسن أحوالها، وليست في حاجةٍ لشيء، لولا الإفقار والاستغلال والقهر والنهب التي أنزلها بها الاستعمارُ الغربي الحديث؟
بعد سنوات من تركهم ابنهم الضرير ونسيانهم إياه متسوّلًا في بيروت، أجبروه على استعادة أصله ودينه، أي أن يرتد عن "ديانته المسيحية الجديدة التي اختارها، ويرجع "متواليًا".
الغلاء والإفقار والقهر، لا تنجم عنها ثورة شعبية بالضرورة، ولا تؤدي بالضرورة إلى صمت تام وعميم، بل قد تؤدي إلى ظاهرة تتفشى وتتناسل على الأرجح: الجريمة الهستيرية الفردية المفاجئة.