بعد انتظار طويل.. النازحون بالمنازل يتلقون مساعدات غذائية
لم يقتصر أمر الاتصالات والرسائل النصية على نازحين في برجا، فقد شمل ايضا جاراتها، سبلين وبعاصير وقبلهما الرميلة، وبلدات شوفية اخرى، في منطقة جبل لبنان، ومن هذه العائلات المستفيدة، عائلة محمد أيوب، من إحدى بلدات منطقة النبطية "الخرطوم"، الذي حضر بدوره لاستلام معونته.
مساعدات مالية
قبل تاريخ بدء استفادة النازحين المقيمين خارج مراكز الإيواء، منذ أيام قليلة، لم يدخل إلى بيوت النازحين، التي يتكدس في كل منها، ثلاث أو أربع عائلات، تتعاون على دفع بدل الإيجار وتدبير امورها الحياتية، أي مساعدات عينية منتظمة، من جهات رسمية حكومية لبنانية. باستثناء مبادرات من جمعيات أهلية محلية وأفراد، تبادر إلى إيصال بعض المساعدات ومنها الاغطية "الحرامات" يحصل عليها نازحون، إلى جانب، جمعيات تعنى بحقوق الطفل، بدأت بملأ إستمارات لتقديم مساعدات مالية.
يقيم غالبية النازحين في منازل بلدات وقرى إقليم الخروب، فيما النسبة القليلة منهم، تقيم في مراكز الإيواء، في المدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة والمستوصفات، تحصل بشكل متواصل، على مساعدات غذائية، ومواد نظافة ووجبات طعام. إضافة إلى مساعدة مالية "مرة واحدة" من مكتب المرجع الشيعي علي الحسيني السيستاني، قيمتها مئة دولار اميركي.
ويؤكد كل من أيوب، من بلدة الخرطوم، وعبدالله، من بلدة معركة، أنها المرة الأولى، التي يتسلمان فيها حصة غذائية، التي قدمت من " الإغاثة الإسلامية" عبر بلدية برجا. كذلك الأمر بالنسبة إلى محمد حمادة، من قلاويه، وزهرة حيدر، من طيردبا، الذين حصلوا جميعهم على مساعدات مماثلة. على أن تستكمل هذه المساعدة في الأيام المقبلة، وتشمل كافة العائلات المقيمة في المنازل، التي سجلت اسماءها لدى بلديات المنطقة الشوف التي نزح إليها حوالي 65 ألف فرد.
وتقول مريم زين، وهي نازحة من ضاحية بيروت الجنوبية، إنه مضى على نزوحها أكثر من شهر إلى منطقة الشوف، وتحديداً منطقة برجا، وخلال هذه المدة، لم تتلق مساعدات أو دعم، سوى حسن الضيافة والاستقبال. وأضافت لـ"المدن": "جئت اليوم إلى هنا لاستلام حصة غذائية، هي الأولى، بعدما تلقيت اتصالا من جانب البلدية، وكل ما نريده ونتمناه، هو وقف العدوان والعودة إلى بيوتنا، ولا نطلب غير ذلك".
حصص غذائية
وفي السياق ذاته، توضح مصادر في مجلس الجنوب لـ"المدن" (عبر لجنة الطوارئ الحكومية) أن المجلس عمل على تغطية، حوالي سبعين بالمئة من العائلات النازحة في المنازل في ساحل إقليم الخروب، ولم يتبق سوى بلدات وقرى اخرى في المنطقة، مضيفة أن المساعدات ترسل إلى البلديات، بناء على لوائح إسمية واضحة للنازحين، ويجري توزيعها بأشراف ممثلين عن المجلس والبلديات.
وحول ما إذا كانت هذه المساعدة ستقدم شهرياً، تفيد المصادر، "أننا حالياً ننفذ المرحلة الاولى، التي شارفت على نهايتها".
بدوره يشير رئيس بلدبة بعاصير أمين القعقور، إلى إنشاء خلية أزمة في البلدية، لمتابعة أوضاع أهلنا الوافدين. وقال لـ"المدن" إن "البلدية أشرفت مؤخراً على توزيع حصص غذائية، مقدمة من الإغاثة الإسلامية، على العائلات المقيمة في المنازل، والتي يبلغ عددها 1483 عائلة، مشيراً إلى وجود 28 عائلة في المدرسة الرسمية و34 عائلة في مدرسة المقاصد، يتلقون المعونات والأهتمام اللازمين".
من جانبه أكد رئيس بلدية الرميلة جورج خوري أن "البلدية أشرفت قبل أيام، على توزيع حصص غذائية للعائلات النازحة المقيمة في المنازل، في نطاق بلدة الرميلة الجغرافي، بالتعاون مع مجلس الجنوب، الذي حضر مندوب عنه للإشراف على عملية التسليم، على اساس اللوائح الإسمية المرسلة من البلدية".
ويلفت خوري لـ"المدن" إلى أن الرميلة، تستضيف 700 فرد، يقيمون في المنازل، وهي المرة الاولى التي يتلقون فيها هذه المساعدة الغذائية، مؤكداً "وجود خلل كبير في تامين إحتياجات هؤلاء". وأوضح أن "هناك نحو 300 فرد آخرين في مبنى المدرسة الرسمية، يتلقون مساعدات غذائية ومستلزمات مختلفة، من مؤسسات وجمعيات محلية وغير محلية، بشكل دائم".