الخميس 2014/02/06

آخر تحديث: 07:10 (بيروت)

سجن حلب المركزي.. المعركة لم تنته

الخميس 2014/02/06
سجن حلب المركزي.. المعركة لم تنته
المقاتلون على أسوار السجن
increase حجم الخط decrease
 تزامناً مع حملة القصف بـ "البراميل المتفجرة" على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وحالات النزوح الواسعة التي تشهدها أحياء حلب الشرقية هرباً من الموت، وإعلان النظام عن إبرام اتفاق مع الأمم المتحدة في ما يخص مسألة خروج المدنيين من حمص القديمة، شنّ مقاتلو "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام الإسلامية"، هجوماً مباغتاً على سجن حلب المركزي، استطاعوا خلاله السيطرة على معظم أجزاء السجن، بعد العديد من المحاولات لاقتحام السجن خلال الأشهر الماضية، التي باءت جميعها بالفشل.

وكانت معركة "وامعتصماه"، التي أعلن عنها ظهر الخميس، بدأت بتفجير سيارة مفخخة عند "مبنى العظم" المجاور للسجن، الذي تتمركز فيه عناصر قوات النظام، لتعلن بعدها حركة "أحرار الشام" عن " تحرير سجن حلب المركزي بالكامل"، لتعود وتقول إن "المعارك ما تزال مستمرة" إلا أن "أجزاءً كبيرة من السجن غدت تحت سيطرة الثوار".
 
وفي حديث لـ"المدن"، قال المقاتل في جبهة "النصرة"، أبو محمد، إن العملية جاءت في هذا الوقت لإشغال قوات النظام، لـ "التخفيف من القصف المكثف على أحياء حلب الشرقية، ولقطع آمال النظام لاقتحامها"، كذلك بهدف "الوصول إلى السجن وفك الحصار عنه".
 
وأوضح "أبو محمد" أن سبع عمليات لاقتحام السجن على مرّ الأشهر الماضية لم تتكلل بالنجاح، بسبب اتخاذ عناصر قوات النظام للسجناء "كدروع بشرية"، و"إعدام عدد من السجناء السياسيين مع كل محاولة لاقتحام السجن".
 
ويحتوي السجن على ما يقارب أربعة آلاف معتقل بينهم سجناء سياسيون ونساء وأطفال، اتخذه جيش النظام مقراً عسكرياً  له، وذلك بعد هروب المجندين من الثكنات العسكرية المجاورة للسجن، ككلية المشاة وكتيبة حندرات. وتقول مصادر المعارضة إن السجن يحتوي على ثلاث دبابات وخمسمئة عنصر بين عسكري وشرطي بسلاحهم الفردي إضافة الى مدافع 23 وعدد من القناصة.
 
وعن السجناء الذي يقبعون في السجن، أوضح أبو محمد أنه سيتم نقلهم إلى "مكان آمن" ريثما تقدم لهم الرعاية الصحية ويتم عرضهم للمحاكمة، ثم سيتم لإفراج عمن أنهى أحكامه، أو عن السجناء الذين أسروا بسبب معارضتهم للنظام.
 
وأضاف "تعهدنا عشرات المرات السماح لجيش النظام بالانسحاب من السجن بسلام، مقابل تسليم السجن والمعتقلين بإشراف جهات مستقلة ومحايدة، إلا أن جيش النظام رفض مراراً مثل هذه المبادرات وبقي مصراً على التمركز داخل السجن، وهذا ما دفعنا لاقتحام السجن بالرغم من الخطورة على سلامة السجناء".
 
وأشار أبو محمد، إلى أن معركة ثانية تجري في مطار "كويرس" العسكري، الذي يقع في ريف حلب الشرقي والمحاصر منذ شهور، للسيطرة عليه، بهدف إنهاء أي وجود لثكنات عسكرية للنظام وسط المناطق "المحررة".
 
وكان السجن قد بقي محاصراً منذ ما يقارب عشرة أشهر، عندما أعلنت، في الأول من نيسان العام الماضي، العديد من الفصائل الإسلامية وكتائب في الجيش السوري الحر عن البدء في معركة "فك الأسرى"، وخلال أقل من شهر تمكنوا من السيطرة على العديد من المراكز والثكنات العسكرية لجيش النظام بالقرب من سجن حلب المركزي، دون النجاح في اقتحامه.
 
ويقع سجن حلب المركزي على طريق استراتيجي يصل ريف حلب الشمالي بمدينة حلب، وقد ظلّ مقطوعاً لشهور بسبب رصد القناصة المتركزين على سطح السجن للطريق. وهنا، يقول أبو محمد إن "السيطرة على السجن في هذا الوقت باتت ضرورية مع الحديث عن اقتراب قوات النظام من فصل ريف حلب عن المدينة". في هذا السياق، يؤكد أبو محمد أن الأهمية العسكرية لموقع السجن ليست وحدها ما يدفع المقاتلين إلى الهجوم عليه، فمعاناة أربعة آلاف أسير يقبعون دخل السجن "يجب أن تنتهي".
 
وبسبب النقص في الغذاء، توفي العشرات من السجناء، إذ تحدثت الأنباء الواردة من داخله عن اضطرار السجناء أحياناً لتناول 150 غرام من الطحين لسد جوعهم، إضافة لقيام آخرين لإشعال ثيابهم وأحذيتهم لتقيهم برد الشتاء القارس، مع انقطاع الكهرباء عن كامل السجن بسبب تضرر أسلاك الكهرباء جراء المعارك الدائرة.
 
وتحدث سجناء خرجوا من السجن حديثاً من خلال وساطة الهلال الأحمر، عن إقامة مقبرة في الباحة الشرقية من السجن، مع ازدياد عدد الوفيات بسبب الأمراض، حيث توفي العديد منهم بسبب مرض السل، وباتوا يوضعون في غرف خاصة حتى لا ينتقل المرض للسجناء الآخرين، منتظرين حتفهم.
 
إلى ذلك، لا توجد تأكيدات للسيطرة على كامل السجن، ولم يثبت حتى الآن خروج السجناء منه، فهل ستنتهي معاناة السجناء؟ أم أن فصول معاناتهم ستستمر مدة اطول؟
 
increase حجم الخط decrease