حفلٌ يفوق التّوقعات.. صيدا إلى الواجهة السياحيّة مجدّدًا
تستعد مدينة صيدا في السّاعات المقبلة لاستضافة أكبر فعاليّة لسوق الأكل في لبنان، على جزيرتها التي تُعرَف باسم "الزّيرة "- تصغيرًا لعبارة الجزيرة نسبةً لصغر مساحتها - وذلك بجهود شباب نادي "Rotaract" التابع لنادي روتاري صيدا، بالتعاون مع المؤسسة اللبنانية للارسال LBC وتحت رعاية وزارة السياحة ووزارة الأشغال العامة والنقل.
هذه الفعاليّة التي تستمر لمدّة أربعة أيام، ابتداءً من يوم الخميس 29 آب حتى يوم الأحد الأوّل من أيلول، ومن الساعة العاشرة صباحًا وحتى منتصف الليل، تحمل إسم: Souk El Akel The Paradise Edition، وتتميّز بموقعها على "الزّيرة "التي تمتدّ قبالة شاطئ صيدا على بعد دقائق معدودة عن المرفأ، بمساحة تقارب 31 ألف متر مربّع.
تجهيز الجزيرة
يعزو مدير نادي "Rotaract Saida"، حسن ضاهر، اختيار الزّيرة لهذا العام، والذي يصادف العام الرابع على استضافة سوق الأكل في صيدا، إلى عدم الرغبة في تكرار المواقع ذاتها التي تعوّد عليها اللبنانيون عموماً، والصيداويون خصوصًا، (كالملعب البلدي وخان الافرنج)، وإلى رغبة الشّباب وبلدية صيدا وجمعية أصدقاء زيرة صيدا، في الإضاءة على هذا المعلم السياحي المميّز والثّروة المائية التي يجهل كثيرون وجودها في صيدا.
وبما أن النادي الذي تتراوح أعمار أعضائه ما بين الـ 18 والـ 30 عاماً يعمل على جمع الأموال عبر نشاطات وفعاليّات متنوّعة لخدمة المجتمع الصّيداوي والمدينة بأكملها، فإن الأهداف الأساسية لفعاليّة هذا العام تتنوّع وفقًا للتالي:
- تنشيط السّياحة المائيّة في صيدا.
- دعم أصحاب القوارب والمراكب السياحية في المدينة.
- مدّ المياه العذبة إلى الزّيرة عبر أنابيب في البحر، لاستخدامات متعدّدة، منها تجهيز حمّامات وخزانات مياه.
- تجهيز غرفة للصليب الأحمر اللبناني على الجزيرة، وذلك للتخفيف من حالات الغرق المتكرّرة والحوادث الأليمة التي تشهدها المنطقة، بسبب عدم وصول المساعدة اللازمة وعدم تجهيز الجزيرة سابقاً بمعدات الإنقاذ.
حديقة مائية من آليات عسكرية
فيما يخصّ برنامج الفعاليّة، فهو يتضمّن أكثر من 30 خيمة للأكل تمتد على مساحة الزّيرة كافةً، بالإضافة الى مساحة للتّخييم وعروض لفرق موسيقيّة ودي. جي، وألعاب مائية مناسبة لكافة الأعمار تتنوّع بين زلاجات مائية، ألعاب مطاطية، ركوب الـ"Jet Ski"، التزلّج الهوائي (Parasailing)، الغطس (Scuba Diving) مع فريق محترف وغيرها الكثير.
يجدر الذكر أنّه على عمق يمتدّ ما بين الـ15 والـ25 متراً تحت مياه الزّيرة، تنام أوّل حديقة مائية في حوض البحر المتوسط، تم تجهيزها العام الماضي بعد إلقاء دبابات وآليات عسكرية قديمة للجيش اللبناني في قعر البحر لإحياء الحياة البحرية حولها ونمو الأعشاب عليها.
جمال المدينة وبحرها
وبعدما أبدت أطراف محليّة محافِظة بعض الملاحظات حول الحفل، أكّد أعضاء نادي "Rotaract Saida" حرصهم على الصورة الإيجابية لصيدا، وعلى عدم الإنزلاق في أخطاء قد تؤثر سلبًا على الحفل بأكمله والمدينة وسمعة شبابها.
من جهتها، تعبّر دلال بخور، زميلة حسن ومسؤولة لجنة التسويق في النادي، عن حماستها وزملائها لزيارة الزّيرة واستعادة شاطئها الذي كان مهملاً في السّابق، مؤكدةً أن صيدا بشبابها وشيبها تستحق الاستمتاع بهذه الثّروة من دون حصرها بفئات معيّنة، ومن دون قمع الطاقات التي تسعى لتحويلها إلى أجمل وأكثر المدن اللّبنانية انفتاحًا.
ولاستقطاب أكبر عدد من الناس، حرص القائمون على أن تكون المشاركة بهذه الفعالية متاحةً لجميع فئات المجتمع؛ فحُدّد سعر بطاقة الدخول بـ7 آلاف ليرة لبنانيّة تشمل النقل عبر القوارب والمراكب السياحيّة. أما للرّاغبين بالمشاركة في الألعاب والنّشاطات المائية، فالأسعار معروضة أمام الجميع منعًا للتّلاعب بها.
صيدا، المدينة التي لطالما اشتهرت بجمالها وهدوئها، على موعد مع فعاليّة ستعيدها إلى الواجهة السياحيّة من جديد، بفضل شبابها ومنظّماتها التي تؤمن بقدرة هذه المدينة العريقة على تخطّي كل الصّعاب التي مرّت بها سابقاً، لتتصدّر المشهد السياحي اللّبناني من جديد.