مبادرة لبنانية: كيف تلعب وتنجح في عملك؟
يبدو أن مبادرة "لعب" قد وجدت إجابة عن هذا السؤال: "من خلال اللعب". فكيف يكون اللعب سبيلاً إلى تحسين الأداء الوظيفي واليومي للأشخاص واكتشفاهم قدراتهم ومهاراتهم وشخصياتهم أيضاً؟ يعود ذلك، في جزء كبير منه، إلى دخول اللعب ضمن عملية التربية والتعليم التي نمر بها كأطفال من أجل تطوير مهاراتنا. من أجل ذلك، دخل اللعب في المجال البحثي والأكاديمي كموضوع لبحوث وفرضيات استطاعت أن تصنف الشخصيات إلى مجموعة شخصيات لعب. لكن المشكلة تكمن في أننا ننشأ في مجتمعات تقنعنا بأن "اللعب هو نقيض الإنتاج والعمل"، على ما يشرح أحد مؤسسي المبادرة محمود ناتوت، وهو أستاذ في تخصص التربية في الجامعة اللبنانية الأميركية.
فهل يعني ذلك أن نلعب كرة القدم أثناء وظائفنا؟ قد يكون ذلك أحد طرق بعضنا للإبداع. لكن اللعب لا يقتصر على الألعاب التي تتطلب مجهوداً جسدياً كاللعب بالكرة أو الحبل أو الركض، بل يشمل كل ما مارسناه أو ما نزال نمارسه في أوقات فراغنا للتسلية، مثل الغناء وكتابة القصائد وقول النكات وجمع الطوابع أو أغطية القناني الملونة والتطريز وتزيين أبواب خزائننا وسواها من الانشطة. فاللعب أنواع، منها بدني ومنها ذهني ومنها ما يجمع بينهما. وكذلك فشخصيات اللعب كثيرة، يكتشفها الشخص من خلال معرفة أنواع الألعاب التي تستهويه والمهارات التي تتطلبها هذه اللعبة، مثل التحليل أو المنافسة أو العمل اليدوي. "عند اكتشاف الفرد شخصية اللعب لديه يصبح قادراً على توظيف المهارات التي يستمتع بممارستها في عمله. ويستغلها للقيام بعمله بطريقة مبدعة وأكثر متعة وانتاجية"، يقول ناتوت.
لذلك أنشأ ناتوت مبادرة "لعب" مع اثنتين من طالباته السابقات، هما نيلا الحارس وسارة السباعي، بالإضافة إلى المعلمة راوية الشاب، بعد تفكيرهم بطريقة يستغلون بها اللعب لتطوير أداء المعلمين والمعلمات من خلال تنظيم ورشات عمل للّعب. لكنهم، بعد ذلك، قرروا توسيع دائرة ورشات العمل لتشمل إقامة تدريبات لجميع المهن، لإيمانهم أن "اكتشاف شخصية اللعب لدى كل فرد تساعده على أداء وظيفته بشكل أفضل من خلال استغلال مهاراته في اللعب في عملية الانتاج".
هكذا، صارت المبادرة تنظم ورشات عمل بناءً على طلب الشركات والمؤسسات لتدريب موظفيها على اكتشاف شخصية اللعب لديهم والانفتاح على ميولهم ومهاراتهم من أجل الإبداع في مهامهم. كما تنظم كل يوم اثنين ورشة عمل للجميع، يمضون خلالها ساعتين من اللعب الممتع في "antwork" في الحمرا.