كثّفت قوات النظام والطيران الروسي قصف مدن وبلدات ريف حماة الشمالي وجنوبي إدلب، بالتزامن مع موعد مفترض لبدء تسيير دوريات مشتركة روسية-تركية في المنطقة منزوعة السلاح.
وبعد توقف لما يزيد عن 7 شهور، عادت الطائرات المروحية لقصف جنوبي إدلب وحماة الشمالي، بالبراميل المتفجرة. واستهدف القصف بلدات قلعة المضيق وكفرنبودة والهبيط، أي المحور المحاذي لمناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشمالي والمشمول باتفاق المنطقة "منزوعة السلاح" الموقع بين الضامنين الروسي والتركي في أيلول/سبتمبر 2018.
وكثفت القواعد العسكرية لقوات النظام القصف الصاروخي على محور شمال غربي حماة، وغربي جبل شحشبو المطل على بلدات سهل الغاب. وتعرضت بلدات أرينبة والصهرية ودير سنبل والقصابية وباب الطاقة للقصف بالبراميل المتفجرة من مروحيات النظام.
وترافق القصف المروحي والمدفعي بغارات جوية نفذتها المقاتلات الروسية، ومقاتلات النظام، استهدفت مراكز التجمع السكني والبشري في بلدات اللطامنة وكفرنبودة والهبيط بصواريخ شديدة الانفجار. وقصفت طائرات النظام ريفي إدلب وحماة بصواريخ C5 المسمارية، التي أعيدت للاستخدام رغم أنها محرمة دولياً. وسبق أن استخدمت هذه الصواريخ بقصف أحياء حلب الشرقية نهاية 2016. كما تجدد القصف صباح الأربعاء بالصواريخ الفراغية على أطراف قلعة المضيق.
(LM)
بيان "الدفاع المدني السوري" أدان عمليات القصف التي أدت لدمار المباني السكنية ومخازن للحبوب ومنشآت طبية من ضمنها مشفى التوليد الوحيد شمالي حماة، ومقتل 18 مدنياً وعشرات الجرحى. وبحسب "الخوذ البيضاء"، فقد تسبب القصف بموجة نزوح جديدة لأكثر من 100 ألف شخص في المنطقة منزوعة السلاح كانوا قد عادوا إلى مدنهم وبلداتهم بعد إعلان خفض التصعيد في الشمال السوري.
وقال الناشط الإعلامي محمد الدغيم لـ"المدن"، "يحاول النظام وحليفته روسيا جعل هذه المنطقة منزوعة السكان، لا منزوعة السلاح، ليسهل عليهم مستقبلاً ضم مدن وبلدات حماة وإدلب إلى سيطرتهم والتضييق على الضامن التركي، وهي السياسة المتبعة في اتفاق خفض التصعيد الذي شمل في ما مضى مناطق من حمص ودمشق".
وأشار الدغيم إلى أن روسيا والنظام يركزان قصفهم على بقعة جغرافية دون غيرها كما حصل في خان شيخون والتمانعة، وقبلها في مناطق ريف إدلب الشرقي، وأدى ذلك الى نزوح آلاف العائلات باتجاه إدلب شمالاً، أو إقامة مخيمات مؤقتة بالقرب من النقاط التركية، ولم تسلم هذه المخيمات من القصف كذلك.
ويتزامن قصف المحور الجنوبي والجنوبي الغربي للمنطقة منزوعة السلاح شمال سوريا مع حلول موعد مفترض لتسيير دوريات مشتركة روسية-تركية، لمراقبة وقف إطلاق النار. وكانت تصريحات روسية قد قالت بأن الموعد سيكون مطلع أيار/مايو، وسط إعلان فصائل عسكرية معارضة رفضها مشاركة روسيا في مراقبة وقف إطلاق النار.
وأكد الناطق باسم "جيش العزة" مصطفى معراتي لـ"المدن"، رفض فصيله العامل في ريف حماة الشمالي، أي تواجد روسي على الأرض كونه يمهد لاحتلالها، معتبراً أن "أي عنصر روسي أو دورية ستكون هدفاً للعناصر المرابطة على جبهات القتال".
وقال معراتي: "تحاول روسيا قصف المناطق المدنية للضغط على الضامن التركي، ليعمل بدوره على إخضاع القوى العسكرية للقبول بنشر النقاط الروسية. لكن قرار نشر نقاط المراقبة المشتركة يلقى رفض المدنيين قبل العسكريين، وعملنا هو انعكاس للرؤية المدنية، وسنعمل على دك معاقل النظام والمليشيات المساندة له طالما أن القصف مستمر على الأحياء المدنية".
وأضاف الناطق باسم "جيش العزة": "تتجهز قوات النظام للقيام بعمل عسكري شمالي حماة وفق عمليات الرصد والمتابعة، ويمكن أن تشهد الأيام القادمة مواجهة عسكرية في على محور كفرنبودة- المغير- الحماميات، ونحن جاهزون لصد أي هجوم محتمل".
مصادر "المدن" أشارت إلى إخلاء بلدات في ريف حماة الشمالي الغربي، في مناطق سيطرة النظام، من السكان، ما قد يُشير لقرب تنفيذ عملية عسكرية تستهدف بلدة كفرنبودة والقرى المحيطة بها في مناطق المعارضة.
ورغم الاتفاق في مفاوضات أستانة السابقة، على وقف أي عملية اجتياح لعموم محافظة إدلب وريف حماة الشمالي، من قبل النظام وروسيا، إلا أن فرضية العمل العسكري "غير الواسع"، تبقى واردة في ظل تصريحات مسؤولين روس القيام بعمليات عسكرية محدودة. وهو ما يشير لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وفتح باب المعركة، مع بدء التمهيد المدفعي والجوي لروسيا والنظام. تركيز القصف على ريف حماة الشمالي، من الجهة الغربية، قد يكون تمهيداً لشن هجوم عسكري وتضييق الخناق على إدلب وعلى الفصائل العسكرية الرافضة لاتفاق سوتشي، ومنها "جيش العزة" والسيطرة على أهم معاقله.
ويعتبر محللون أن تكثيف القصف الجوي في المنطقة منزوعة السلاح والمناطق القريبة من نقاط المراقبة التركية هدفه الضغط على الطرف التركي الضامن لفصائل المعارضة السورية، بسبب خلافات تركية-روسية بدأت تطفو على السطح بعد تعثّر "أستانة 12".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها