نعيم قاسم خليفة نصرالله.. هل يقود لبنان لنهاية الحرب؟

المدن - لبنان
الثلاثاء   2024/10/29
"حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام"، توافقت شورى حزب الله على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، خلفا للسيد حسن نصرالله.
منذ استشهاد نصرالله، وبعده رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، أصبح بحكم المعلوم أنّ قاسم سيكون الخليفة، أستاذ الكيمياء، الذي تنتظر منه بيئة حزب الله أن يقود المسيرة، وإن كان الإجماع "الشيعي" لا ينظر إليه كـ"وريث" لنصرالله بالأسلوب والخطاب وحتى الكاريزما.
وبين من يعتبر أنّ قاسم هو الشخصية "الشرسة" التي تفتقد للكاريزما التي استحوذ عليها نصرالله طيلة هذه السنوات، والشعبية الجماهيرية التي حظي بها "شهيد القدس"، فربما تتطلب هذه المرحلة السياسية والأمنية الحرجة، شخصية مماثلة للشيخ قاسم، الذي قال في خطابه المتلفز الأخير "نحن أهل الميدان، وهي حرب من يصرخ أولاً. ونحن لن نصرخ أولاً".

دلالات الحزب
وبعيداً عن الغوص في شخص الشيخ قاسم، فإنّ هذا الانتخاب في هذا التوقيت بالذات، له دلالات مهمة جداً، أبرزها التأكيد على إعادة حزب الله ترميم بنيته وملء الشواغر، بعد الضربات القاسية التي أرادتها إسرائيل موجعة للحزب. وخصوصاً أنّ قاسم له محطات مفصلية وباع طويل في تاريخ حزب الله منذ إنشائه وحتى اللحظة، حيث خاض الكثير من المواجهات مع العدو منذ حرب تموز 1993، وحتى تموز 2006 وكل المواجهات التي شهدها الميدان بعد ذلك.

قاسم الذي قال "أصبروا... نحن من سنعيد هذا الوحش الى حظيرته"، سيؤدي انتخابه ربما إلى فتح أبواب جديدة من المواجهة، وربما نمط مختلف من الأداء السياسي والخطابي بطبيعة الحال، ربطاً بما يقتضيه الميدان من جهة، واستمرار المواجهات مع العدو الإسرائيلي وجنونه الغادر على مختلف المناطق اللبنانية من جهة ثانية.

من هو نعيم قاسم؟
ولد الشيخ نعيم قاسم، إبن بلدة كفرفيلا الجنوبية، في العام 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت. متزوج وله ستة أولاد، أربعة ذكور وابنتين.
التحق بكلية التربية في الجامعة اللبنانية عام 1970، ودرس الكيمياء باللغة الفرنسية، وبعد تخرجه درّس المادة نفسها 6 سنوات في المدارس الثانوية، ثم حصل على ماجستير بالكيمياء.
وأثناء دراسته الجامعية ساهم في تأسيس "الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين" مع عدد من الطلاب، وترأس "جمعية التعليم الديني الإسلامي" من عام 1974 إلى عام 1988.

درَس مناهج الدراسة الحوزية على يد كبار علماء الشيعة في لبنان، من بينهم الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد عباس الموسوي، ثم درس على يد السيد محمد حسين فضل الله في الفقه والأصول.
عكف نعيم قاسم على التدريس أسبوعياً في مسجد البر والإرشاد لأكثر من 10 سنوات، ثم انتقل بدروسه إلى مسجد الإمام المهدي الغبيري وبقي هناك 4 سنوات، وظل يتنقل بين المساجد والحسينيات.

حركة أمل
بدأ نشاطه السياسي في حركة أمل. عين في منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة أمل، ثم التحق أميناً في مجلس قيادة الحركة، ليستقيل في العام 1979.
وشارك بعدها في الاجتماعات التي أدت إلى تشكيل حزب الله فيما بعد،. كان الشيخ قاسم عضواً في مجلس شورى حزب الله لمدة 3 دورات، وبعدها أوكلت إليه مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم تقلد منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي، قبل أن يترأسه.
وعُين قاسم نائباً للأمين العام في عهد الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد عباس الموسوي.
كذلك، تولى الشيخ قاسم رئاسة هيئة العمل الحكومية المسؤولة عن متابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وأيضا متابعة وزراء الحزب وعمل الحكومة. كما تولى متابعة عمل النواب البرلمانيين للحزب وحركتهم السياسية. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992.

مواجهات مع العدو
شهدت فترة تولي نعيم قاسم المسؤولية مواجهات عدة مع إسرائيل، بينها حرب تموز 1993، وحرب نيسان 1996، وحرب التحرير 2000 وحرب تموز 2006. واليوم، تنتظر قيادة حزب الله والبيئة الشيعية من قاسم أن يقود هذه المسيرة نحو نهاية الحرب.
للشيخ قاسم مؤلفات عديدة، وقد أصدر 26 كتاباً. وفي عام 2005، أعد قاسم كتاباً سرد فيه تاريخ حزب الله، ووُصف هذا الكتاب بأنه نظرة نادرة من داخل حزب الله.
وإسرائيل تهدده
وفي أول تعليق إسرائيلي على إنتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين: "كل من يقف على رأس الحزب هدف للاغتيال".