"فائض قوة" الكاثوليكية والإنجيلية: التعليم رغم أنف الجميع
ربما آن الأوان كي يصدر نداء عاجل عن سلسلة مدارس المقاصد والأمل والمبرات والمصطفى والمهدي والحريري وغيرها لتعليق العام الدراسي، وإحراج القسم القليل من المدارس الكاثوليكية والانجيلية والأرثوذكسية الرافضة تأجيل العام الدراسي، رغم العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان. أو ربما آن الأوان كي تصدر عن المدارس الكاثوليكية والانجيلية المقفلة في الجنوب والبقاع صرخة بوجه الأمانة العامّة المصرّة على تعليم بعض الطلاب، فيما طلاب هذه المدارس في عداد النازحين ولا أحد يعلم أين نزحوا. صرخة تشبه تلك التي أطلقها أمين عام نقابة المعلمين في المدارس الخاصة اسامة ارناؤوط الذي قال بشكل واضح إن "الظروف لا تسمح بالعودة إلى التعليم الآن، ويجب أن يكون هناك موقف وطني في كل لبنان. وفي حال بقي الاصرار على العودة إلى التعليم في 7 تشرين الأول، فهناك استحالة للالتزام في الجنوب".
تمادي المدارس بالأرقام
ما هو حاصل رسمياً أن وزير التربية عباس الحلبي والمسؤولين في الوزارة عن المدارس الخاصة غير قادرين على وقف التمادي الحاصل بحق نحو تسعين بالمئة من طلاب لبنان. لا بل يعملون ما بوسعهم لوضع "خطط تربوية" هدفها الأول والأخير تبرير فتح جزء قليل من المدارس الخاصة (الكاثوليكية والانجيلية) أبوابها لتعليم الطلاب، لكن من بعد. ما يعني أنه حيال التمترس الحالي للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية بعدم الموافقة على تأجيل العام الدراسي بحجة تعليم الطلاب في بعض المناطق الآمنة، لم يبق أمام طلاب لبنان أي أمل بإمكانية وقف وزارة التربية التعدي الفاضح على حقهم في التعليم.
ثمة بعض المعطيات التي تشرح هذا التمادي الذي يمارسه البعض من دون أي رادع. فمن أصل نحو 1300 مدرسة خاصة في لبنان سيتعلم الطلاب بأقل من 200 مدرسة فقط لا غير. وهذه المدارس موزعة بين جبل لبنان والشمال. أضف إلى ذلك أنه من أصل نحو 1260 مدرسة وثانوية رسمية هناك أكثر من 900 مدرسة إما مقفلة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية (الجنوب والبقاع) أو تستقبل نازحين. علماً أن غالبية المدارس الرسمية المتبقية، أي التي لم تفتح أبوابها للنازحين، لم تستخدم للإيواء بسبب وجود حساسيات سياسية، في المناطق التي تتواجد فيها. وبحسب بعض الأرقام يصل عدد الطلاب النازحين في التعليم الخاص والرسمي إلى نحو 400 ألف طالب، غالبيتهم الساحقة في التعليم الخاص. أما التقديرات للذين سيتعلمون في لبنان (غالبيتهم تعليم من بعد)، في حال أصرت تلك المدارس على عدم التأجيل، فلا يصل إلى نحو مئتي ألف طالب من أصل نحو مليون طالب في لبنان.
تعليم شكلي لتبرير الأقساط
وبعيداً عن أخلاقيات التضامن الوطني، بأنه لا يجوز أن يتعلم نحو عشرة بالمئة من الطلاب في القطاع الخاص وصفر بالمئة في القطاع الرسمي، فإن المدارس المصرّة على التعليم لا تبالي بطلابها في المدارس المقفلة. فحتى على مستوى مدارس الطائفة الواحدة سيكون هناك طلاب "أولاد ست وأولاد جارية" (كما يقال بالعامية). ففي سلسلة المدارس الكاثوليكية والانجيلية يوجد ما يقارب 300 مدرسة في أكثر من نصفها لن يتعلم الطلاب لا من بعد ولا حضوري، لأنها موزعة بين الجنوب والبقاع. فهل يجوز أن تبرر وزارة التربية العام الدراسي لتعليم هذه المدارس هذا الجزء البسيط من الطلاب في لبنان؟ تسأل مصادر تربوية مفضلة عدم الكشف عن اسمها لعدم إحداث بلبلة في البلد المنكوب بالحرب.
لم تنتظر هذه المدارس المصرّة على التعليم أي قرار جديد يصدر عن وزارة التربية، رغم الاجتماعات المتكررة التي تعقد مع ممثليها، وكان آخرها مساء أمس. ففيما القصف الإسرائيلي يتواصل على ضاحية بيروت، ويصل دوي الانفجار إلى الشوف وكسروان، وتتكثف الاعتداءات جنوباً وبقاعاً، تواصل العديد من المدارس "قصف" أهالي الطلاب بالبلاغات ببدء التعليم من بعد، يوم الإثنين المقبل. علماً بعضها علّم هذا الأسبوع من بعد أيضاً. وعملياً هذه المدارس تريد تعليم تلامذة الحلقتين الأولى والثانية (الأطفال) ساعتين من بعد يومياً لقاء تحصيل أقساط تتراوح بين 3 و5 الاف دولار. وهذا مجرد تبرير لتحصيل الأقساط على تعليم شكلي، تحت حجة عدم ضرب العام الدراسي.
إصرار المدارس الكاثوليكية
وزير التربية عباس الحلبي عقد اجتماعات مع ممثلين عن المدارس الخاصة ومع ممثلي روابط المعلمين في القطاع الرسمي. يريد وضع خطة لإنقاذ العام الدراسي. بما يتعلق بالقطاع الخاص أصرت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية على عدم تأجيل العام الدراسي، بخلاف باقي المؤسسات في اتحاد أصحاب المؤسسات التربوية الخاصة. وبما يتعلق بالتعليم الرسمي طلب من القطاع الرسمي إحصاء الطلاب في كل مدرسة وأماكن نزوحهم لوضع خطة للتعليم.
لكن في الوقائع على أرض الواقع، تشير المصادر إلى أن مدراء المدارس الرسمية نزحوا على عجل ولم يجلبوا من بيوتهم حتى امتعتهم الشخصية. والآن عليهم الذهاب إلى النبطية أو إلى أو صور أو بعلبك تحت القصف لإحضار لوائح الطلاب الذين تسجلوا في تلك المدارس للتواصل معهم وإحصائهم. علماً أنه في العام الماضي، عندما كانت الاعتداءات الإسرائيلية محصورة في بعض القرى الحدودية، لم تتمكن الوزارة من إحصاء الطلاب قبل نحو ثلاثة أشهر، فكيف الحال اليوم؟ وبعيداً من أن خطة الاستجابة العام الفائت كانت مجرد حبر على ورق وكانت ظروف البلد كلها مختلفة، تسأل المصادر: ما هي هذه الخطة الجهنمية التي يمكن أن تضعها الوزارة فيما لبنان كله تحت العدوان الإسرائيلي؟.
تمادي المدارس بالأرقام
ما هو حاصل رسمياً أن وزير التربية عباس الحلبي والمسؤولين في الوزارة عن المدارس الخاصة غير قادرين على وقف التمادي الحاصل بحق نحو تسعين بالمئة من طلاب لبنان. لا بل يعملون ما بوسعهم لوضع "خطط تربوية" هدفها الأول والأخير تبرير فتح جزء قليل من المدارس الخاصة (الكاثوليكية والانجيلية) أبوابها لتعليم الطلاب، لكن من بعد. ما يعني أنه حيال التمترس الحالي للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية بعدم الموافقة على تأجيل العام الدراسي بحجة تعليم الطلاب في بعض المناطق الآمنة، لم يبق أمام طلاب لبنان أي أمل بإمكانية وقف وزارة التربية التعدي الفاضح على حقهم في التعليم.
ثمة بعض المعطيات التي تشرح هذا التمادي الذي يمارسه البعض من دون أي رادع. فمن أصل نحو 1300 مدرسة خاصة في لبنان سيتعلم الطلاب بأقل من 200 مدرسة فقط لا غير. وهذه المدارس موزعة بين جبل لبنان والشمال. أضف إلى ذلك أنه من أصل نحو 1260 مدرسة وثانوية رسمية هناك أكثر من 900 مدرسة إما مقفلة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية (الجنوب والبقاع) أو تستقبل نازحين. علماً أن غالبية المدارس الرسمية المتبقية، أي التي لم تفتح أبوابها للنازحين، لم تستخدم للإيواء بسبب وجود حساسيات سياسية، في المناطق التي تتواجد فيها. وبحسب بعض الأرقام يصل عدد الطلاب النازحين في التعليم الخاص والرسمي إلى نحو 400 ألف طالب، غالبيتهم الساحقة في التعليم الخاص. أما التقديرات للذين سيتعلمون في لبنان (غالبيتهم تعليم من بعد)، في حال أصرت تلك المدارس على عدم التأجيل، فلا يصل إلى نحو مئتي ألف طالب من أصل نحو مليون طالب في لبنان.
تعليم شكلي لتبرير الأقساط
وبعيداً عن أخلاقيات التضامن الوطني، بأنه لا يجوز أن يتعلم نحو عشرة بالمئة من الطلاب في القطاع الخاص وصفر بالمئة في القطاع الرسمي، فإن المدارس المصرّة على التعليم لا تبالي بطلابها في المدارس المقفلة. فحتى على مستوى مدارس الطائفة الواحدة سيكون هناك طلاب "أولاد ست وأولاد جارية" (كما يقال بالعامية). ففي سلسلة المدارس الكاثوليكية والانجيلية يوجد ما يقارب 300 مدرسة في أكثر من نصفها لن يتعلم الطلاب لا من بعد ولا حضوري، لأنها موزعة بين الجنوب والبقاع. فهل يجوز أن تبرر وزارة التربية العام الدراسي لتعليم هذه المدارس هذا الجزء البسيط من الطلاب في لبنان؟ تسأل مصادر تربوية مفضلة عدم الكشف عن اسمها لعدم إحداث بلبلة في البلد المنكوب بالحرب.
لم تنتظر هذه المدارس المصرّة على التعليم أي قرار جديد يصدر عن وزارة التربية، رغم الاجتماعات المتكررة التي تعقد مع ممثليها، وكان آخرها مساء أمس. ففيما القصف الإسرائيلي يتواصل على ضاحية بيروت، ويصل دوي الانفجار إلى الشوف وكسروان، وتتكثف الاعتداءات جنوباً وبقاعاً، تواصل العديد من المدارس "قصف" أهالي الطلاب بالبلاغات ببدء التعليم من بعد، يوم الإثنين المقبل. علماً بعضها علّم هذا الأسبوع من بعد أيضاً. وعملياً هذه المدارس تريد تعليم تلامذة الحلقتين الأولى والثانية (الأطفال) ساعتين من بعد يومياً لقاء تحصيل أقساط تتراوح بين 3 و5 الاف دولار. وهذا مجرد تبرير لتحصيل الأقساط على تعليم شكلي، تحت حجة عدم ضرب العام الدراسي.
إصرار المدارس الكاثوليكية
وزير التربية عباس الحلبي عقد اجتماعات مع ممثلين عن المدارس الخاصة ومع ممثلي روابط المعلمين في القطاع الرسمي. يريد وضع خطة لإنقاذ العام الدراسي. بما يتعلق بالقطاع الخاص أصرت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية على عدم تأجيل العام الدراسي، بخلاف باقي المؤسسات في اتحاد أصحاب المؤسسات التربوية الخاصة. وبما يتعلق بالتعليم الرسمي طلب من القطاع الرسمي إحصاء الطلاب في كل مدرسة وأماكن نزوحهم لوضع خطة للتعليم.
لكن في الوقائع على أرض الواقع، تشير المصادر إلى أن مدراء المدارس الرسمية نزحوا على عجل ولم يجلبوا من بيوتهم حتى امتعتهم الشخصية. والآن عليهم الذهاب إلى النبطية أو إلى أو صور أو بعلبك تحت القصف لإحضار لوائح الطلاب الذين تسجلوا في تلك المدارس للتواصل معهم وإحصائهم. علماً أنه في العام الماضي، عندما كانت الاعتداءات الإسرائيلية محصورة في بعض القرى الحدودية، لم تتمكن الوزارة من إحصاء الطلاب قبل نحو ثلاثة أشهر، فكيف الحال اليوم؟ وبعيداً من أن خطة الاستجابة العام الفائت كانت مجرد حبر على ورق وكانت ظروف البلد كلها مختلفة، تسأل المصادر: ما هي هذه الخطة الجهنمية التي يمكن أن تضعها الوزارة فيما لبنان كله تحت العدوان الإسرائيلي؟.
مدارس "فائض القوة"
بعض المدارس الخاصة تمارس "فائض قوتها" على جميع المدراس والطلاب والأساتذة، وحتى على وزارة التربية. فهي تعلم أن أهالي الطلاب سيرضخون لأنها تحتكر العلم في لبنان. وبالتالي تستخدم الطلاب رهائن في صراعها الحالي لعدم قبول تعليق العام الدراسي. لكنها في حقيقة الأمر تريد عاماً دراسياً ولو لبعض الطلاب، الذين سيتعلمون من بعد، أي لا علم حقيقياً. بل هو مجرد ذريعة لتحصيل الأقساط الفاحشة، وغير المستحقة. وهذا بمعزل عن الوضع النفسي للطلاب وأهاليهم، الذين يفكرون في كيفية البقاء على الحياة في المرحلة الراهنة. فما هي هذه التربية التي سيتعلمها الطلاب في هذه المدارس، فيما كل أقرانهم في باقي المناطق مشردون ونازحون أو في عداد الموتى والجرحى، جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة؟ وما هو هذا التضامن الوطني وثقافة الحقوق والمساواة والعدالة التي سيتعلمها هؤلاء الطلاب في كتاب التربية الوطنية، الذي يفترض أن وظيفته تنشئتهم على المواطنة؟