شنت طائرات حربية روسية وسورية حملة قصف جوي عنيف على قرى وبلدات في ريف حماة الشرقي ما أدى الى مقتل عدد من المدنيين، فيما شن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً معاكساً في الرقة، أسفر عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام وإبعادها عن مدينة معدان، آخر معاقل التنظيم في ريف المحافظة.
وقال "المجلس المحلي لناحية عقيربات" في ريف حماة، الجمعة، إن "أكثر من سبعة شهداء و20 مصاباً سقطوا جراء استهداف طائرات الاحتلال الروسي تجمعاً للنازحين في قرية أبو الفشافيش، إحدى قرى ناحية عقيربات"، وأوضح أن "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الإصابات الخطيرة وعدم وجود مشافٍ أو نقاط طبية".
من جهته، أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إلى تعرض ريف محافظة حماة لحملة غارات مكثفة ومتواصلة منذ أكثر من 72 ساعة، استهدفت القرى الواقعة ضمن مناطق ريف حماة الشرقي والمتصلة بريف حمص، موضحاً أن عدد ضحايا القصف بلغ 32 مدنياً على الأقل، بينهم 6 أطفال و6 نساء، فيما تسببت الغارات بإصابة حوالى 75 مدنياً بجروح متفاوتة الخطورة.
وقال "المرصد"، الجمعة، إن الطيران الروسي استهدف كلاً من ناحية عقيربات وقرى سوحا وحمادة عمر وعكش والقسطل والمعضمية ووادي العظام بعشرات الغارات الجوية، فضلاً عن قرى طهماز وقليب الثور ومسعود والمكيمن وصلبا ومسعدة وأبو حنايا وأبو حبيلات.
وكان التنظيم سيطر، الخميس، على نقاط وحواجز على طريق خناصر- أثريا، ما مكنه من فتح ثغرة بين عقيربات والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا أنه عاد وتراجع في نقاط عديدة بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، التي تحاصر عقيربات وتفصلها عن مناطق المعارضة.
في السياق، شن التنظيم هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وقتل أكثر من 15 عنصراً، فيما عرضت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، الجمعة، صور القتلى، فضلاً عن صور لمقاتلين قالت إنهم أسرى سقطوا خلال "غزوة لجنود الخلافة على مواقع الجيش النصيري جنوب شرق الولاية".
أما "المرصد السوري"، فقال إنه وثق، خلال الساعات الـ24 الماضية، مقتل أكثر من 34 عنصراً من قوات النظام وأسر آخرين، أحدهم جرى ذبحه بواسطة سكين، فيما أصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، نتيجة الهجوم الذي تمكن التنظيم خلاله من استعادة السيطرة على المناطق الممتدة بين شرق بلدة غانم العلي وصولاً إلى منطقة السبخة.
وأشار "المرصد"، إلى أن التنظيم بات يسيطر على حوالى 40 كيلومتراً من الضفاف الجنوبية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، وأبعد قوات النظام مسافة 30 كيلومتراً غرب مدينة معدان، بعدما كانت قد وصلت لأطرافها، وهي آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في ريف الرقة.
وأضاف "المرصد"، أن ما لا يقل عن 12 عنصراً من مقاتلي التنظيم سقطوا خلال الهجوم، الذي يعد أعنف هجوم معاكس استهدف قوات النظام عند ضفاف الفرات الجنوبية بالريف الشرقي للرقة، بعدما كانت المسافة التي تفصلها عن مدينة معدان لا تزيد عن 4 كيلومترات.
يذكر أن التنظيم شنّ في الأيام القليل الماضية عشرات الهجمات المعاكسة لإيقاف تقدم قوات النظام في المنطقة، ولتخفيف الضغط العسكري المفروض عليه في ريف حماة وحمص الشرقي، ويتركز هجومه حالياً على قريتي الحويجة وزور شمر جنوب منطقة معدان، فيما تحاول قوات النظام التقدم بغطاء جوي من الطيران الروسي.
وفي غوطة دمشق الشرقية، أعلن "جيش الإسلام" عن عملية تبادل، أفرج النظام بموجبها عن مدنيين معتقلين، مقابل إفراج "جيش الإسلام" عن أسرى له، كانوا قد وقعوا في قبضته خلال معارك في الغوطة.
وقال "جيش الإسلام" في بيان، إن "الصفقة تمّت على دفعتين بعد عصر اليوم (الجمعة) عبر معبر المخيم المؤدي إلى ضاحية الإسكان، وتضمّنت الإفراج عن 11 عنصراً من عناصر عصابات الأسد كان جيش الإسلام قد أسرهم في عدة معارك على جبهات الغوطة الشرقية، مقابل تحرير 14 طفلاً و 10 نساء و 12 رجلاً من أبناء حي برزة الدمشقي والغوطة الشرقية، ممن اعتقلتهم عصابات الأسد غدراً في حملتها الأخيرة لتهجير أهالي بلدتي برزة والقابون".
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكي، الجمعة، إن سلاح الجو الروسي شنّ نحو 90 ألف ضربة جوية منذ بدء عمليته في سوريا ضد من وصفهم بـ"الإرهابيين"، مشيراً إلى أن القوات الجوية الروسية شنت أكثر من 28 ألف طلعة جوية قتالية، وقرابة 90 ألف ضربة جوية.
وأكد المسؤول العسكري الروسي، أنه خلال عملية القوات الجوية الروسية في سوريا، ارتفع حجم الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري إلى 78 ألف كيلومتر مربع، أي أكثر من أربعة أضعاف ما كان يسيطر عليه قبل التدخل الروسي الذي بدأ في أيلول/سبتمبر من عام 2015.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها