ألوان كتاب مدرسي تثير جدلا والتربية تؤكد "احترام القيم"

المدن - مجتمع
السبت   2023/07/29
كتاب اللغة الانكليزية المشكو منه استقدمته اليونيسف من كندا (المدن)
ارتبكت وزارة التربية ولم تعرف كيف تتصرف حيال موجة الاعتراض التي طالت الألوان المتعددة على إحدى صفحات كتب المدرسة الصيفية للأطفال، التي تنظم بالتعاون مع دول عدّة مانحة في المدارس الرسمية.

تناقض الوزارة
مدير عام التربية عماد الأشقر قال في تسجيل صوتي أرسله إلى الدكتور يوسف كنعان، مسؤول تجمع المعلمين في لبنان، أن الوزارة وزعت الصناديق التي تحتوي هذه المواد على المدارس، لكن لم توزع الكتب على الطلاب. وأكد له أنه بطلب من وزير التربية عباس الحلبي تم سحب المواد التعليمية وتلفها لأن الوزارة متمسكة بالقانون اللبناني وبالقيم الدينية التي تمنع هذا الأمر. أما المكتب الإعلامي في وزارة التربية فأكد أنه بعد التدقيق الذي أجرته الوزارة، تبين أن الكتاب الذي انتشرت صور من صفحاته على وسائط التواصل الاجتماعي، موجود في كندا ضمن جهات تعتمد الاختيار الجنسي. وهو غير موجود مطلقا في حقيبة الأنشطة المخصصة للمدرسة الصيفية، ولا في أي مدرسة خاصة.

في كلام الأشقر يتبين أن وزارة التربية سحبت وتلفت بعض المواد التعليمية للأطفال في المدارس الصيفية، بعدما رضخت للضغوط بأن المحتوى ينشر الشذوذ الجنسي. بينما في بيان المكتب الإعلامي لا وجود لأي تلف للمواد وأن ما انتشر موجود في كندا.

بدأت القضية برسمة ألوان متعددة، ليس علم مجتمع الميم، على غلاف مواد تعليمية للأطفال، انتقدها أساتذة من مختلف المناطق اللبنانية. وتوسعت الحملة ضد كتب المدارس الصيفية، الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومن اليونيسف وغيرها، بسبب الألوان. من كلام الأشقر لمسؤول تجمع المعلمين التابع لحزب الله، يتبين أن الوزارة أتلفت مواداً تعليمية.

مصادر مطلعة على مشروع المدارس الصيفية أكدت لـ"المدن" أن جميع المواد التعليمية وافق عليها المركز التربوي للبحوث والإنماء التابع لوزارة التربية. وأكدت المصادر أن كتاب اللغة الانكليزية المشكو منه استقدمته اليونيسف من كندا. وبما أنه وزّع على المدارس فهذا يعني أن وزارة التربية وافقت عليه. واستغربت المصادر الحملة التي يقوم بها البعض ضد المدارس الصيفية والمحتوى الذي يدرّس للطلاب خصوصاً أن وزارة التربية وافقت على المحتوى. لكن حيال الحملة التي طالت المدرسة الصيفية رضخت الوزارة نافية أن تكون الكتب قد وزعت على المدارس. أما مصادر المركز التربوي فأكد أن المحتويات التي وزعت على المدارس لا تتضمن الكتب التي انتشرت على وسائل التواصل. فالمركز يراقب المحتويات ولا يقبل بما تضمنته الصور المنشورة. وفي حال وزّع أي محتوى مخالف لما تتضمنه الصناديق التي وزعت على المدارس، فهي حكماً لم تمر على المركز التربوي. 

الكتاب في كندا
وحيال الحملة التي تقام ضد المدرسة الصيفية أكد المكتب الإعلامي في وزارة التربية أنه "بعد انتشار أخبار ومواقف تتعلق بالأنشطة المرافقة للمدرسة الصيفية، والتي اعتبر مروجوها أنها تشجع الشذوذ وتسيء إلى القيم اللبنانية، كلف وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي المدير العام للتربية ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء إجراء تدقيق إضافي في محتوى صندوق الأنشطة المخصص لتلامذة المدرسة الصيفية من تمارين وألعاب وأنشطة. وتبين من هذا التدقيق أن الكتاب الذي نشرت صورا من صفحاته وسائط التواصل الاجتماعي، موجود في كندا ضمن جهات تعتمد الاختيار الجنسي، وهو غير موجود مطلقا في حقيبة الأنشطة المخصصة للمدرسة الصيفية، ولا في اي مدرسة خاصة".
وأضاف البيان أن الحلبي اطمأن "إلى عدم وجود أي أمر يسيء إلى الأخلاقيات والقيم، أو يتضارب مع روحية القوانين المرعية، وجوهر المعتقدات الدينية والروحية".

وأكد المكتب الإعلامي أن وزارة التربية والتعليم العالي وكذلك المركز التربوي للبحوث والإنماء يحترمان القوانين ويسهران على التدقيق في مضمون أي نشاط تربوي قبل السماح بإدخاله إلى المدارس وضمن الأنشطة". ووجه المكتب الاعلامي "تحية تقدير وشكر إلى مشروع كتابي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لدعمه للمدرسة الصيفية، ولمشاريع أخرى مهمة جدا للتربية. وأشار الوزير إلى أن مشروع كتابي الاول والثاني، يدعم الوزارة والمركز التربوي منذ سنوات طويلة، ولم يتدخل القائمون عليه مطلقا في مضمون المناهج والأنشطة والتدريب، بل يدعم ما تحتاج إليه الوزارة والمركز، سندا إلى القوانين والأنظمة اللبنانية، والقيم التي ترعى الحياة الروحية والاجتماعية والثقافية في لبنان".