الإثنين 2018/08/27

آخر تحديث: 16:55 (بيروت)

روسيا التي تروج للأكاذيب في سوريا

الإثنين 2018/08/27
روسيا التي تروج للأكاذيب في سوريا
RT ©
increase حجم الخط decrease
بينما نقترب من الذكرى الثالثة للتدخل الروسي في سوريا، في 30 سبتمبر/أيلول، بثت وزارة الدفاع الروسية، في 22 أغسطس/آب، فيديو ترويجياً لتقييم عملياتها لدعم النظام السوري، أظهرت فيه حجم انتشارها وطموحاتها.

صحيفة "لوموند" الفرنسية تناولت المقطع الترويجي في افتتاحية، قالت فيها إن الفيديو يتجاهل، في الإحصاءات التي وردت فيه، أرقاماً لا تقل أهمية عما تحاول موسكو قوله في الفيديو، تتعلق بأرقام الضحايا والنازحين واللاجئين، والمرتزقة الروس أيضاً.

تقول "لوموند"، إنه في غضون ثلاث سنوات، حظي أكثر من 63 ألف عسكري روسي، بينهم ما لا يقل عن 434 جنرالاً، بتجربة قتالية مهمة في سوريا؛ نفّذ الطيران 39 ألف طلعة جوية، أسفرت عن مقتل حوالى 86 ألف مقاتل من المعارضة، وفق الإحصاءات الروسية الرسمية، كما تم إشراك 189 سفينة بحرية في العمليات العسكرية في سوريا، بما في ذلك حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف. وقد تم تطوير وتعزيز القاعدة الروسية في حميميم ، وكذلك ميناء طرطوس.

ولعل الأهم من ذلك بالنسبة لصناعة الأسلحة الروسية، أن 231 نوعاً من الأسلحة أو المعدات الدفاعية قد تم اختبارها، بما في ذلك الطائرات، وأنظمة صاروخية، وصواريخ كروز.

عندما بدأت موسكو تدخلها في سوريا، يقول الفيديو، كان 8 في المئة فقط من الأراضي تحت سيطرة حكومة بشار الأسد، لكن بفضل دعم روسيا وإيران، أصبح النظام يسيطر اليوم على 96.5 في المئة من الأراضي السورية.

على الرغم من بعض الصور التي توضح- في الفيديو- توزيع المساعدات الإنسانية على السكان الذين يشعرون بالامتنان، إلا أنه أخفى الأرقام حول الخسائر المدنية في النزاع - حيث يقدر عدد القتلى بأكثر من 300 ألف، وملايين من النازحين واللاجئين. كما أن الفيديو يتجاهل الخسائر الروسية، وكذلك وجود "مرتزقة"، وموظفي شركات الأمن الخاصة التي كشفت بعض وسائل الإعلام الروسية عن وجودها.

ماذا يقول هذا الفيديو؟ إنه يمجد، أولاً، عودة روسيا كقوة عسكرية في الشرق الأوسط. كان هذا أحد أهداف فلاديمير بوتين: استعادة دور الاتحاد السوفياتي المنحل في المنطقة، ووضع روسيا بين اللاعبين الرئيسيين. ثم يوضح كم كان التدخل في سوريا مفيداً للجيش الروسي من حيث الخبرة القتالية وصناعة الأسلحة، وهما قطاعان روج لهما الرئيس بوتين. هذه العملية هي أيضا عرض ضخم لصادرات الأسلحة الروسية. وليس من قبيل المصادفة تماماً أن روسيا حققت أيضاً تقدماً منذ عودتها إلى الشرق الأوسط، فقد أنهت للتو، على وجه الخصوص، عقود الدفاع مع جمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو.

تبقى مسألة مهمة مع متابعة هذا الفيديو. بوتين أعلن، مرتين على الأقل، سحب قواته من سوريا. الفيديو يكذب تلك الادعاءات. وقال إنه يرغب الآن في أن يتحمل الأوروبيون التكلفة المالية لإعادة بناء سوريا، الأمر الذي سيسمح، كما قال، بعودة اللاجئين.

الأوروبيون يرفضون تلك الدعوة، باريس وبرلين تلقتا تلك الدعوة بآذان صمّاء، ولن توافقا على الشروع في هذا الطريق لإعادة بناء سوريا كرمى لبشار الأسد، إلا عندما تتحقق شروط الحوار السياسي حول مستقبل سوريا. إنه قرار حكيم.

نشرت هذه المقالة للمرة الأولى في صحيفة "لوموند" الفرنسية، وترجمتها "المدن" إلى العربية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها