تصميم الأزياء في بيروت: مخضرمون وجدد في أسبوع الموضة
لطالما كانت بيروت، التي توالت عليها الحروب، مصممة على النهوض، بكل ما فيها من حياة وثقافة وإبداع، لإثبات وجودها بجدارة على خارطة العالم.
ليست بيروت وحسب، بل سكانها أيضاً، واللبنانيون على العموم، قد أثبتوا مرونتهم الثقافية على مر الأعوام، منذ حقبة الانتداب الفرنسي. فبينما كان البعض يسعى لانتماء "عربي ومشرقي"، كان آخرون يتعمقون بالثقافة الفرنسية، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ منهم ومن طريقة عيشهم.
انطلاقة ما بعد الحرب
ومع تزايد اهتمام المجتمع اللبناني بالموضة وتسارع استهلاكه لسلع الأزياء، لمعت بعض الشخصيات التي اتخذت من الحياة الباريسية مصدراً لإلهامها، وبدأت مسيرتها في تصميم الأزياء بإضافة لمسة عربية أصيلة. هنا، برز اسم لبنان على الخارطة تحت عنوان: الموضة.
بالطبع كان للحروب تأثيرها على حركة الموضة، إلا أن تصميم اللبنانيين دفعهم لمغادرة البلاد، وخصوصاً نحو باريس، حيث واصلوا مسيرتهم هناك، وعادوا بخبراتهم فيما بعد إلى لبنان، لينطلقوا مجدداً نحو العالم. لدى عودتهم فور انتهاء الحرب، تحوّل لبنان إلى مركز للأعمال والثقافة والأزياء، وبدأ يستقطب الجميع إلى دوره وفنادقه، حيث أقيمت عروض الأزيا،ء التي كان من شأنها أن تضيء على مواهب المصممين المحليين من جهة، وأن توفّر أفكاراً جديدة لكبار المصممين العالميين، الذين كانوا مهتمين باطلاق مجموعات تتميّز بمزج الحضارتين الشرقية والغربية من جهة أخرى.
لاحقاً، أصبح لبنان مركزاً للأزياء في المنطقة العربية، الأمر الذي جذب مدرسة ESMOD العالمية للأزياء إلى فتح فرع لها في بيروت، جاعلةً من هذه الأخيرة مصدرًا للمواهب التي لا نهاية لها. أسماء كثيرة أضيفت إلى لائحة مصممي الأزياء اللبنانيين، الذين تميّزوا بأعمالهم، التي حلّقت خارج المنطقة العربية وحطّت في عواصم الموضة وحفلات السجاد الأحمر في باريس وميلانو وهوليوود وغيرها، وأبرزهم: عوني الصعيدي، إيلي صعب، زهير مراد، ريم عكرا، والكثير غيرهم، الذين أصبحوا بدورهم مصدر إلهام للجيل الجديد.
موسم جديد
قصص نجاح المصممين اللبنانيين برزت على مدار العقد الماضي، وارتفع بذلك الاهتمام بإدراج تصميم الأزياء في برامج واختصاصات الجامعات اللبنانية، ومن أشهرها الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، بالتعاون مع إيلي صعب، وجامعة لندن لتصميم الأزياء (London College of Fashion)، كذلك الجامعة اليسوعية بالتعاون مع إيسمود، وجامعة اللويزة وغيرها.
هذه الجامعات، بالإضافة إلى فعاليات الموضة، التي تقام سنوياً أو فصلياً، ساهمت بالإضاءة على المصممين الجدد، الذين يسعون لتكوين علامتهم التجارية الخاصة .
في هذا السياق، انطلق يوم الثلاثاء الموسم الرابع من فعاليات أسبوع الموضة "ديزاينرز اند براندز Desginers & Brands" بإدارة شركة ليبس مانجمينت LIPS Management، في معرض بيال - فرن الشباك؛ ويستمر الحدث حتى يوم الخميس، مع مجموعة مميزة من المصممين الناشئين والمخضرمين، من لبنان والعالم. هذه الفعالية، من شأنها أن تقوم بتطوير أسابيع الموضة التقليدية، والتي تأتي استكمالاً للنجاح الباهر الذي حصده حفل La Mode A Beyrouth، وتمنح المصممين المشاركين فرصة تقديم عروض خاصة، بالإضافة إلى توفير مساحة مشتركة لتبادل الأفكار والندوات وعروض الـcatwalk والكثير من المفاجآت الأخرى التي تنتظر الحاضرين.
افتتاح هذه الفعالية بدأ بعرض تصاميم المصمم اللبناني عوني الصعيدي، الذي كان أول من لمع اسمه في العقود الماضية في باريس، وسيكون اختتامه بالإعلان عن نتائج مسابقة Beirut Young Fashion Designers، التي تستلهم قضية مكافحة الاتجار بالبشر Ending human trafficking.