أيّد 50 في المئة من الإسرائيليين شن هجوم استباقي ضد إيران، في استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "معاريف"، الجمعة. فيما اعتبر 30 في المئة أنه "يجب انتظار رد إيراني وبعد ذلك مهاجمتها". بينما امتنع 20 في المئة عن الإجابة.
وكان الحديث عن ملامح المرحلة المقبلة بين طهران وإسرائيل قد تصاعد بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي يُعتبر ضمن سلسلة من تبادل القصف بين الطرفين، التي تثير مخاوف من حرب إقليمية شاملة.
وتثير ضربات الاستخبارات الإسرائيلية قلقاً معلناً في إيران، بحسب محللين، نظراً لاختراقها لأجهزة الجمهورية الإسلامية.
وندد علي لاريجاني، أحد مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى القومي، الجمعة، بمشكلة اختراق في إيران منذ أعوام. واعتبر أن "حالات إهمال حصلت، واجهتها الأجهزة الأمنية في البلاد، لكنها لم تنجح في وضع حد كامل لها"، مشيراً إلى أن "إسرائيل عدو يفكّر على مدى أعوام، ويلحق بك الأذى في لحظة".
وكانت إسرائيل قد أعلنت حصولها على وثائق أرشيف البرنامج النووي الإيراني عبر عملية أمنية في طهران، مطلع 2018.
اختراق إسرائيلي
ورأى الباحث في معهد الأمن والاستراتيجية في القدس ألكسندر غرينبرغ أن تصريحات شخصية مثل لاريجاني، "تؤكد عجز الأجهزة الإيرانية عن منع الاختراق الإسرائيلي".
وأضاف لوكالة "فرانس برس"، أنه عقب عملية تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، "كان حزب الله يأمل بأن تساعده إيران في مجال الاستخبارات. لكنهم (الإيرانيون) كانوا عاجزين عن القيام بشيء لأنفسهم حتى".
ويرى محللون أن الاختراقات الإسرائيلية تسهّلها عوامل منها الصعوبات الاقتصادية في الجمهورية الإسلامية التي تعاني عقوبات اقتصادية غربية، وتزايد المعارضة الداخلية للحكم.
وتحدث كينيث كاتسمان، الباحث في مركز صوفان والخبير السابق في الشأن الإيراني لدى الكونغرس الأميركي، عن "درجة اختراق مرتفعة... في كل وزارة أو منظمة، في الحرس الثوري، قوات إنفاذ النظام، وزارة الاستخبارات، القضاء، السلطات المحلية".
وتابع: "العديد من الأشخاص مستعدون، حتى في صفوف الحكومة، لمساعدة إسرائيل بغرض الحصول على المال، ولأنهم على خلاف مع النظام".
واعتبر العضو السابق في الاستخبارات الخارجية الفرنسية ألان شويه أن هذه العوامل توفر "مجموعة ممكنة للتجنيد لصالح القوى الخارجية". وأكد أن العملاء، إضافة الى القدرات الإسرائيلية في مجال الاستعلام التقني، يوفرون معطيات لا تقدّر بثمن، مثلما أظهرت عملية اغتيال الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصرالله.
وأوضح أن الرجل الذي تولى الأمانة العامة للحزب لأكثر من ثلاثة عقود، "كان لا ينام في المكان ذاته ليلتين توالياً، ولا يبقى في المكان ذاته لساعتين. كان تحديد مكانه بالغ الصعوبة". وأضاف "بعد (تفجير) أجهزة الاتصال، لم تعد ثمة أي قطعة الكترونية قربه".
اختراق منهجي
وشدد شويه على أن الإسرائيليين نفذوا الضربة الجوية الضخمة التي استهدفت نصرالله جنوب بيروت في 27 أيلول/سبتمبر، "وهم واثقين" من نجاحها. وأضاف "أصابوا الهدف، في الزمان والمكان المناسبين"، وذلك يعود بطبيعة الحال إلى معلومات استخبارية.
ورأى كادر الاستخبارات الفرنسية السابق أنه حتى في حال تحديد مكامن الخلل، تبدو طهران غير قادرة على معالجته، مؤكداً وجود "كثيرين، عملاء لإسرائيل أو مستعدين ليكونوا كذلك".
من جهته، تحدث جايسون برودسكي، مدير برامج "اتحاد ضد إيران نووية" (UNANI)، وهي من أبرز مجموعات الضغط المناهضة للجمهورية الإسلامية، بأن أجهزة الأمن الإيرانية مخترقة على نطاق واسع، بما في ذلك الحرس الثوري.
وأوضح أنه "تمّ تعيين قادة جدد وتركوا مناصبهم لاحقاً، لكن المشكلة بقيت موجودة، وهذا يظهر الى أي حد يعاني الحرس الثوري من اختراق منهجي". وأضاف "ربما القيادات العليا مخترقة، لكن حتى تلك الأدنى منها حتى".
ولم يستبعد برودسكي أن يكون الاختراق طال محيط خامنئي لأن مكتبه هو عبارة عن "بيروقراطية واسعة النطاق". إزاء ذلك، استبعد خبراء أن تجد إيران حلاً جذرياً للاختراقات قريباً. وأعرب شويه عن قناعته بأن لدى الجهاز الموساد الإسرائيلي شبكات "قادرة على التحرك في أي وقت كان".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها