ربيع البترون: من يقنع الصغار بالعودة إلى المنازل؟
ما إن تصل إلى مستديرة الأوتستراد في البترون، تعيش أجواء مهرجان الربيع للزهور قبل أن تدخل مقرّه في الحديقة العامة، التي تصدح منها أصوات الموسيقى وضجّة الحاضرين، الذين جاءوا في مئات السيارات، منذ الرابعة عصراً، من طرابلس وعكار وبيروت والبقاع والجنوب. الكلُّ يسأل: "وين بدي صفّ سيارتي"، ليلقوا جواب: "فوّلنا". فيركنون سياراتهم بعيداً، ويصطحبون أولادهم سيراً على الأقدام نحو الحديقة.
مهرجان الربيع الذي ينطلق للمرة الأولى في البترون، بمبادرةٍ من جمعية تجار البترون وقضائها، كان يومه الأول، الجمعة في 21 نيسان، حدثاً استثنائياً ومميّزاً. وهو سيستمر 3 أيام، في 22 و23 نيسان. فهذه الحديقة العامة، بعدما نظمت فيها الجمعية نفسها، في العام 2015، "بترون بازار" وركبت 35 كشكاً خشبياً على امتداد مساحتها الواسعة، تحولت هذا العام ملتقى للبنانيين، كباراً وصغاراً من العائلات والأصدقاء والأطفال والعشاق أيضاً.
"عدوى" الفرح التي تبادلها الحاضرون، بين الضحك والدردشات وتبادل الصور والسيلفي، ترجمت إيجابيّة المهرجان. من معرض الزهور الذي أعطى صبغة الربيع بضمّه عدداً كبيراً من مشاتل الأزهار، إلى سوق الأكل الذي يضفي في كلّ مرة لمساته وروائحه الشهيّة، مع ألعاب النفخ والنشاطات الترفيهية للأطفال، والعروض الفنيّة والفرق الموسيقية وعروض السحر والرسم والنحت والحفر. إضافةً إلى منطاد أبيض كبير، كُتب عليه باللون الأحمر "Batroun"، وحلّق للمرة الأولى في سماء المدينة.
ترفض لويزا باسيل، من جمعية تجار البترون، أن ينحصر هدف المهرجان بالغاية الربحيّة. فـ"هذا المهرجان الذي سيتحول إلى موعدٍ سنوي، جاء بعدما استكملنا مشروع زرع الحديقة بالأزهار، كي تكون مناسبةً لمهرجان الربيع الذي سيعيد البترون إلى الخريطة السياحية في لبنان ويروّج لها اقتصادياً واجتماعياً وترفيهياً وثقافياً".
اللافت أنّ المشكلة التي تشارك فيها الزوّار، كانت في أن يقنعوا أولادهم بالعودة إلى المنزل. ذلك أن المساحة المخصصة للأطفال، بين الرقص واللعب والتنكُّر وتناول الحلوى، أعطتهم هامشاً واسعاً من الحريّة والسعادة، فألحوا على أهلهم: "بدنا نبقى بعد".
أمّا سوق الأكل في المهرجان الذي مزج المطبخ اللبناني بالمطبخ العالمي، ولّد حماسة الحاضرين تجاه الطعام، فتوزعوا على أكشاك البوظة والعصائر ومناقيش الصاج والوجبات الأميركية والأوروبية السريعة. فـ"الطعام من الأشياء القليلة التي يجمعنا حبنا له في لبنان"، تقول وفية المصري التي تقدّم اللازانيا وطبق المغربيّة على أنواعه.