بلال سلامة: ما فائدة الصور إذا لم يرها الناس؟

حنين شبشول
الإثنين   2015/07/20
بدأت التصوير كهواية، وتطورت مع الوقت. الممارسة هي العنصر الأهم، وقد قضيت إلى الآن 5 سنوات في هذا المجال. ومع الوقت أردت أن أجرب أنواع التصوير المختلفة لربما أبدعت في نوع أكثر من غيره، وبطبيعة الحال أعرف أنني لم أصل إلى المكان الذي أريد، ولكن أعرف أيضاً أنني أتطور مع الوقت وسأصل إلى نتيجة. 


أعتقد أن العنصر الأهم في التصوير هو الممارسة، ومن ثم يأتي الإبداع والفن. عندما بدأت كنت أعرف ماذا أريد أن أصور. فلم التقطت صور الغروب أو الطبيعة. كل ما كنت أهتم به هو أن أمشي في الشارع وألتقط اللحظة العفوية التي يصعب أن يكون قد التقطها أحد غيري. علمت أنني لست ممن يهوون تصوير المناظر وغيرها ولا أريد أن أغير مساري الحالي. بالطبع يمكن أن أصور مشروعاً ما، لا يصب في مجال اهتمامي، لكن ما يدفعني إلى ذلك السعي إلى تعلم تقنية جديدة، خصوصاً أنني لم أدرس التصوير.

ليس ضرورياً أن يركز المصور على مواضيع معينة، اذ يمكن لهذا التحديد أن يحصر قدرات المصور. فمثلاً مصور الموضة لن يصور مشروعاً عن الهجرة. مع ذلك، أعتقد أن هذا الموضوع نسبي ويعتمد على أسلوب ومنهج المصور نفسه. وإن أردنا أن نأخذ في الاعتبار المصورين العالميين لا نستطيع أن نتغاضى عن الفرص التي تتاح لهم في الخارج.

أما عن مدينة بيروت فأجدها جامعة. اذا صعدت في الباص تستطيع التقاط صور تتكلم عن المدينة. مع العلم أن الفكرة ممكن أن تُترجم بطرق كثيرة غير المكان أو المساحة. أي أن عناصر الصورة هي الأهم. لكن "أمنيات" بيروت هي المشكلة. لا تعرف من أين يأتي أحد ما ليمنعك من التصوير لضرورات أمنية، لأن فلاناً يعيش في الجهة الخلفية. قرأت منذ حوالي السنتين عن مصور أجنبي كان ينزل إلى الشارع ليصور أشخاصاً في وضعية حميمية، لنكتشف في النهاية أنهم لا يعرفون بعضهم. أردت أن أجرب هذه الفكرة في بيروت، على أن يلتقطوا هم أنفسهم الصور من أجل كسر الجليد. وفي غضون سبعة أيام متواصلة، ولمدة خمس ساعات يومياً، استطعت التقاط صورتين فقط، رغم أنني جربت مع مختلف الأعمار والأجناس.

التصوير والعلاقات العامة هما شيئان متلازمان في هذه المهنة. لا أرى أي سبب لرفض مصور ما نشر صوره. ما فائدة التصوير إذا لم يره الناس؟ لا أعتقد ان المصور الذي لا يعرفه الناس ولم يروا صوره يعتبر ناجحاً. لا يعني ذلك أنّ صوره ليست في المستوى المطلوب، ولكن ماذا يحقق إن لم ير صوره سوى المقربين منه. وهذا ما حدث مع ستيف مكاري أساساً. صورة واحدة كانت كفيلة بأن تشهره وتجعل من اسمه اسماً يعرفه الكثيرون، حتى إن لم يذكروا اسمه فليس ممكناً نسيان صورته.

"ما حدا بيعرف شو ممكن يصير". الصورة هي أداة نستعملها لتحفيز ذاكرتنا، حفظ ذكرياتنا، وهي تحكي قصصنا. كثيراً ما أتمنى لو كنت قد عشت في الخمسينات مثلاً، اذ أحب الأشياء القديمة. لكن لولا الصور التي نَقلت إلينا تلك الحقبة لما كان بإمكاننا تخيُّل ما كانت عليه. ومن أجل ذلك علينا أن نأرشف الحاضر ونحافظ على الصور من أجل زمن آخر.

أما من ناحية المسابقات، أجد أن سياقها في لبنان يختلف عمّا هو موجود في الخارج. وأنا لا أجد أن المسابقات التي تقام في لبنان تخدم هدفي والمكان الذي أريد الوصول إليه في هذا المجال. وهذا ما يجعلني أفضل المسابقات العالمية.