حذرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي اليوم الجمعة، من احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال قطاع غزة، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حربها وعملياتها البرية.
تحرك فوري
وقالت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، في تحذير نادر، إن "التحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع، مطلوب من جميع الجهات الفاعلة التي تشارك بشكل مباشر في الصراع، أو التي لها تأثير على مجراه من أجل تجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته".
ويأتي هذا التحذير قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل، لتحسين الوضع الإنساني وإدخال المساعدات إلى غزة، وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية التي تمدها بها.
وطالب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، المسؤولين الإسرائيليين الشهر الماضي، باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة. وأمهلت واشنطن الحكومة الإسرائيلية 30 يوماً، لتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، ومن بين مطالب أخرى فتح معبر خامس.
يأتي ذلك في وقت ارتكب الجيش الإسرائيلي 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، مع تواصل هجماته وعملياته البرية في قطاع غزة، أسفرت عن 39 شهيداً و123 جريحاً، وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة اليوم.
وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية المدمرة المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 43 ألفاً و508 شهداء، ومئة وألفين و684 جريحاً.
بالتزامن، تواصل القصف الإسرائيلي على مختلف أنحاء غزة، وتحديداً شمالي القطاع، في اليوم الـ399 على بداية الحرب.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال عن أن قواته تقترب من إخلاء شمالي قطاع غزة من السكان بشكل كامل. وقال الجيش إنه لن يُسمح لهم بالعودة إلى المنطقة.
وأصدر الجيش أمس الخميس، أمر إخلاء لسكان أحياء في شمالي القطاع، بعد وصفه إياها بـ"مناطق قتال خطيرة". ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، سكان أحياء "شمال الشاطئ، النصر، عبد الرحمن، مدينة العودة والكرامة"، إلى إخلائها والتوجه جنوبا، قائلاً إنها "مناطق قتال خطيرة".
70% من الشهداء أطفال ونساء
في السياق، كشف تقرير للأمم المتحدة اليوم الجمعة، أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70% من الشهداء، جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأبريل/نيسان 2024، وفق تحليل تفصيلي لعينة ممثلة للضحايا.
وتحققت المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان من أن نحو 70%، من 8 آلاف و119 شخصاً، ممن سُجّل مقتلهم في الأشهر الستة الأولى من الحرب، هم من الأطفال والنساء.
ولفت التقرير إلى ما سماه "الواقع المروع الذي يعيشه سكان إسرائيل وقطاع غزة" منذ بداية الحرب، مشيراً إلى "عمليات قتل المدنيين وانتهاك القانون الدولي" التي قد ترقى في كثير من الأحيان إلى "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" وحتى "الإبادة الجماعية".
ويوضح التقرير الأممي استمرار الحكومة الإسرائيلية غير القانوني، في منع وصول المساعدات الإنسانية وتدمير البنية التحتية المدنية والنزوح الجماعي المتكرر في القطاع المحاصر. ويضيف أن هذه الممارسات من القوات الإسرائيلية، أدت إلى مستويات غير مسبوقة من القتل والموت والإصابات والجوع والمرض والأوبئة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها