مجزرة رياق: الممرضة التي فجعت بابنها شهيداً

لوسي بارسخيان
الثلاثاء   2024/10/15
غارات متكررة على البلدة (لوسي بارسخيان)
كان لبلدة رياق البقاعية نصيبها من قصص الموت المتنقلة. لم يكن يخطر على بال تلك الممرضة التي تعمل في قسم الطوارئ في مستشفى رياق، على إنقاذ ضحايا الغارات الإسرائيلية، أن تعجز عن إنقاذ ولدها. ذاك المراهق الذي فجعت بوجوده جثة هامدة بين جثث الضحايا الذين سقطوا جراء الغارة الإسرائيلية التي تعرضت لها البلدة، واستهدفت مبنى سكنياً دمرته بالكامل.

تصرّ إسرائيل على أن تخلف بصمة على إجرامها في كل يوم وكل مكان، متنقلة بين قرى البقاع وأحيائها، لتصطاد ضحاياها من بين سكان آمنين، لا ذنب لمعظمهم سوى أنهم ولدوا وسط بيئة أسمتها إسرائيل أهدافاً حربية ولم ترحمهم لا في المنازل، ولا المؤسسات ولا المستشفيات ولا حتى في المقابر.

كان هذا الإجرام يوم أمس الثلاثاء من حصة بلدة رياق البقاعية، التي تتوزع أحياؤها بين سكان مسيحيين ومسلمين. وقد تعمدت إسرائيل تحويل مبنى سكنياً مؤلفاً من ثلاث طوابق في حي الجامع الكائن بوسطها السكني، إلى مقبرة جماعية لسكانه. مما أدى الى استشهاد رضيع، وأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و13 سنة، وسقوط 20 جريحاً. وأفيد عن وجود شخصين في عداد المفقودين.

شهود على الإجرام
يظهر في خلفية المبنى المستهدف، الكنيسة الأنطونية، التي بدت كشاهد على إجرام إسرائيل المتمادي، وقد سارعت إلى احتضان أبناء بلدتها على اختلاف طوائفهم، وبعثت في نفوسهم شيئاً من الطمأنينة، وعززت صمودهم في منازلهم على رغم من تحليق الطيران الحربي، وغاراته اليومية التي استهدفت أيضاً منزلاً على مقربة من مدافن المسيحيين في البلدة ودمرته بالكامل.

وتأتي هذه الغارات المتكررة على البلدة، بينما نصف أهلها نزحوا الى خارجها، وفتح النصف الآخر منازلهم لإحتضان النازحين من القرى والبلدات المجاورة، ولو أن كليهما لم يكن بمعزل عن عدوانية إسرائيل ووحشية غاراتها.