وذكرت مصادر "المدن" أن فوز بدأ بدعم نادي حطين أولاً حين اشترى حقوق الإعلان على لباسهم الرياضي، ودعمهم بمبالغ مالية كبيرة. ثم ما لبث أن بدأ بتقديم الدعم لنادي تشرين، خشية من تفجر صراع على أمواله، نظراً للعداوة التاريخية بين الناديين.
العام الماضي، هاجم مشجعو نادي تشرين غريمه حطين بلوحة بشرية (تيفو) تشير إلى "هجرة" لاعبي نادي حطين وجماهيره إلى الخارج، في إشارة إلى أنهم تخلوا عن البلد، لترد رابطة مشجعي نادي حطين بـ"تيفو" يؤكد دعمهم لسوريا والجيش. وفي النهاية اتفق الفريقان على لوحة تدعم "سوريا الوطن" وحمل الطرفان صوراً لدعم قوات النظام.
لكن تلك الحرب التشرينية ضد حطين لم تتوقف، فنادي تشرين المنتشي بقوته ووصوله للمركز الثاني، هاجمت جماهيره داعمي النادي التقليديين، والسلطة بشكل مبطن، والفوز ونادي حطين أيضاً، بسبب دعم الفوز لحطين. الهجوم على الفوز تم بقسوة ونكرانٍ لما قدمه لهم، وصولاً لاتهامه بالطائفية وأن سُنيته جعلته يدعم نادياً سنياً. وشعرت جماهير تشرين من العلويين بحقها بمهاجمة السلطة لأنها أعادت الكُرة لموقعها التقليدي في سوريا من دون رد الجميل من السلطة.
الملايين التي رماها فوز دفعة واحدة لتعاقدات نادي حطين، وتلاها دفعة أخرى للاعبين أشعلت السوق السوري كاملاً؛ على إثر ذلك استدعي فوز من قبل اللجنة الأمنية لحزب البعث، أمين الحزب في اللاذقية ورؤساء الفرق الحزبية، وممثلين عن الفروع الأمنية، ففتح خزائنه أمام نادي تشرين بحصة مالية.
ووفقاً لمصادر "المدن"، فإن الفوز لم يحضر الاجتماع مع أولئك المسؤولين، بل أرسل شقيقه ومدراء يعملون معه. وتقول المصادر إن فوز مستاء جداً من الطريقة التي أجبر فيها على دعم نادي تشرين بعد اتهامه بالطائفية نتيجة وقوفه إلى جانب نادي حطين.
لكن في النهاية، صدر بيان باسم الناديين يشكر الفوز، ويدعو لاحترام الألفة بين الناديين، والتأكيد بأن الفوز داعم وطني، وليس داعماً مفرقاً بين أي أحد.
توجه فوز لدعم نادي تشرين رغم وجود إدارة غنية على رأس النادي حالياً، يترأسها علي نجيب، أحد أركان التسلط والتشبيح في اللاذقية، منذ عهد أبيه القريب من السلطة وعائلة الأسد، أعاد إلى الذاكرة السلوك التشبيحي للقائمين على نادي تشرين، وعلى رأسهم فواز الأسد، ابن عم الرئيس السوري، الذي دمغت عقود من الترهيب في اللاذقية باسمه وما كان يفعله خلال مباريات ناديه المفضل تشرين. ففي إحدى مباريات النادي مع حطين، نزل الأسد إلى أرضية الملعب ليطلق النار رفضاً لنتيجة المباراة، والآن يبدو أن معاوية جعفر، الرئيس التقليدي للنادي، والذي سارع أيضاً منذ عام إلى أرض الملعب لضرب حكم المباراة، يكمل هذه المسيرة.
نادي تشرين، الذي عرف بأنه نادي النظام، كان يملك أكبر رابطة مشجعين معظمها من العلويين، بل ربما هو النادي الوحيد الذي سمح له بتنظيم أكبر تجمع بشري في سوريا تحت مظلة "الالتراس"، في وقت كان يحظر على بضع أفراد تشكيل تجمع خاص بهم، لكن ذلك تجاوز مسألة الرياضة وأصبح جمهور تشرين أداة لترهيب الفرق الأخرى وجماهيرها.
كل ذلك ربما دفع فوز إلى بدء استثماراته الرياضية من "نادي السنة" في الساحل، بعد انفضاض الأسديين عن نادي تشرين لانشغالهم بأعمال أهم، فحوّله بسرعة إلى أكثر نادٍ يملك صفقات لشراء لاعبين وهيكل تدريبي، أما تشرين فبدأ موسمه التحضيري بلا أي تعاقد أو دعم من أي أحد.
هكذا انتهت الحرب على أموال الفوز، لكن التشرينيين يشعرون بانتصارٍ بخطف أموال سامر فوز من نادي حطين، مقابل غبن يشعر به الحطينيون تحسراً على أعوامهم التي قضوها يعانون ظلم النظام بسماحه لكبار الشبيحة والمتسلطين بقهر ناديهم ولاعبيهم.
عارف الآغا، هداف سوريا الأشهر والأفضل، الذي حمل ساقيه خائفاً لسنين طويلة من طلقة قد يصوبها فواز الأسد نحوه، وأحرز أهدافاً في مرمى تشرين، الذي كان مرمى فواز الأسد أيضاً، إحدى القصص التي تحكيها المدينة كل يوم. جاء الفوز رفيقاً حليماً للنادي، إلا أن السلطة قسمت يديه رغماً عنه، وكأنها تقول لا داعم أساسياً لحطين على مستوى كبار القوم كالفوز، على الفوز أن يفتح يديه للناديين، ولن يشعر جمهور حطين بالطمأنينة أبداً.. لكن هل يزعج ذلك سامر فوز؟ لم وقد أصبح اسمه في المدينة يرن كأجراس الكنائس؟ حلبة كرة القدم جعلت الفوز نظيفاً إلى حدٍ لا يُصدق!
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها