هل طرد السكان عناصر "حزب الله" من قرية جنوبية؟

المدن - ميديا
الأربعاء   2024/09/25
على وقع التصعيد غير المسبوق منذ بدء "حزب الله" وإسرائيل تبادل إطلاق النيران، نشرت صفحات وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت أنه يظهر مواطنين في قرية في جنوب لبنان يطردون عناصر من "حزب الله" كانوا يحاولون دخول قريتهم.

لكن الفيديو ليس جديداً ولا شأن له بالنزاع الدائر حالياً، بل يعود للعام 2021 حين اعترض سكان قرية على مرور منصة صواريخ للحزب بين بيوتهم، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

ويظهر في الفيديو ما يبدو أنه شجار تسمع فيه لهجة لبنانية. ويمسك فيه من يبدو أنهم سكان محليون، بعدد من الشبان. ويلاحظ في الفيديو بين السكان المحليين، رجال يرتدون الزي الديني لمشايخ طائفة الموحدين الدروز.


وأتى ظهور الفيديو في هذا السياق، بعدما أثار القصف المتواصل بين إسرائيل و"حزب الله" في الأيام الأخيرة مخاوف على نطاق واسع من أن الجانبين يتحركان بلا هوادة باتجاه حرب شاملة. فبعد أشهر من المواجهات الحدودية المضبوطة وتبادل القصف، تلقى "حزب الله" الأسبوع الماضي ضربة قاسية بتفجير أجهزة اتصالات يستخدمها عناصره، ثم اغتيال قادة قوات النخبة في صفوفه، لتتسع بعد ذلك رقعة الحرب إلى كامل الجنوب والبقاع وبعض مناطق بيروت.

بعدها، أعلن الحزب على لسان نائب أمينه العام نعيم قاسم، الأحد، أنه دخل "مرحلة جديدة" من المواجهات مع اسرائيل عنوانها "الحساب المفتوح". وفي وقت مبكر، صباح الإثنين، شنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية غير المسبوقة على امتداد الجنوب اللبناني ومنطقة البقاع في الشرق المحاذي لسوريا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصاً، بحسب وزارة الصحة، وفرار عشرات الآلاف من منازلهم في جنوب لبنان، بحسب الأمم المتحدة.

ورغم أن زعماء أحزاب وقوى معارضة لـ"حزب الله" سارعوا إلى الدعوة لترك الخلافات الداخلية جانباً و"التضامن الوطني" في وجه "العدوان"، إلا أن أصواتاً مازالت ترتفع في الأوساط السياسية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، محملة "حزب الله" مسؤولية جر لبنان الى الحرب.

وفي هذا السياق، انتشر مقطع الفيديو المتداول الذي قيل إنه يظهر طرد مقاتلين من "حزب الله" من إحدى القرى. لكن الفيديو قديم، وسرعان ما تعرف صحافيو "فرانس برس" في بيروت عليه، لأنه نشر للمرة الأولى العام 2021.

ويمكن العثور على المشاهد نفسها ومشاهد مشابهة منشورة في وسائل إعلام لبنانية وعربية بتاريخ 6 آب/أغسطس 2021. وحينها أطلق "حزب الله" عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية ردت عليه اسرائيل بقصف مدفعي على وقع توتر حدودي. وبعد وقت قصير من القصف باتجاه إسرائيل، أوقف عدد من المواطنين الراجمات التي أطلقت منها الصواريخ، حسبما أفاد مصدر عسكري و"حزب الله" آنذاك.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة في مواقع التواصل مواطنين من قرية شويا ذات الغالبية الدرزية في منطقة حاصبيا، يحيطون بشاحنات تحمل راجمات ويتهمون "حزب الله" بإطلاق النار من مناطق سكنية. لكن "حزب الله" رد زاعماً أنه أطلق الصواريخ من "مناطق حرجية بعيدة من المناطق السكنية حفاظاً على أمن المواطنين".