نتنياهو والتسوية في لبنان: لا أحدد موعداً لنهاية الحرب

المدن - لبنان
الخميس   2024/10/31
"إسرائيل مصممة على مواجهة التهديدات في الشمال" (Getty)
أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه المبعوثين الأميركيين إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، أنّ "إسرائيل مصممة على مواجهة التهديدات في الشمال". وقال إنّ "أي وقف للنار مع حزب الله في لبنان يجب أن يضمن أمن إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "هناك ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس".
وأكد نتنياهو "لا أحدد موعداً لنهاية الحرب لكني أضع أهدافاً واضحة للانتصار فيها"، مضيفاً "نحن نحترم القرارات 1701 و1559 ولكنها ليست الشيء الرئيسي"
كلام نتنياهو جاء بعد زيارة المبعوثين الأميركيين للقاء المسؤولين الإسرائيليين لبحث مسألة وقف إطلاق النار في لبنان، ومناقشة الجهود لاستنئاف المفاوضات بشأن غزة. وأعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن "نتنياهو أكد للمبعوثين الأميركيين أن المسألة ليست الاتفاق بل القدرة على تطبيقه".

أقول كلا
متوجهاً إلى حليفه الأميركي قال نتنياهو: "أقدر بشدة الدعم الأميركي وأقول نعم عندما يكون ذلك ممكنا ولا عند الضرورة". وإذ إعتبر  أنّ إسرائيل "تسعى إلى تغيير وجه الشرق الأوسط"، أكدّ "أننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقاً".
وبعد اللقاء قال نتنياهو: "نعالج أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل تتمتع الآن بحرية أكبر من أي وقت مضى في التصرف في إيران ويمكنها الوصول إلى أي مكان فيها حسب الحاجة"، ومؤكداً أنّ أولوية إسرائيل "القصوى اليوم هي منه إيران من التسلح النووي".

تشكيك أميركي
وقبل لقائهما نتنياهو، إلتقى المبعوثان أيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وتناول اللقاء مناقشات التسوية في لبنان. يأتي ذلك على وقع الشكوك الأميركية والإسرائيلية التي خفضت منسوب التفاؤل بإقتراب التوصل إلى أي إتفاق بعد كل ما نقلته وسائل إعلام غربية عن إحتمالية التوصل لتسوية في غضون أسابيع وحتى قبل موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في 5 تشرين الثاني. إذ نقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة بأنّ نتنياهو ينتظر رؤية من سيخلف الرئيس جو بايدن قبل الإلتزام بأي مسار دبلوماسي. وبحسب الصحيفة فإنّ "هناك مجموعة من الصيغ المتعددة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة لا تزال قيد النقاش".
يتماهى ذلك مع ما نقلته "سي إن إن" عن مصادر مطلعة، وجاء متطابقاً أيضاً مع ما صدر عن "تايمز أوف إسرائيل" التي نقلت عن مسؤول إسرائيلي، تأكيده أنّه "من غير المرجح التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأميركية".

الإنتخابات الرئاسية
وتعتبر مصادر الـ"سي إن إن" أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة". وأوضحت الشبكة أنّ هناك شعوراً داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، "لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب". وبذلك تضيف المصادر أنّ "التعويل للوصول إلى حل في لبنان بات على مساع دبلوماسية مستمرة قد تتبلور لاحقا".

من جهتها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر، الحديث عن "مسودة اتفاق أميركي إسرائيلي تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة شهرين انتقالية".
وقالت المصادر "نرجح معارضة حزب الله وحكومة لبنان لمسودة اتفاق إنهاء الحرب بسبب انتهاكها للسيادة"، مضيفة "وفق المسودة تنسحب إسرائيل بعد أسبوع ثم ينتشر الجيش اللبناني لتفكيك بنية حزب الله".

القرار 1701
وإذ انخفض منسوب التفاؤل بعد زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب، فمن غير المعروف بعد، هل سيزور المبعوث الأميركي بيروت، حاملاً جواب إسرائيل عن الموقف اللبناني من تطبيق القرار 1701 والألية التي سبق أن ناقشها المبعوث الأميركي في بيروت مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.

غالانت
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنّ "إيران أصبحت وحيدة والوضع الصعب لحماس وحزب الله لا يمَكنهما من مساعدتها"، مشيراً إلى أنّ "الحرب تفرض علينا تجنيداً قومياً واسعاً وعلى الجميع تحمل الأعباء الأمنية".

موقف ميقاتي
من جهته، أعاد ميقاتي تأكيد ما صدر عنه في لقائه التلفزيوني الأخير لجهة ما تبلغه من الموفد الرئاسي الأميركي، وقال في تصريح اليوم "لقد تبلغنا من هوكشتاين بالأمس أنّه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج إتصالاته، علما أنّ التصعيد الاسرائيلي لا يبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة".

ميقاتي الذي إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون عارضاً معها الأوضاع والمستجدات الراهنة، أكدّ أنّ "التهديدات التي يطلقها العدو الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين باخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا".

وأشار إلى أنه أبلغ هذا الموقف إلى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا "تكثيف الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية".