موجة كبيرة من الأجواء الإيجابية يتم بثها وتسريبها من قبل الإعلام الإسرائيلي حول الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. يأتي ذلك في ظل تكثيف الضغوط الأميركية للوصول إلى هذا الاتفاق قبل الانتخابات الأميركية وفي هذا السياق تأتي زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ومستشار الأمن القومي بريت ماكغروك إلى إسرائيل لإنجاز هذا الاتفاق وكتابة مسوّدته. وأعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن الحكومة الأمنية تناقش شروط الهدنة مع "حزب الله" في جنوب لبنان، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه البري. وفي تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية، أشار كوهين إلى أن المناقشات جارية، لكنه توقع أن تستغرق بعض الوقت.
نتنياهو يهدد نعيم قاسم
ولكن في الموازاة تبرز تهديدات المسؤولين الإسرائيليين للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تهديدات انضم إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ففي محادثات مغلقة، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى انقطاع خطاب أمين عام حزب الله الجديد، الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: "سمعت أن خطاب زعيم حزب الله الجديد انقطع في منتصفه. هذا إشارة لما هو قادم". وفي أول إطلالة علنية له بعد تعيينه أمينًا عامًا لحزب الله، شهد خطاب الشيخ نعيم قاسم، الذي ألقاه عبر قناة المنار، انقطاعًا مفاجئًا للبث قبل أن يعود بعد بضع دقائق.
ميقاتي متفائل بحذر
وكشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه اتصل بالوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي أبلغه أنه سيتجه إلى تل أبيب، وإن شاء الله أن يكون هناك بوادر إيجابية ونتحلى بالتفاؤل، ولكن هل نصدق لا يمكننا أن نصدّق، ولكننا نأمل الوصول قريباً إلى وقف لإطلاق النار. وقد تأخر هوكشتاين في الوصول إلى تل أبيب من الأحد إلى يوم الخميس بسبب بعض العثرات، وزيارته فيها بعض المؤشرات الإيجابية، وعندما سألته إذا كان بإمكاني أن أعطي نفحة تفاؤل فأجاب: "نحن اليوم بحالة أفضل من الأمس، ونأمل أن نصل إلى وقف النار ووقف العدوان على بلدنا". ونأمل أن نراه قريباً جداً في بيروت قبل نهاية الأسبوع، في حال كانت النتائج إيجابية. وأكد ميقاتي أنه متفائل ولكن بحذر، وهناك تجارب سابقاً في غزة منذ أشهر إذ أن نتنياهو أطاح بكل المفاوضات السابقة. واعتبر ميقاتي أن حزب الله تأخر في فصل جبهة لبنان عن غزة.
حصر السلاح بيد الدولة
وكشف ميقاتي أن هوكشتاين قدّم للبنان اقتراحاً وأبلغناه أنه قبل النقاش التفصيلي في هذا الاقتراح يجب أن يكون هناك التزام علني من الإسرائيليين بوقف إطلاق النار، وكنّا قد جرّبنا في النداء الدولي الذي صدر على عدد من رؤساء الدول سابقاً أن نصل إلى اتفاق ولكن نتنياهو نسفه وانقلب على كل ما أبلغنا به من قبل الأميركيين بأنهم حصلوا على الضوء الأخضر من الإسرائيليين، ولذلك طلبنا التزاماً إسرائيلياً وضمانة أميركية لوقف النار، وبعدها نتحدث بكل الشروط وهي تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته بإشراف أميركا وفرنسا. وما بين القرارين 1701 والـ1559 أشار ميقاتي إلى أنه يلتزم بالميثاق الوطني والذي ينص على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية فقط.
صياغة المسودة
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار حققوا تقدمًا كبيرًا في جهود التوصل إلى تسوية في لبنان، حيث تتركز الجهود على صياغة اتفاق ينهي الصراع القائم. فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يعمل حاليًا على صياغة مسودة اتفاق بين إسرائيل ولبنان، تتعلق بوقف العمليات العسكرية في المنطقة. وتوقعت بأن يتم إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية خلال الأيام المقبلة وقد تعلن الإدارة الأميركية عنه قبل الانتخابات. وأكدت الهيئة أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أسبوع. ومع ذلك، أضافت أنه في حال جرى خرق الاتفاق، فإن الجيش الإسرائيلي سيستأنف عملياته العسكرية في المنطقة. كما تتحدث المسودة التي تم تسريبها إسرائيلياً بأن الاتفاق يجب أن يضمن تطبيق لبنان للقرارين 1701 و1559.
نقاط الاتفاقونشرت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم الاربعاء، ما يُعتقد أنه نص مقترح لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وتشير الوثيقة المسربة إلى عدد من النقاط الأساسية، أبرزها:
- وقف كامل للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل.
- تحمل الجيش اللبناني المسؤولية عن تطبيق الاتفاق في الجنوب.
- دعم أميركي ودولي لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، سواء من حيث الكم أو النوع.
- إسرائيل تحتفظ بحق التحرك عسكريا ضد التهديدات بالتنسيق مع أميركا.
- لطيران إسرائيل أن يحلق متخفيا للضرورة ودون خرق جدار الصوت.
- إسرائيل ملزمة بسحب قواتها من لبنان خلال 7 أيام من وقف القتال.
- تطبيق الاتفاق كاملا يتم خلال هدنة مدتها 60 يومًا.
- الجيش اللبناني ينتشر في المناطق التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية.
الشروط الإسرائيلية
أما القناة 12 الإسرائيلية فقالت إن هوكتشاين وماكغورك سيلتقيان برئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت وآخرين، والغرض من جولة الاجتماعات هو بلورة موقف يتم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وبعد الوصول إلى إتفاق مع نتنياهو وغالانت، سيتمكن الأميركيون من نقلها إلى دولة لبنان وبالتالي تحريك المفاوضات". كذلك، ذكرت القناة أن إسرائيل لديها سلسلة من الشروط أساسها ضمانات لحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان ومنع تسليح "حزب الله" في المستقبل وسحب عناصره إلى منطقة شمال الليطاني وتنفيذ انتشار واسع للجيش اللبناني عند الحدود مع إسرائيل. وأشارت القناة إلى أن هناك شرطاً يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً للتوصل إلى إتفاق نهائي. في المقابل أعلن البيت الأبيض أنه يتم التداول بمسودات كثيرة حول الاتفاق وهي لا تعكس الواقع الحالي للمفاوضات.